الأربعاء، 10 أغسطس 2011

مرة ثانية .. لماذا خيار الثورة و لماذا نثور ؟

by جميل داغستاني on Wednesday, August 10, 2011 at 10:34a


لماذا خيار الثورة ؟
لماذا ليس خيار الحوار ؟
لماذا ليس خيار الإصلاح ؟

من خمسة أشهر و على مر الأربعين سنة الماضية لم يترك النظام الأسدي للشعب السوري أي وسيلة أو قناة للتعبير عن مطالبه الدستورية المشروعة سوى طريق الثورة عليه و التخلص منه.

الكرامة مهدورة و الحريات مقموعة و الحقوق منتهكة .. بفعل قانون الطوارئ .. و سيطرة الأجهزة الأمنية ..
الدستور معطل ..
الحياة السياسية المجمدة .. لا يوجد معارضة في الداخل أبداً .. فقط الجبهة الوطنية التقدمية ..
القانون المطبق بانتقائية .. خيار و فؤوس
فوقية أجهزة الأمن و القيادات الحزبية و الحكومية و شركاءهم و حلفاءهم على القانون و الشعب ..
الفساد المستشري .. الذي أكل الأخضرو اليابس ..
الرشوة التي أفسدت الذمم و قضت على الاستقامة و أباحت كل شيء أمام المال الحرام ..
البطالة المتفشية 38 % من القوة العاملة لا تجد عملاً ..
الخدمات الصحية غير المتوفرة للجميع و المرهقة للغالبية العظمى ..
التعليم السيئ و مستوى التعليم الجامعي المتدن جداً .. لا يوجد و لا جامعة في الـ 5000 جامعة الأفضل في العالم ..
كلفة المعيشة لا تتناسب مع الدخل .. متوسط دخل الفرد950 دولار بالسنة .. في حين إسرائيل 16800 دولار ..
كلفة الاستثمار الأعلى من كل الدول المجاورة تتجاوز الـ 300%
الجفاف المتزايد و التدهور الزراعي .. فمناطق الجزيرة التي نزح منها أكثر من مليون مزارع خلال الأربع سنوات الماضية بسبب الجفاف و سوء السياسات الزراعية المتخلفة و الهدر و السرقات ..
المدن العشوائية .. الكهرباء المتقطعة .. المياه الرديئة المتقطعة .. الأبنية المخالفة ..
العقار الباهظ الثمن .. البلد الثامن على مستوى العالم بسعرالعقار ..
وسائل إعلام تابعة للدولة و أجهزة المخابرات سواء الرسمية أو الخاصة .. التي لا تعكس الرأي الآخر ..
القضاء غير نزيه .. المسيس ..
شرطة فاسدة .. و الكثير الكثير ..

و أين يمكنك أن تطالب بالإصلاح أو أن تقدم اقتراحات أو تناقش إجراءات ؟
لا بل السؤال و هل تجرؤ على التساؤل أو الاقتراح أو النقاش ؟

و الذي يميتك من الغيظ ما يحتج به المنتفعون من النظام و حلفاؤهم من المؤيدين و المحايدين عندما يتساءلون باستنكار، و أين ذهب مجلس الشعب و الأحزاب السياسية و النقابات و الجمعيات و النوادي الاجتماعية و الصحف و القنوات الإعلامية الخاصة ؟

و نذكر علّ الذّكرى تنفع المؤمنين ..

أن إعلان حالة الطوارئ و العمل بقانون الأحكام العرفية منذ ثورة الثامن من آذار 1963 كان أكبر تهديد لمن يتجرأ على الاعتراض بأي شكل من الأشكال ..
ثم الانقلاب المسلح عام 1970 المسمى بالحركة التصحيحية الذي أطاح بكل المعارضة السياسية ثم الجبهة الوطنية التقدمية التي احتوت كل المعارضة المتبقية و حولتها إلى تابع لحزب البعث ..
و المادة الثامنة من الدستور التي تجعل حزب البعث الحزب القائد للدولة و المجتمع و سيطرة الحزب على مجلس الشعب ..
عدم وجود قانون ينظم تشكيل الأحزاب ..
ثم اعتقالات 1978 ثم أحداث عام 1982 التي لم تبق حتى أي شكل من أشكال المشاركة في الحكم ولا حتى تقديم المقترحات ..

و استمرار الحال من أسوء إلى أسوء إلى أن أصبح لا يحتمل أبداً في عهد بشار الأسد الذي أقسم على محاربة الفساد إلاّ أنه أصبح جزءاً منه فيما بعد ، و هو الذي امتلأت سجونه بالمثقفين و الحقوقيين و النشطاء السياسيين المستقلين الذين حاولوا انتقاد الحكم تارة أو تقديم اقتراحات تارة أخرى طمعاً في الإصلاح تحت سقف النظام ..

إذاً ..
مجلس الشعب معطل ..
الأحزاب السياسية المعارضة شاركت في السلطة و لم تعد معارضة ..
لا يوجد مؤسسات مجتمع مدني ..
النقابات و الجمعيات كلها امتداد لحزب البعث ..
الأحزاب التي لم تقبل المشاركة في السلطة كلها مقموعة أو مهجرة ..
الطبقة المتوسطة المثقفة من الأحرار الوطنيين الذين يعتبرون ضمير الأمة و لسان العدالة فيها من بقي منهم خارج السجون و من نجى من القتل استطاع الهجرة إلى الخارج فاراً بروحه وأهله و مع الوقت خرج من صفوف النظام طبقة متوسطة مثقفة جديدة تدين له بالولاء و الفضل لما وصلت إليه ..
المستقلون ليس لهم أي إطار سياسي أو اجتماعي يضمهم ..
علماء الدين و رجال الإعلام تحالفوا مع النظام الأسدي ..
التجار و رجال الأعمال دخلوا في عقود شراكة مع قيادات النظام ..
الإعلام بالكامل الخاص و العام يتحدث بلسان النظام ..
الحوار الذي يتم مع النظام الأسدي هو حوار مع مؤيديه بعد رفضه التحاور مع المعارضة و حتى هذا فشل فشلاً ذريعاً ..
المعارضة المستقلة في الداخل في السجون ..
المعارضة الخارجية عملاء و متآمرين ..

و السؤال في النهاية بعد أن رفض النظام الأسدي التعامل السياسي مع مطالب الشعب لنيل حقوقه الدستورية المشروعة و فرض عليه الدبابة و المدفع .. فهل هناك غير الثورة حلاً ؟؟؟

أما لماذا نثور ؟

فالكل بعد خمسة أشهر من القتل و التدمير و الاعتداء على الأعراض و الممتلكات قد علم الجواب ..

طبعاً للتخلص من نظام الأسد الدموي الشمولي الاستبدادي الأمني الوراثي الطائفي الذي قضى على الدور الحضاري لسورية مجتمعاً و دولة و اختطف مستقبلها و مستقبل أجيالها و سخر مواردها للعائلة الحاكمة و أقربائها و حلفائهم و طائفتها ..
لاستعادة السلطة المغتصبة من الأسرة الأسدية إلى الشعب ..
لإطلاق سراح معتقلي الرأي و السماح للمبعدين السياسيين بالعودة إلى وطنهم ..
لبناء دولة القانون و المؤسسات .. دولة المواطنة تحت سقف الدستور و القانون التي تحترم الخصوصيات الفردية و المجتمعية ..
لبناء دولة العدالة و الحرية و المساواة التي تصون كرامة المواطن و تضمن له حرياته و حقوقه ..
لإعادة الدور الوطني للجيش و إعادة هيكلة أجهزة الأمن التي تسهر على أمن المواطن و الدولة لا على أمن الأسرة الحاكمة و حلفائها و تستعبد المواطن ..
للقيام بواجباتنا الوطنية تجاه أمتنا العربية و الإسلامية و تجاه العالم أجمع بالشكل اللائق و الحاسم ..

و هنا لا يسعنا إلى أن نؤكد على سلمية الثورة و وطنيتها و رفضها للتدخل العسكري الأجنبي ..

كما نؤكد على تحميل النظام الذي فقد شرعيته الرمزية و القانونية و بات خارجاً عن القانون و مطلوباً للعدالة المسؤولية الكاملة على الاشتباكات المسلحة التي تدور بين كتائب بشار و المنشقين عنها و على الدماء التي تراق و الممتلكات التي تدمر بدعوى العصابات المسلحة و الإرهابية التي ليس لها وجود إلا في الخطاب الإعلامي لأبواق اللانظام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق