الاثنين، 29 أغسطس 2011

المعارضة و الفشل ...


لازالت محاولات المعارضة يلفها الفشل وهذا ليس قدحا في إخلاصها أو ذما في أخلاقها وإنما نقصا في خبرتها وتأخرا في نضجها السياسي
وكما أن الوضع التنظيمي في الداخل لم يستكمل هيكله الحقيقي وهو لازال طور النمو والتشكل فكذلك الأمر في الخارج
والحالة السورية كما تبدو هي في مخاض عنيف مؤلم دموي من أجل ولادة الدولة المنتظرة، الكل يعاني في الداخل و الخارج و المحاولات لازالت مستمرة للخلاص
الأم لازالت قوية مثابرة والجنين لازال ينتفض طالبا الخروج والداية في موقف لاتحسد عليه والنصر قادم والحرية على الطريق

الجمعة، 26 أغسطس 2011

علي فرزات ... و الحل الأمني


لإخماد الثورة لم يفلح الحل الأمني و لا الحسم الأمني و لن تفلح كل الحلول الانتقامية التشبيحية بحق الثوار و من يدعمهم من الشرفاء و الأحرار ..
و كلما زاد إجرام قوات الاحتلال الأسدية و عصاباتها زاد إصرارنا على سلميةٍ لا زالت تحبط كل حيلهم و تهوي بهم من قاع إلى قاع ..
لك محبتي و احترامي أيها الفنان الحر علي فرزات ..
لن تزيد الاعتداءات أناملك إلا قوة و مضاء .. و النصر قادم و الحرية على الطريق ..

الخميس، 25 أغسطس 2011

جناحي التعايش السلمي ..

by جميل داغستاني on Thursday, August 25, 2011 at 4:06pm


لنلقي نظرة على الولايات المتحدة الأمريكية أو كثير من الدول الأوروبية .. نجد أن الطوائف موجودة في كل مكان .. لكن كل واحدة فيها تحترم الأخرى و تتعامل معها بشكل موضوعي بعيداً عن المس بالخصوصيات .. و لا تجعل الاستثناءات دليلا على أحكام عامة ..
فوجود أولاً نظام تربوي يزرع أصول التعامل فيما بين الناس بغض النظر عن الانتماء يؤسس لأرضية أخلاقية في السلوك و التصرفات ، ثم ثانياً سن قوانين واضحة تحدد أصول التعاملات و تضع أطرا و شروطا لقيام العلاقات مبنية على العدالة و المساواة .. سوف يقضي على أي تفكير لا أخلاقي في تفسير الاختلافات أو حل المشكلات .. و بالتالي يؤدي إلى توجيه كافة أبناء الطوائف إلى الطريق الصحيح في التعايش و التفاعل ..
لكن في غياب هاذين الشرطين في سورية فقدت الثقة بين الطوائف و ظهر ما تشاهدونه يومياً على القنوات الفضائية من إهانة الناس و إذلالهم و قتلهم بطرق وحشية و التمثيل بجثثهم ..

الأحد، 21 أغسطس 2011

أيتها المعارضة المتعارضة ..

by جميل داغستاني on Sunday, August 21, 2011 at 3:13pm


كفى صراعا ً فيما بينكم لبناء دول شمولية جديدة من نوع جديد ، تتدخل في أدق تفاصيل حياتنا، لم يعد يهمنا شكل الدولة المطلوب أو مرجعيتها طالما أنها تهدف للسيطرة على أرواحنا ..
علمانية كانت أم دينية أو لا دينية أو أي شيئ من اختراعاتكم التي لم ير لها شعبنا خيراً منذ أن بدأتم صراعاتكم عليها..

نرجوكم ما نريده هو دولة تحفظ الأمن و تصون الحدود ، الإنسان محورها و همها و القيم و الأخلاق أدواتها ، لا نريد أكثر و لا أقل ثم دعوا الباقي لنا ، نريد أن يكون الخيار لنا في بناء مستقبلنا و مستقبل أولادنا ..

هذا هو المعيار الذي عليه يجب أن تدور المؤتمرات و يجتهد له أهل الخبرات .. لا كيف يحاصروننا و يحدوا من حرياتنا و يفرضوا علينا قوانيناً لا نعرف كيف نعيش معها ، كل يشد الطرف إليه ..

نريد معاييراً و ضوابط لا قوانين و أنظمة و إن كان و لا بد فأقل ما يمكن منها ، الضروري جداً الذي لا يمكن للحياة الاجتماعية أن تسير إلا به و بعد أن تستقر دولتنا سننتخب ما نشاء من القوانين التي تيسر حياتنا و تجعلها بسيطة سهلة  مرضية للجميع ..

نريد دولة حامية راعية لا دولة متدخلة متحكمة لقد تأخرنا بما فيه الكفاية أتركوا خلافاتكم جانباً و ابدأوا ..

الأحد، 14 أغسطس 2011

المؤامرة الأسدية

by جميل داغستاني on Sunday, August 14, 2011 at 3:34pm



لم يترك اللانظام وسيلة إعلام أو ملتقى أو مؤتمر إلا و أعلن أن هناك مؤامرة على سورية و شعبها، و الحقيقة أن هناك مؤامرة فعلاً مؤامرة حقيقية لا زالت مجرياتها مستمرة لم تتوقف حتى الآن و ما يحدث الآن في سورية إلا أحد فصولها التي نرجو أن تكون الأخيرة ..

لكن السؤال من هو المتآمر و ما طبيعة هذه المؤامرة ؟

و هذه أتركها لذكاء القارئ أن يكتشفها بين السطور فهي ليست بذاك الخفاء ..

فقد بدأت فصول هذه المؤامرة مع انتصار ثورة حزب البعث في الثامن من آذار 1963 و استمرت فصولها بالتوالي الواحدة بعد الأخرى بداية من إعلان حالة الطوارئ إلى تسريح الضباط غير البعثيين من الجيش الوطني و تحويله إلى جيش عقائدي بعثي حامي للحزب و ليس للوطن ..

و هذه هي فصول التآمر:

التآمر على القوميين السوريين باعتبارهم الفصيل المنافس لحزب البعث في الحياء السياسية السورية آنذاك و التخلص منهم ، فقد اتهموا باغتيال العقيد عدنان المالكي حليف البعثيين القوي الذي سييس الجيش لمصلحتهم ثم انقلب عليهم بعد رفضهم ترشيح أخاه رياض في انتخابات 1954 فقتلوه و قتلوا من قتله و اتهموا القوميين باغتياله و عليه فقد تم ملاحقتهم و تصفيتهم حتى أجبروا على الفرار خارج سورية و تم التخلص منهم تماماً يعد انتصار ثورة آذار 1963 .. و لم يتوقف التآمر عليهم حتى استسلموا في 2005 بانضمامهم إلى أحزاب الجبهة.

التآمر مع إسرائيل على تسليم الجولان في مقابل المساعدة للوصول إلى حكم سورية و قد تم تنفيذ هذه المؤامرة التي تجسدت في هزيمة 1967 و لم يطل الوقت كثيراً حتى افتضح هذا التآمر على سيادة الدولة و شرف الأمة و الكذب على الشعب فقررت اللجنة المركزية لحزب البعث في عام 1970 فصل حافظ الأسد و مساعديه من الحزب و تسريحهم من الجيش و محاكمتهم على هزيمة حزيران 1967 لكن حافظ الأسد كان مستعداً لهذه الخطوة فقام بانقلاب مسلح أسماه بالحركة التصحيحة مدعياً أنها أتت لتصحيح الأوضاع لكن الحقيقىة هي أنه أتى لإخفاء الجريمة و دفنها إلى الأبد ، انتهى الانقلاب بالتخلص من كل رفاق السلاح و النضال و من ساعده و وقف بجانبه ..

التآمر على أحزاب المعارضة بتأسيس الجبهة الوطنية التقدمية ثم تعديل الدستور و الاستيلاء على مجلس الشعب و الحياة السياسية ، فقد أعلن حافظ الأسد عن تأسيسه للجبهة في عام 1972 التي انضمت إليها كافة الأحزاب المعارضة و قد وقع الجميع تحت تهديد الاغتيال أو الاعتقال كما حدث لرفاق الأسد و تمت الموافقة على تعديل الدستور بالأغلبية الساحقة و وضعت المادة الثامنة التي تنص على قيادة حزب البعث للدولة و المجتمع و بالتالي تم استبعاد باقي المعارضة التي كان يمثلها الأخوان المسلمين و تجاهلهم و كانت مؤامرة كبيرة للقضاء على الحياة السياسية المشاركة في السلطة من قبل الشعب و أصبح مجلس الشعب مؤسسة بعثية بامتياز و انتهى زمن المعارضة.

التآمر على الوطنيين من السوريين باستغلال أحداث الأخوان المسلمين فيما بين عام 1980 و عام 1982 ، طبعاً لم تقبل حركة الأخوان بهذه التجاوزات و عملت كتيار معارض ، إلى أن وقعت المواجهات المسلحة بين مجموعات صغيرة من الأخوان و أجهزة الأمن أدى استغلالها من قبل السلطة كما يحدث اليوم إلى ارتكاب عدد من المجازر في حماة و جسر الشغور و حلب و حمص و تدمير حماة هذه الأحداث راح ضحيتها أكثر من خمسين ألف قتيل و أكثر من مائة ألف معتقل و كان نتيجتها:
1) استبدال الطبقة الوسطى المثقفة ذات الولاء الوطني بأخرى تدين بالولاء لحزب البعث و الأسد
2) إشاعة القمع و الإرهاب و الاعتقال لبقية الشعب السوري و القضاء على المعارضة الوحيدة المتبقية
3) نزوح كبير لمعظم أبناء الطبقة المتوسطة من مثقفين و تجار و صناعيين إلى الخارج

- التآمر على لبنان و اللبنانيين بعد أحداث لبنان الطائفية 1976 و التآمر على الطوائف اللبنانية و التلاعب بتطبيق اتفاقية الطائف 1990 و نزع السلاح من جميع الفرقاء اللبنانيين و إبقاء السلاح لدى حزب الله ، و التحكم بالانتخابات و الأحزاب اللبنانية لإبقاء اللبنانيين في جعبة المصالح الأسدية.

- التآمر على الشعب العربي و الإسلامي في لعب دور المقاوم و الممانع للأطماع الإسرائيلية و المدافع عن المقدسات و المطالب بالأرض ، في حين قام بحماية إسرائيل في الجولان بالمحافظة على اتفاقية الهدنة بعد حرب 1973 و منع الفلسطينين من العمل العسكري في الجولان و أبعدهم إلى لبنان و لم يحرك ساكناً بالرغم من خرق الهدنة من قبل الإسرائيليين عدة مرات.

- التآمر على الفلسطنيين بتجيير القضية الفلسطينية لحسابه من خلال رهن مواقف منظمة التحرير الفلسطينية بالمواقف السورية و إلزام الفلسطينين و اللبنانيين بالمحور السوري في المفاوضات مع إسرائيل التي لم تحقق أي هدف للفلسطينيين طوال فترة حكم الأسد المحور السوري الذي يرفض إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال و بالتالي الإبقاء على حالة الطوارئ و استمرار الحكم العسكري و الأحكام العرفية في سورية. و ما استغلال حماس في مواجهة فتح و محور الاعتدال العربي و استغلال موقفها من عدم الاعتراف بإسرائيل وقيام الدولة الفلسطينية إلا للمحافظة على تكريس حالة الحرب واستغلال ذلك في تمكين وجوده على رأس الحكم و قطع الطريق على من يدعو إلى الحكم المدني الديمقراطي بتلفيق التهم ضدهم و اعتقالهم ..

التآمر على العراقيين بالسماح للحركات الإسلامية و القاعدة بالتسلل عبر سورية إلى العراق و التلاعب بهم بحسب المصالح السياسية مع أمريكا و إيران.

- التآمر على الشعب السوري مع إيران بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، باستغلال الأطماع الإيرانية في المنطقة ، و التي بدأت عام 1990 بتوقيع الاتفاقيات مع إيران بالرغم من معرفة مخططاته التي تسعى إلى تشييع المنطقة و السيطرة عليها ، إلا أن اللانظام الأسدي قدم كل التسهيلات اللازمة غير عابئ بهوية الشعب في مقابل الحصول على الدعم المادي و العسكري للبقاء في السلطة كقوة مؤثرة و لم تمنعه حماية حزب الله اللبناني الذي كان على لائحة المطلوبين سابقا للنظام الأسدي و تأمين الدعم اللوجستي له كواحد من شروط هذا التحالف الاستراتيجي مع إيران من أن يبقى طرفاً مهماً في قضية أمن إسرائيل في المنطقة لا بل أثبت لأمريكا أنه لا غنى عن هذا اللانظام لضمان أمن إسرائيل .. وقد قدم حزب الله ضمانات على التزامه بحدود لبنان في حال لم تتعرض لبنان لاعتداءات إسرائيلية .. و حافظ من جديد بمساعدة حلفائه الجدد على استمرار حالة التوتر و الحرب ..

- خداع المثقفين السوريين المطالبين بالإصلاح و التآمر عليهم ، ففي عام 2000 عندما ورث الأسد الابن السلطة و أقسم على محاربة الفساد أمام مجلس الشعب ، طلب من المثقفين التجمع لدراسة و اقتراح البرامج و المشاريع الإصلاحية ، و هكذا نشط الجميع لإيجاد الحل و لم تمض السنة على بدئهم العمل حتى تمت ملاحقتهم و تلفيق التهم لهم و زجهم بالسجون بتهم جنائية تصل عقوباتها في بعض الأحيان إلى العشر سنين ، فكانت الضربة القاضية لأي إصلاح مستقبلي في سورية.

- التآمر على مصالح البلاد الاقتصادية باستغلال المستثمرين بفرض الأتاوات عليهم و إجبارهم على مشاركتهم في الأرباح و اتباع قواعدهم و أساليبهم الأمنية في العمل و التوظيف و الإشراف التي أدت إلى هروب رؤوس الأموال و ازدياد البطالة في صفوف القوى العاملة المحلية و اضطرارها إلى الهجرة إلى الدول المجاورة.

- التآمر على موارد الدولة و الشعب و تسخيرها لحساب العائلة بجعل الدولة مزرعة للعائلة و شركائها بمنحهم المناقصات و الامتيازات و استصدار القوانين المناسبة لمصالحهم و تحويل الشعب إلى موظفين يعملون عندها سواء في القطاع العام أو الخاص فكله في النهاية يرجع خراجه لهم.

- التآمرعلى الشباب باستغلال الخدمة الإلزامية في الجيش لخدمة العائلة و كبار الضباط و المسؤولين من أجل تأمين الخدم و العمالة المجانية التي تعمل في بيوتهم و مزارعهم و مصانعهم.

- التآمر على كرامة المواطن ، فالاحتجاجات التي قامت في درعا مطالبة بالإفراج عن الأطفال المعتقلين استغلها اللانظام لمحق كرامة المواطن السوري التي لم يكمل محقها الأسد الأب بالكامل و لم يتصور زعماء هذا اللانظام أن المواطن سينفجر هذه المرة و لن يسكت فاستغلوا إحساسه بالظلم ليخففوا من نسب البطالة التي أقضت مضاجعهم و فضحتهم في كواليس السياسة  فلفقوا له التهم و الأباطيل ليوجدوا الدافع لقتله و تدميره ثم ادعوا أن المشكلة اقتصادية.

التآمر على المطالب المشروعة للشعب
التآمر على سلمية الثورة
التآمر على الجيش بزجه في مواجهة المظاهرات
التآمر على المعارضة السياسية في الداخل و الخارج

و لا يزال التآمر مستمراً بضرب قوى المنطقة ببعضها البعض تحقيقاً لمصلحة البقاء في السلطة أو دفعاً لأي تهديد بالتخلي عنها ..

فهو على الصعيد الداخلي يهدد السنة بالفتنة الطائفية و العلويين بانتقام السنة و يهدد الكورد بعشائر الجزيرة و الدروز بعشائر حوران و المتظاهرين بالعصابات المسلحة و الجيش بالأمن و المغتربين بأهلهم في الداخل و المسيحيين بالأخوان المسلمين و العلمانيين بالمتطرفين ..

و على الصعيد الإقليمي يهدد السعودية و دول الخليج بالشيعة و تركيا بحزب العمال الكردستاني و العراق بتهريب المسلحين و لبنان بإغلاق الحدود و حركة فتح بحماس و تيار المستقبل بحزب الله و أمريكا بالقاعدة و إسرائيل بالحركات الإسلامية الجهادية و بتهديد استقرارها و أمنها ..

فالمؤامرات هي السلاح الوحيد الذي أتقنه هذا اللانظام و تفنن في استعماله عبر الأربعين سنة الماضية و الهدف هو البقاء في السلطة ..

و قد أتى رد المتظاهرين على دعوى المؤامرة صريحاً قوياً من خلال إحدى اللافتات التي رفعوها أرفقها لكم مع هذه المقالة ..

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

مرة ثانية .. لماذا خيار الثورة و لماذا نثور ؟

by جميل داغستاني on Wednesday, August 10, 2011 at 10:34a


لماذا خيار الثورة ؟
لماذا ليس خيار الحوار ؟
لماذا ليس خيار الإصلاح ؟

من خمسة أشهر و على مر الأربعين سنة الماضية لم يترك النظام الأسدي للشعب السوري أي وسيلة أو قناة للتعبير عن مطالبه الدستورية المشروعة سوى طريق الثورة عليه و التخلص منه.

الكرامة مهدورة و الحريات مقموعة و الحقوق منتهكة .. بفعل قانون الطوارئ .. و سيطرة الأجهزة الأمنية ..
الدستور معطل ..
الحياة السياسية المجمدة .. لا يوجد معارضة في الداخل أبداً .. فقط الجبهة الوطنية التقدمية ..
القانون المطبق بانتقائية .. خيار و فؤوس
فوقية أجهزة الأمن و القيادات الحزبية و الحكومية و شركاءهم و حلفاءهم على القانون و الشعب ..
الفساد المستشري .. الذي أكل الأخضرو اليابس ..
الرشوة التي أفسدت الذمم و قضت على الاستقامة و أباحت كل شيء أمام المال الحرام ..
البطالة المتفشية 38 % من القوة العاملة لا تجد عملاً ..
الخدمات الصحية غير المتوفرة للجميع و المرهقة للغالبية العظمى ..
التعليم السيئ و مستوى التعليم الجامعي المتدن جداً .. لا يوجد و لا جامعة في الـ 5000 جامعة الأفضل في العالم ..
كلفة المعيشة لا تتناسب مع الدخل .. متوسط دخل الفرد950 دولار بالسنة .. في حين إسرائيل 16800 دولار ..
كلفة الاستثمار الأعلى من كل الدول المجاورة تتجاوز الـ 300%
الجفاف المتزايد و التدهور الزراعي .. فمناطق الجزيرة التي نزح منها أكثر من مليون مزارع خلال الأربع سنوات الماضية بسبب الجفاف و سوء السياسات الزراعية المتخلفة و الهدر و السرقات ..
المدن العشوائية .. الكهرباء المتقطعة .. المياه الرديئة المتقطعة .. الأبنية المخالفة ..
العقار الباهظ الثمن .. البلد الثامن على مستوى العالم بسعرالعقار ..
وسائل إعلام تابعة للدولة و أجهزة المخابرات سواء الرسمية أو الخاصة .. التي لا تعكس الرأي الآخر ..
القضاء غير نزيه .. المسيس ..
شرطة فاسدة .. و الكثير الكثير ..

و أين يمكنك أن تطالب بالإصلاح أو أن تقدم اقتراحات أو تناقش إجراءات ؟
لا بل السؤال و هل تجرؤ على التساؤل أو الاقتراح أو النقاش ؟

و الذي يميتك من الغيظ ما يحتج به المنتفعون من النظام و حلفاؤهم من المؤيدين و المحايدين عندما يتساءلون باستنكار، و أين ذهب مجلس الشعب و الأحزاب السياسية و النقابات و الجمعيات و النوادي الاجتماعية و الصحف و القنوات الإعلامية الخاصة ؟

و نذكر علّ الذّكرى تنفع المؤمنين ..

أن إعلان حالة الطوارئ و العمل بقانون الأحكام العرفية منذ ثورة الثامن من آذار 1963 كان أكبر تهديد لمن يتجرأ على الاعتراض بأي شكل من الأشكال ..
ثم الانقلاب المسلح عام 1970 المسمى بالحركة التصحيحية الذي أطاح بكل المعارضة السياسية ثم الجبهة الوطنية التقدمية التي احتوت كل المعارضة المتبقية و حولتها إلى تابع لحزب البعث ..
و المادة الثامنة من الدستور التي تجعل حزب البعث الحزب القائد للدولة و المجتمع و سيطرة الحزب على مجلس الشعب ..
عدم وجود قانون ينظم تشكيل الأحزاب ..
ثم اعتقالات 1978 ثم أحداث عام 1982 التي لم تبق حتى أي شكل من أشكال المشاركة في الحكم ولا حتى تقديم المقترحات ..

و استمرار الحال من أسوء إلى أسوء إلى أن أصبح لا يحتمل أبداً في عهد بشار الأسد الذي أقسم على محاربة الفساد إلاّ أنه أصبح جزءاً منه فيما بعد ، و هو الذي امتلأت سجونه بالمثقفين و الحقوقيين و النشطاء السياسيين المستقلين الذين حاولوا انتقاد الحكم تارة أو تقديم اقتراحات تارة أخرى طمعاً في الإصلاح تحت سقف النظام ..

إذاً ..
مجلس الشعب معطل ..
الأحزاب السياسية المعارضة شاركت في السلطة و لم تعد معارضة ..
لا يوجد مؤسسات مجتمع مدني ..
النقابات و الجمعيات كلها امتداد لحزب البعث ..
الأحزاب التي لم تقبل المشاركة في السلطة كلها مقموعة أو مهجرة ..
الطبقة المتوسطة المثقفة من الأحرار الوطنيين الذين يعتبرون ضمير الأمة و لسان العدالة فيها من بقي منهم خارج السجون و من نجى من القتل استطاع الهجرة إلى الخارج فاراً بروحه وأهله و مع الوقت خرج من صفوف النظام طبقة متوسطة مثقفة جديدة تدين له بالولاء و الفضل لما وصلت إليه ..
المستقلون ليس لهم أي إطار سياسي أو اجتماعي يضمهم ..
علماء الدين و رجال الإعلام تحالفوا مع النظام الأسدي ..
التجار و رجال الأعمال دخلوا في عقود شراكة مع قيادات النظام ..
الإعلام بالكامل الخاص و العام يتحدث بلسان النظام ..
الحوار الذي يتم مع النظام الأسدي هو حوار مع مؤيديه بعد رفضه التحاور مع المعارضة و حتى هذا فشل فشلاً ذريعاً ..
المعارضة المستقلة في الداخل في السجون ..
المعارضة الخارجية عملاء و متآمرين ..

و السؤال في النهاية بعد أن رفض النظام الأسدي التعامل السياسي مع مطالب الشعب لنيل حقوقه الدستورية المشروعة و فرض عليه الدبابة و المدفع .. فهل هناك غير الثورة حلاً ؟؟؟

أما لماذا نثور ؟

فالكل بعد خمسة أشهر من القتل و التدمير و الاعتداء على الأعراض و الممتلكات قد علم الجواب ..

طبعاً للتخلص من نظام الأسد الدموي الشمولي الاستبدادي الأمني الوراثي الطائفي الذي قضى على الدور الحضاري لسورية مجتمعاً و دولة و اختطف مستقبلها و مستقبل أجيالها و سخر مواردها للعائلة الحاكمة و أقربائها و حلفائهم و طائفتها ..
لاستعادة السلطة المغتصبة من الأسرة الأسدية إلى الشعب ..
لإطلاق سراح معتقلي الرأي و السماح للمبعدين السياسيين بالعودة إلى وطنهم ..
لبناء دولة القانون و المؤسسات .. دولة المواطنة تحت سقف الدستور و القانون التي تحترم الخصوصيات الفردية و المجتمعية ..
لبناء دولة العدالة و الحرية و المساواة التي تصون كرامة المواطن و تضمن له حرياته و حقوقه ..
لإعادة الدور الوطني للجيش و إعادة هيكلة أجهزة الأمن التي تسهر على أمن المواطن و الدولة لا على أمن الأسرة الحاكمة و حلفائها و تستعبد المواطن ..
للقيام بواجباتنا الوطنية تجاه أمتنا العربية و الإسلامية و تجاه العالم أجمع بالشكل اللائق و الحاسم ..

و هنا لا يسعنا إلى أن نؤكد على سلمية الثورة و وطنيتها و رفضها للتدخل العسكري الأجنبي ..

كما نؤكد على تحميل النظام الذي فقد شرعيته الرمزية و القانونية و بات خارجاً عن القانون و مطلوباً للعدالة المسؤولية الكاملة على الاشتباكات المسلحة التي تدور بين كتائب بشار و المنشقين عنها و على الدماء التي تراق و الممتلكات التي تدمر بدعوى العصابات المسلحة و الإرهابية التي ليس لها وجود إلا في الخطاب الإعلامي لأبواق اللانظام ..

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

ماهر الأسد"بالقوة أتينا و بالقوة باقون"

by جميل داغستاني on Tuesday, August 9, 2011 at 3:02am



أيها السادة المؤيدون و الذين اختلطت عليهم الأمور و فضلوا البقاء على الحياد هذا فصل الخطاب قد أتاكم ممن ترضون دينه و خلقه، إقرؤا و شنفوا آذانكم لما جاءكم من أولياء نعمتكم فقد كتب "ماهر الأسد" ردأً على تقرير أرسله إليه سبعة من كبار مساعديه العسكريين قبل يومين يقولون فيه:
"أنهم بحاجة إلى هدم وقصف المزيد من المساجد في كل أنحاء سورية لمنع المتظاهرين من استخدامها كنقطة انطلاق الى المظاهرات"
وهذا تعليقه حرفيا على الاقتراح:

"ان الله لم ينتخبنا لقيادة هذا البلد، والشعب السوري أيضا لم يخترنا قادة له عبر صناديق الانتخابات، إن والدي استولى على السلطة والحكم بالقوة، ولا أحد يستطيع أن يسلبنا الحكم حتى ولو كان الخالق ذاته، ولن نتردد في حرق كل مدينة سورية تقف ضدنا"

فما رأيكم أيها الوطنيون العقلاء أيها الفاضلون الذين لا تستطيعون إدانة طرف دون طرف خشية على مفاهيم العدالة ، يا من لديكم القدرة على تشخيص الجريمة و الخيانة و التآمر أفتونا بالله عليكم ؟
أنا أقول: سيصرخ أكثركم هذا الكلام متقول و لا دليل عليه ، و القليل القليل منكم سيكتشف أن فحوى الخطاب واضح في ما تؤول الأمور إليه ..

فما رأيكم ؟

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

من عجائب الاستبداد في الشعوب

Wednesday, August 3, 2011



وقوفها مع الكلمات و إهمال الأفعال ..

فالذي أفسد اليمن و أطلق زراعة القات فيه اسمه صالح ..
و الذي دمر ليبيا الغنية و أبقاها في صف الدول النامية اسمه معمر ..
و الذي حارب الإسلام و مظاهره في تونس اسمه زين العابدين ..
و الذي جاعت على أيامه مصر و محقت خيراتها اسمه مبارك ..
و الذي لم يجرؤ على إطلاق طلقة باتجاه إسرائيل اسمه الأسد ..

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

سلمية و ستبقى سلمية حتى تحرير البلاد ..

by جميل داغستاني on Tuesday, August 2, 2011 at 1:11am



لم يعد النظام بعد الاقتحامات العسكرية الإجرامية المتتالية للمدن الآمنة فاقدا للشرعية فقط بل تحول إلى قوات احتلال بامتياز و هذا واحد من الانتصارات التي حققتها سلمية الثورة حتى الآن و بالرغم من الإجرام و أعمال الإبادة التي حرمتها القوانين الدولية حتى على المحتلين ضد الشعوب التي تقوم تجاههم بعمليات عسكرية.

فإن النظام الذي بدأ ما سماه بالحسم الأمني بعد عملياته الفاشلة تحت مسمى الحل الأمني الذي هدف إلى وأد الثورة في مهدها و لم يفلح رغم كل الدموية و الوحشية التي اتسمت به أعماله ، قرر التحول إلى الهجوم العسكري المباشر على المناطق التي تقريباً خرجت عن سيطرته و استعمال الأسلحة الثقيلة في مواجهة المتظاهرين العزل المصرين على عدم رفع السلاح في وجه آلة الغدر التي دفعوا ثمنها من عرقهم و مستقبل أولادهم.

إنها الورقة الأخيرة التي يلجأ لها النظام بعد أن سقط من يده كل حل استخدمه و بعد القفز على الحل السياسي ، إن هذه الهمجية التي تتعامل بها قوات النظام العسكرية مع الشعب السوري الذي رفضه بالثلاثة و لا رجعة عن ذلك يعتبر بمثابة الإعلان عن سقوطه السياسي الكامل و تحوله إلى لعب دور المحتل و الذي يعطي المبرر للشعب لأن يبدأ مقاومة مسلحة دفاعاً عن الأرواح و الأعراض و السعي إلى التخلص منه بعد أن وصلت الخسائر إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليها بأي حال من الأحوال.

إلا أن الثورة لم تفقد الوعي بعد بالرغم من كل هذا الدمار و القتل المتعمد و لا زالت بحدسها الوطني الذي تتمتع به قادرة على تفويت الفرصة على النظام بما يدفعها إليه من اللجوء إلى السلاح و لن تقدم بأي شكل من الأشكال على المواجهة المسلحة و الوقوع في شركه و التحول إلى النمط الليبي و فتح الباب أمام الحرب الأهلية المدمرة التي يحلم بها.

إن الثورة التي قدمت الشهداء بغير حساب لا زالت قادرة على أن تقدم المزيد في سبيل التخلص من هذا الاحتلال المقنع باسم أمن الوطن و لن تنجّر بأي حال من الأحوال إلى ما يرسمه لها النظام ليتمكن من القضاء على شعلتها المضيئة.

و في الوقت الذي يدرك فيه المجتمع الدولي و العربي خرق هذا النظام لكل القوانين الدولية و شرعة حقوق الإنسان في السلم و الحرب و حرمة استعماله للآلة العسكرية ضد شعبه الأعزل ، فلن يكون هناك من يلوم المدنيين العزل على حمل السلاح دفاعاً عن النفس من اعتداءات الشبيحة على الأنفس و الأعراض و تجاوزات رجال الأمن في اقتحام البيوت و اعتقال ساكنيها و تدمير مقتنياتها.

كما أن دخول قوات الجيش و الأمن في مواجهات مسلحة مع المنشقين الذين يطلقون على أنفسهم لواء الضباط الأحرار الذين يدافعون عن أنفسهم من إجرام هذا النظام ، لا يعد بأي حال من الأحوال عسكرة للثورة أو تحول في نضالها السلمي ضد النظام إلى العمل المسلح.

و انطلاقاً من هذه الحالة المؤلمة التي تختلط فيها العاطفة بالعقل نناشد جميع الأخوة بالتروي و تقييم الموقف و تفويت الفرصة على النظام في إيجاد الدافع لإطلاق حربه المنشودة و كم الأفواه المنادية بالحرية و الكرامة ، فسلمية الثورة قوتها تفوق قوة آلة الحرب التي يستخدمها النظام في صراعه على السلطة التي قرر الشعب استردادها قراراً لا رجعة فيه مهما بلغت التكلفة و طال الزمن.

و لا زال صوت الثورة هداراً يملؤ الأفاق بهتافه:

الشعب يريد إسقاط النظام ..