الاثنين، 30 مايو 2011

حتى الرمزية استغلوها ...

هناك فصة قصيرة بدأ تداولها على الانترنت
تحت عنوان الحمار
كتبت بطريقة رمزية بشيء من الطرافة أو الظرافة لكن المراد منها كان مؤذ .. أسردها باختصار ثم أعلق عليها:
القصة:
حمار يدخل إحدى المزارع و يبدأ بأكل الزرع
فلا يجد مالك المزرعة طريقة لإخراجه إلا التظاهر و الهتاف ضده و رفع اليافطات التي يكتب عليها عبارات الشجب و الرفض و الإسقاط و الرحيل .. ثم ستدعي جيرانه فيساعدوه بنفس الطريقة .. ثم يحاولون التفاوض معه للخروج ثم بعد ذلك على اقتسام المزرعة و تبوء جهودهم بالفشل جميعها .. فيبدأوا التفكير بالرحيل عن المنطقة و إنشاء مزرعة في مكان آخر ..
ثم يخرج طفل يضرب الحمار بعصا صغيرة قيخرج الحمار من المزرعة و يحل المشكلة .. و بدلاً من مكافأته .. يشعر أهل القرية بالإهانة لذكائهم بما فعله الطفل قيقتلوه و يجعلوا منه شهيدا ثم يعيدون الحمار إلى المزرعة ..
هذا هو باختصار عرض لهذه القصة الدنيئة ..
التعليق:
إن تعامل الناس في القصة مع مشكلة وجود الحمار في المزرعة لإخراجه تدل على بساطتهم و سذاجتهم و عدم إدراكهم للواقع و كيفية التعامل معه .. في حين أن فهم الولد للطريقة المناسبة في حل المشكلة تدل على الفهم الصحيح للواقع .. حتى هذه المرحلة من القصة كانت الرمزية تعمل بشكل جيد لإيصال المعنى ..
لكن التناقض الذي حدث في رواية القصة هو أن هؤلاء الناس بدلا من أن يجعلوا الولد بطلاً و هو الشيء الطبيعي الذي يتناسب مع تركيبتهم في القصة .. فجأة يصبح لهم إدارك حقيقي للواقع يكتشفوا من خلاله أنهم أغبياء و أن الولد أهان ذكاءهم أمام الآخرين و يتصرفوا تجاهه بطريقة غاية في التعقيد و الخبث الذي يتناقض تماما مع طبيعتهم المفترضة و يقرروا ليس فقط التخلص منه بقتله بل بجعله شهيدا أيضاً ..
و هذا قفز على الرمزية و استغلالها بشكل مهين لعقل القارئ .. فالهدف من الرمزية هو التبسيط للوصول إلى نتائج منطقية لفهم الواقع يتقبلها القارئ بدون دليل على سبيل الحكمة أو النصيحة .. و ليس الهدف منها التضليل للوصول إلى نتائج مرغوبة .. و إلا لتحولت الرمزية إلى السرد الواقعي و لكان لزاما عندها على الكاتب توفير المرجع أو الدليل على أحداث قصته في غياب المنطقية أو الموضوعية ..


by جميل داغستاني on Monday, May 30, 2011 at 7:49pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق