
لا بد للإجابة على ذلك من إيضاح بعض الأمور من خلال التساؤلات التالية:
ما الذي يجعل التغيير حاجة ماسة ؟
أمور كثيرة على رأسها الفساد الإداري و المالي و انعدام الرقابة على أجهزة الدولة ، و فساد القضاء ، و تسلط أجهزة الأمن على كل مفاصل الدولة و المجتمع و الإمعان في إذلال المواطنين ، و انعدام الحياة السياسية بسبب سيطرة الحزب الواحد و منع وجود الأحزاب المعارضة ، و قمع الحريات ، و انتشار الفقر و البطالة و ازديادها سنة بعد سنة، و ضعف مستوى التعليم والخدمات الصحية المقدمة للشعب ، و ازدياد الهجرة و النزوح إلى الخارج ، و التخلص من دعاة الإصلاح و مؤيديه.
لماذا التغيير و ليس الإصلاح ؟
عندما يتمكن الفساد من الدول و المجتمعات يصبح قادرا على تعطيل العمليات الإصلاحية أو توجيهها بالاتجاه الذي يناسبه مهما كانت السلطة التي تدعمها أو تقف وراءها فيفقد الإصلاح تأثيره و يتحول إلى شكل جديد من أشكال الفساد
لماذا تحقيق التغيير عبر الثورة ؟
لأن الفساد لن يسمح بأن عملية تؤدي إلى إزاحته من التسلط على الموارد و المقدرات الخاصة بالشعب كله و التحكم بها و إن سمح ظاهراً بدعوى الحوار أو وضع الخطط أو الوصول إلى تفاهمات من نوع معين فذلك للالتفاف على دعاة و مؤيدي التغيير ثم التخلص منهم شيئا فشيئا و من خططهم من أجل التغيير
ماذا الذي يدفع إلى إخراج ثورة ناجحة ؟
تهميش السلطات التشريعية و إضعاف السلطات القضائية
الاستبداد و سيطرة الفكر الأمني على الحياة إلى الهيمنة على الفكر نفسه
امتداد الظلم و قمع للحريات و انتهاك الحرمات و الاعتقالات
انتشار الفساد الإداري و المالي و الاقتصادي من الرشوة إلى سرقة موارد الدولة
تأخر النمو و زيادة البطالة و الفقر و ضعف الخدمات الصحية و تخلف التعليم
ماذا يلزم الثورة لتنتصر ؟
تزايد عدد المؤمنين بالتغيير الذين لن يتراجعوا عن تحقيقه
وجود عدد من المفكرين و الكتاب و الإعلاميين المستقلين الذين ينادون بالتغيير
توفر وسائل اتصال في متناول الأيدي
وجود إعلام حر مستقل ينقل الحقيقة
صياغة أهداف واضحة و صريحة متفق عليها تحقق مصالح كل أطياف الشعب بدون استثناء و بشكل عادل
تشكيل قيادة جريئة ملتزمة صادقة تمثل الشعب كله بدون تمييز
وضع خطة تغيير واقعية منسجمة مع إمكانات الوطن و مقدراته
ما الذي يؤجج الثورة و يزيد في اشتعالها ؟
التعامل معها أمنياً بالضرب و القمع و الاعتقالات
غياب الخطاب السياسي و التغافل عن مطالبها
ازدراء المتظاهرين و صم الآذان عنهم
كيل و تلفيق التهم للمطالبين بالتغيير بدلا من التفاوض معهم
ما الذي يحول الثورة السلمية إلى حرب أهلية ؟
مواجهتها بالقتل المباشر و الاغتيالات و الاعتقالات العشوائية و التعذيب و التنكيل بالمتظاهرين و تدمير الممتلكات الخاصة بالمواطنين
سيادة الخطاب التخويني لطلاب التغيير و ربطهم بمؤامرات خارجية
إشعال الفتن الفئوية الطائفية أو المذهبية
كيفية تتجنب الثورة الحرب الأهلية ؟
وجود الوعي الكامل بمصالح الشعب من قبل قيادة الثورة
توفر الوعي السياسي في حده الأدنى عند طلاب التغيير
التعامل مع الحلول الأمنية بطرق سلمية قدر المستطاع و عدم الرد بالمثل
وجود قيادات من كل أطياف المجتمع تساهم في إفشال الفتن الطائفية أو المذهبية أو ايا كانت في بدايتها و عدم التغاضي عنها أو الامتناع عن التعامل معها
الابتعاد عن الشعارات التي لا تصب في مصلحة الثورة أو تسيء لها بشكل أو بآخر
توثيق الأحداث بدقة و موضوعية و نشرها في كل المواقع العربية و الدولية
التواصل مع المنظمات العالمية لحقوق الإنسان و اطلاعها على الأحداث
الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف تهدد السلطات من التغول في الحلول الأمنية
الابتعاد عن التجييش العاطفي و عدم الاستسلام لدوافع الانتقام
الصبر على الأذى
كيف يتجنب النظام الحرب الأهلية ؟
الانقلاب على نفسه و ذلك من خلال انقلاب الوطنيين على الفاسدين و إزاحتهم من السلطة و القيام بأعمال التغيير التي تحقق معظم أهداف الثورة إن لم تكن كلها
التعاون مع دعاة التغيير من كل أطياف الشعب لوضع جدول زمني واضح و صريح للقيام بالتغيير
لكن ما هي أهداف الثورة المتفق عليها و الكيفية المناسبة لتحقيقها ؟
إن شاء الله في المقالة القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق