الاثنين، 30 مايو 2011

حتى الرمزية استغلوها ...

هناك فصة قصيرة بدأ تداولها على الانترنت
تحت عنوان الحمار
كتبت بطريقة رمزية بشيء من الطرافة أو الظرافة لكن المراد منها كان مؤذ .. أسردها باختصار ثم أعلق عليها:
القصة:
حمار يدخل إحدى المزارع و يبدأ بأكل الزرع
فلا يجد مالك المزرعة طريقة لإخراجه إلا التظاهر و الهتاف ضده و رفع اليافطات التي يكتب عليها عبارات الشجب و الرفض و الإسقاط و الرحيل .. ثم ستدعي جيرانه فيساعدوه بنفس الطريقة .. ثم يحاولون التفاوض معه للخروج ثم بعد ذلك على اقتسام المزرعة و تبوء جهودهم بالفشل جميعها .. فيبدأوا التفكير بالرحيل عن المنطقة و إنشاء مزرعة في مكان آخر ..
ثم يخرج طفل يضرب الحمار بعصا صغيرة قيخرج الحمار من المزرعة و يحل المشكلة .. و بدلاً من مكافأته .. يشعر أهل القرية بالإهانة لذكائهم بما فعله الطفل قيقتلوه و يجعلوا منه شهيدا ثم يعيدون الحمار إلى المزرعة ..
هذا هو باختصار عرض لهذه القصة الدنيئة ..
التعليق:
إن تعامل الناس في القصة مع مشكلة وجود الحمار في المزرعة لإخراجه تدل على بساطتهم و سذاجتهم و عدم إدراكهم للواقع و كيفية التعامل معه .. في حين أن فهم الولد للطريقة المناسبة في حل المشكلة تدل على الفهم الصحيح للواقع .. حتى هذه المرحلة من القصة كانت الرمزية تعمل بشكل جيد لإيصال المعنى ..
لكن التناقض الذي حدث في رواية القصة هو أن هؤلاء الناس بدلا من أن يجعلوا الولد بطلاً و هو الشيء الطبيعي الذي يتناسب مع تركيبتهم في القصة .. فجأة يصبح لهم إدارك حقيقي للواقع يكتشفوا من خلاله أنهم أغبياء و أن الولد أهان ذكاءهم أمام الآخرين و يتصرفوا تجاهه بطريقة غاية في التعقيد و الخبث الذي يتناقض تماما مع طبيعتهم المفترضة و يقرروا ليس فقط التخلص منه بقتله بل بجعله شهيدا أيضاً ..
و هذا قفز على الرمزية و استغلالها بشكل مهين لعقل القارئ .. فالهدف من الرمزية هو التبسيط للوصول إلى نتائج منطقية لفهم الواقع يتقبلها القارئ بدون دليل على سبيل الحكمة أو النصيحة .. و ليس الهدف منها التضليل للوصول إلى نتائج مرغوبة .. و إلا لتحولت الرمزية إلى السرد الواقعي و لكان لزاما عندها على الكاتب توفير المرجع أو الدليل على أحداث قصته في غياب المنطقية أو الموضوعية ..


by جميل داغستاني on Monday, May 30, 2011 at 7:49pm

الأحد، 29 مايو 2011

الثورة السورية و المواقف الدولية و الرهان على المنتصر ...

بعد مرور خمسة و سبعون يوماً على اندلاع الاحتجاجات في سورية و اتساع رقعتها حتى شملت كامل المدن السورية و قراها تقريباً.

يأتي السؤال التالي:
أين المجتمع الدولي مما يحدث في سورية ؟

فبالرغم من كل هذا الكم الهائل من المجازر و الجرائم التي لم تعد تخفى على أحد في الداخل أو في الخارج ، لا زالت العديد من الدول الإسلامية و العربية و الأجنبية و منظمة المؤتمر الإسلامي و الجامعة العربية تراهن على بقاء النظام السوري الحالي و قدرته على إخماد الانتفاضة الواسعة في المجتمع السوري.

و بالرغم من محاولة الأنظمة الغربية و العربية التستر على النظام السوري كل هذه الفترة حفاظا على مصالحها و تحالفاتها ، إلا أن الشعوب و المنظمات الحقوقية الغربية قد تحركت بعد حصولها على أدلة كافية تدين النظام السوري - في قتل و تعذيب و المحتجين و الذي امتد إلى العديد من المواطنين و ممتلكاتهم - باتجاه المحاكم الدولية و الأوربية و مجلس الأمن و تمكنت هذه المنظمات من الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف جادة تدعو إلى وقف المجازر و الجرائم التي تقام بحق المدنيين في سورية.

و في الوقت الذي تحركت به الدول الغربية استجابة للضغط الشعبي الممثل بالمنظمات المدنية و الحقوقية في محاولة لدفع النظام السوري إلى التوقف عن الممارسات الغير إنسانية و التي تخالف كل المواثيق و المعاهدات الدولية و البدء بالإصلاحات الفعلية أو تنحي الرئيس عن السلطة. و في حين توصلت الدول الغربية إلى مسودة قرار ترفعه إلى مجلس الأمن ليس لفرض عقويات أو القيام بعمل عسكري ضد سورية بل لأجل أن تدين به الجرائم التي يقوم بها النظام السوري ضد الإنسانية و انتهاك حقوق الإنسان و الاعتقالات التعسفية و تعذيب المتظاهرين السلميين ، و بحسب ما أوردته رويترز في مقالتها بتاريخ 28 مايو 2011

http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE74R00320110528?sp=true

خرج بيان صحفي من منظمة المؤتمر الإسلامي بتاريخ 22 مايو 2011 يعتبر مسودة القرار تدخلا في الشأن السوري الداخلي و يطلب حذف جزء من نص المسودة الذي من شأنه أن يضعف القرار و تأثيره على النظام السوري ، كما طلب مبعوث المنظمة في الأمم المتحدة جوكجين بتاريخ 26 مايو 2011 من سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة الذي سيرأس جلسة مجلس الأمن عدم الإشارة إلى بيان المنظمة في حذف الجزء المطلوب من مسودة القرار ، في بادرة تدعو للشك و الريبة من موقف منظمة المؤتمر الإسلامي.

و السؤال الذي يصدع الرأس ما الذي تخطط له منظمة المؤتمر الإسلامي من موقفها هذا ؟

هل هو وقوف مع محور المقاومة و الممانعة الذي ثبت بالدليل القاطع كذبه و خداعه و التفافه على مصالح شعوب المنطقة و تجييرها لمصالح الأسرة الحاكمة في سورية و الأطماع المذهبية في التوسع و السيطرة على بلاد الشام كلها و حماية أمن إسرائيل كما صرح رامي مخلوف أحد افطاب السلطة السورية. أم ممالاءة الكيان الصهيوني و استرضاء حلفائه ، أم هو الخوف من فشل الثورة و انتصار النظام على الشعب و المخاطرة بمصالح المنظمة مع أحد أعضاء المنظمة الفاعلين.

و مهما كانت الأسباب التي دعت لهذه المحاولة الدنيئة فإنها أتت بهدف تفريغ محتوى القرار من أثره على ردع النظام السوري في التعامل مع المتظاهرين و الذي قد يمنح المبرر لروسيا و الصين استخدام الفيتو ضد القرار و مما يشير إلى ذلك تصريح نائب وزير خارجية روسيا سيرجي ريابكوف الذي ألمح إلى احتمال استخدام روسيا الفيتو عندما قال "إن مشروع القرار في غير أوانه و مضر" و أضاف "أنه ليست هناك أسباب لبحث هذه القضية في مجلس الأمن الدولي".

و في ضوء ما تقدم تنكشف وجوه كثيرة لا يهمها إلا حفظ مصالحها غير عابئة بضحايا ثورة الشعب السوري الذي فاقت في عددها و ألامها كل ثورات الأمم عبر التاريخ و لا زالت تسطر الملاحم في إصرارها على السلمية للوصول إلى أهدافها المشروعة في الدستور و القانون ، هذه الوجوه تتغافل عن حقيقة تاريخية لا تخفى على ذي عقل أو بصيرة أن الشعوب هي التي تنتصر في النهاية مهما طال الصراع مع أنظمتها القمعية الديكتاتورية و أن الذين يراهنون على الشعوب هم الرابحون في النهاية.


by جميل داغستاني on Sunday, May 29, 2011 at 1:42pm

السبت، 28 مايو 2011

لماذا القمع ؟ ...

كل المجتمعات تقودها أنظمة تدير شؤونها و تسعى إلى تحقيق مصالحها .. يخضع كل نظام من هذه الأنظمة لرقابة المجتمع الذي أوجده .. و من حين لآخر تقوم المجتمعات باستبدال إدارة هذه الأنظمة للحفاظ على استمرار النمو و الاستفادة من كل أطياف المجتمعات و التقدم بها نحو الأفضل.

عملية الاستبدال هذه تختلف طريقتها من مجتمع إلى آخر .. ففي المجتمعات ذات الأنظمة الديقراطية تقوم الأحزاب بعملية التنافس من خلال تقديم البرامج التنموية و التطويرية الأكثر انسجاماً مع أوضاع الأمة و مشاكلها و الأكثر تلبية لاحتياجاتها و تحقيقاً لآمالها و طموحاتها .. بينما في المجتمعات التي سيطرة عليها أنظمة ديكتاتورية فإن عملية الاستبدال تغدو ضرباً من ضروب المستحيل بسبب هيمنة إدارة هذه الأنظمة على كل مؤسسات الدولة الاقتصادية و المالية و العسكرية و العلمية و المدنية و السياسية .. و كلما كان إطباق هذه الأنظمة على السلطات التشريعية و القضائية محكماً كلما صعبت عملية الاستبدال و أصبحت تكلفتها باهظة على المجتمع .. و في هذه الحالة تلجأ المجتمعات إلى الصبر على هذه الأنظمة و محاولة إصلاحها بدلاً من استبدالها للتكلفة الكبيرة التي ستتحملها من جراء التغيير و يصبح الإصلاح هو الحل الأفضل.

لكن عندما يصبح الإصلاح متعثراً بسبب الفساد و تصبح تكلفة بقاء هذه الأنظمة الديكتاتورية أكبر من تكلفة استبدالها فإن البطالة و الفقر و التخلف و الرشوة و الجريمة تبدأ مؤشراتها بالتزايد و تبدأ مؤشرات الخدمات التعليمية و الصحية و مكافحة الفساد بالانخفاض و تزداد طبقة الفقراء اتساعاً و الطبقة الوسطى انكماشاً و تظهر طبقة من مصاصي الدماء ممن يديرون أو يشاركون في إدارة هذا النظام تنظر إلى المواطنين على أنهم عبيد  ليس لهم إلا الرضى و الخدمة أو الاعقال و السجون و عندها تجد المجتمعات نفسها مضطرة إلى الاصطدام مع الأنظمة و البدء بعملية استرجاع السيادة و السلطة و القيام بالاستبدال القسري.

إن المجتمع الذي يحكمه نظام ديمقراطي يقوم بتداول إدارة النظام ( السلطة ) من خلال المنافسة القانونية في انتخابات نزيهة و الوصول إلى الحكم بطرق دستورية ، هذه الطرق تكون تكلفتها قليلة مقابل الفوائد التي ستجنيها الأمة من تمكين إدارات مختلفة و متعاقبة و الاستفادة من خبراتها الجديدة. في حين أن المجتمع الذي يسيطر عليه نظام ديكتاتوري يعمل دوماً على سحق أي شكل من أشكال المعارضة و إن كانت ضيقة الاتساع أو حتى فردية.

و لذلك عندما يفقد المجتمع - الذي تسيطر عليه الأنظمة الديكتاتورية – الأمل في قيام إصلاحات جدية ينهض إلى إجراء عملية التغيير لإدارة هذا النظام و بالتالي فإن هذا النظام الذي اعتاد على القطب الواحد لا يجد طريقاً آخر للتعامل مع المجتمع سوى بالقمع ، و للبدء باستخدام القمع و ضمان نتائجه في التخلص من الحركات الاحتجاجية لا بد للنظام من إقناع المجتمع المحلي و الدولي بضرورته عن طريق اختلاق الدوافع الأخلاقية و القانونية اللازمة لتبريره.

فيأتي الغطاء الأخلاقي تعبيراً عن حاجة إنسانية تقي ضمائر رجال النظام و مؤيديه من محاسبة أنفسهم على قمع الشعب أو تعذيبه أو قتله أو اعتقاله أو الموافقة على أي فكرة سيئة تلصق بنشطائه و محتجيه. مثل حماية المحتجين من التغرير بهم و منعهم من التورط في أعمال مشبوهة تؤذي المجتمع و تهدد قيمه و أخلاقه أو مثل تبني مؤامرات خارجية هدفها النيل من سمعة الأمة و مقاومتها و شرفها.
ثم يأتي الغطاء القانوني تعبيراً عن الحاجة العقلية للاقتناع و الذي يمثل المبرارات المنطقية مثل عدم الالتزام بالقوانين و تخريب الممتلكات العامة و الاعتداء على المواطنين الآمنين و تهديدهم و ترويعهم أو الانضمام إلى منظمات محظورة تهدد أمن المجتمع و تعايشه السلمي.

و هكذا فإن القمع ليس حلاً مناسباً للإصلاحات السياسية أو الاقتصادية أو أي مشكلة داخلية لا بل على العكس هو أول مرحلة على طريق سقوط النظام أو احتلال المجتمعات الذي يؤدي إلى الحرب الأهلية.
و بالتالي فإن اتخاذ القمع كحلٍ في مواجهة دعوات الإصلاح و التغيير هو الإشارة المباشرة على وجه الديكتاتورية القبيحة التي أثيتت النواميس الكونية زوالها بطريقة أو بأخرى.


by جميل داغستاني on Saturday, May 28, 2011 at 5:35pm

من أحمد ابن العميد التلاوي إلى حمزة الخطيب ..

أنا و أنت يا أخي أخوة بالقمع و التعذيب .. أخوة بالقتل و التمثيل ..

ربما كنت أفضل حالا منك إذ لم يعذبني جلادي قبل قتلي لكني نلت نفس المصير ..

كلانا يا أخي رميت أجسادنا على أعتاب الحرية تصرخ و تنادي أين الرحمة أين الضمير ..

كلانا يا أخي صرخت أمهاتنا ألماً أوصل أناتها الحزن إلى كل قلب طيب كسير ..

كلانا كان سبباً احتاجه من أراد قمع الأحرارِ و إرهابَ الأهل و اختلاقَ عدوٍ لقتل المزيد ..

كلانا يا أخي رفعت له الأعلام تخفق تنادي تستنهض القوم للتغيير ..

كلانا يا أخي عشنا حياةً سامها الذل و الظلم و القهر و التبرير ..

اختطفوا مستقبلنا و استأثروا بثرواتنا و منعونا حقوقنا و حرمونا حتى الحلم الصغير ..

و حين صرخ أهلنا بالحرية كنا ضحايا الجلاد و إثمه و كنا عنوان التحرير ..

كلانا يا أخي بتنا للشعب رمزا يستثير كل حرٍ ضد الظلم و الفساد و الإجرام و التنكيل ..

كلانا يا أخي باتت دماه دليلاً يسترشد بها الأحرار في ظلام المسير ..


by جميل داغستاني on Saturday, May 28, 2011 at 12:45pm

الأربعاء، 25 مايو 2011

من هو البديل ؟ ....

لعله من أكثر الأسئلة طرحاً هذه الأيام في كل مكان على الفضائيات في المنتديات في المجالس الخاصة و كل من أراد أن يبدو مهتماً و أنه مؤيد للثورة إلا أنه لا يرى لها أملاً ، يسألك مباشرة:
من هو البديل ؟ ...
و ترى عليه علامات الاستياء ..

و الحقيقة أني أرد على هذا السؤال بسؤال آخر ، بديل لمن ؟
و تشعر أنهم يمتعضون من هذا الجواب ، و يقولون بانزعاج طبعا ً البديل لهذا النظام ، و أقول لهم راداً إنه نظام آخر يكون محققاً لتطلعات الناس في الحرية و الكرامة و التنمية.

و من ثم يأتيك السؤال التالي: و من هم الذين سيديرون هذا النظام ؟ و أقول هم طبعاً أناس من هذا الشعب ...
إلا أنك لا تحس أن هذا الجواب أعجبهم فيبادرونك بسؤال آخر: و من البديل للرئيس ؟ و يفسرونها لك لألا تضيع عنك يعني هل هناك من هو أجدر من الرئيس الحالي بالرئاسة و له الخبرة و ولاء الشعب حتى يستطيع أن يدير البلاد ؟

و هنا يتجلى مظهران إما أن السائل لا يعرف لإدارة الدول إلى طريقة واحدة هي طريقة القائد الفرد في الدولة الذي له أمر كل صغير و كبير ، و هي التي كرسها النظام السوري خلال الأربعين سنة الماضية. أو أن هذا الرجل لا يفقه في الحكم شيئا و لايعرف عن قيام الدول و إدارتها شيء.

و في كلا الحالين لا بد أن يفهم السائل أن الدول بمفهوم المواطنة و المشاركة هي تلك التي تبنى على الدساتير و القوانين و تدار من خلال مجموعة من المؤسسات المختلفة الوظائف فيها السلطات التشريعيةالتي تضع الدستور و تسن القوانين و تختار القيادات المناسبة و تراقب أداءهم و السلطات التنفيذية التي تقوم على صياغة أهداف الأمة و العمل على تحقيقها من خلال الالتزام بدستور البلاد و قوانين الدولة ، تحكم فيما بينها و ما بين شعوبها سلطات قضائية مستقلة تكون صمام الأمان عند حدوث الخلافات و النزاعات ، هذه الدول لها جيوش تدافع عن أرضها و تحمي شعبها من كل طامع أو معتد ، و لها أمنها الذي يحفظها من المجرمين و المخربين. كل شيء قد ضبط بقوانين و إجراءات محددة ، لا يستطيع أن يتجاوزها أحد أو يتجاهلها.

هذه الدولة السلطة و السيادة فيها للشعب الذي تمثله السلطات التشريعية ، الحكومة فيها هي صاحبة السلطات التنفيذية التي تعينها السلطات التشريعية أو توافق عليها.
هذه الدولة رأسها خادم لشعبه وجوده مرتبط بتأمين مصالحها التي تقره عليها السلطات التشريعية و الشعب الذي ينتخبه.

هذه الدولة التي تحكمها قوانين عادلة واضحة يسري سلطانها على جميع المواطنين بدو استثناء ، المواطنة فيها حق للجميع تحت سقف الدستور و الالتزام بالقانون لا فرق فيها بين مواطن أو آخر إلا بمدى التزامه بقوانينها و تطبيقه لها و بمقدار ما يقدم لشعبه. هذه الدولة التي تتحكم بها معايير و مواصفات محددة  لا تستثني أحداً و لا يتجاوزها أحد ، لا مجال فيها للفساد أو الظلم أو إذلال الناس ، لا يستطيع أن يستأثر السلطة فيها الموظفون، كل شيء فيها واضح و متاح. لا يشقى فيها الفقير أو يتعالى فيها الغني و لا يستأسد فيها الخفير أو الوزير ، الناس فيها سواسية ، و العدل فيها هو السائد.

في هذه الدولة ليس مهماً شخص القائد فيها أو الرئيس أو أي صاحب منصب و ليس مهماً بأي فكر يؤمن ، طالما أنه ملتزم بقوانينها و دستورها.

فلماذا القلق على وجود البديل ؟ و البديل كثير ...


by جميل داغستاني on Wednesday, May 25, 2011 at 2:54pm

على أعتاب مؤتمر أنطاليا

لن أتحدث عن موقف السلطة من المؤتمر و لا أجد من داع لذلك فمهما يقولوا أو يفعلوا فهم الخصم في كل الأحوال. لكن العجب العجاب هو ذلك الامتعاض الذي خرج من بعض صفوف المعارضة السورية تجاه هذا المؤتمر و كأن شيئا قد لسعهم عند صدور الدعوة إليه.

في الحقيقة لقد وصل على بريدي الإلكتروني من أحد الأصدقاء موجز عن الدكتور عمار قربي مقتطع من مكان ما و معه رابط لم أدقق فيه، و ما إن بدأت القراءة في هذا النص الموجز حول الدكتور عمار قربي حتى استحوذت علي كل علامات التعجب فقد بدا هذا النص و كأنه كتبته جهة استخباراتية سورية فبادرت إلى ضغط الرابط المرفق لأطلع على الخبر كاملاً و بدأت القراءة و إذا بها مقالة تتناول الإعلان عن مؤتمر أنطاليا في تركيا الذي تداعت إليه أطياف المعارضة السورية في الخارج.

و الذي استثارني أن المقال يستشهد بنص الإعلان عن المؤتمر و يصفه بالطائفي و أنه مريب إذ يجمع بين دعاة الفكر المادي اللاديني مع مجرمين جنائيين و مرتزقة لدى أل الحريري و الوهابية المتصهينة كما يقول ، وسأورد الرابط في نهاية هذه المقالة.

كما أن هذا المقال احتوى كماً هائلا من الاتهامات الرهيبة الغير مدعومة بالأدلة و الوثائق و التي تتناول عددا من رموز المعارضة بالتخوين و العمالة للمخابرات الأمريكية و الإسرائيلية تارة و تارة بالتلويح بالعمالة للمخابرات السورية و تشهر بهم أيما تشهير.

منهم: عبد الرزاق عيد ، إيمان شاكر ، عبد الإله طراد الملحم ، رضوان زيادة ، عبد الأحد سطيفو ، محمد العبد الله ،غسان عبود ، حكم البابا ، عمار قربي ، مأمون الحمصي.

و تساءلت: ألا يريد هذا النظام أن يبقي على أحد من المعارضين ؟!! فالذين في الداخل أصبحوا من رواد السجون و منهم من يحاكم في قضايا قد تصل عقوبتها إلى الإعدام مثل نجاتي طيارة و هيثم المالح و غسان النجار بسبب كشفهم لحقيقة ما يدور على الأرض من مجازر و جرائم دموية و منهم من أصبح سجله محكوم مثل كل السياسيين الوطنيين المعارضين من الترك إلى عارف دليله إلى أكرم البني ، و كلهم من خيرة القوم و مثقفيه . و أما الذين في الخارج فهم خونة و عملاء.

إذاً من سيمثل هؤلاء الشباب الذين يخرجون كل يوم بصدورهم العارية يواجهون بها الرصاص و القتل ؟ هل المقصود إظهار هذه الثورة و كأنها ثورة رعاع و مخربين و خارجين عن القانون ليس فيهم مثقف و لا حقوقي و لا سياسي و لذا يجب التخلص منهم بأي طريقة أو وسيلة ، و هذا فعلا ما يخطط له النظام و أكبر دليل على ذلكتصريحات بسام أبو عبد الله على الجزيرة و العربية بين الفينة و الأخرى بأن هؤلاء المتظاهرين كلهم من حثالة المجتمع ليس فيهم من يحمل شهادة جامعية و أنه هو صاحب الشهادات العالية و من مثله يرفضون أن يكون هؤلاء المتظاهرين ممثلين لهم.

ثم قلت في نفسي و من سيعبأ بهذه المقالة المغرضة التي تفوح منها رائحة التشهير المتعمد و النية واضحة هي استباق نتائج المؤتمر و حرمانها الشرعية و نزع صفة الوطنية عنها.

لكن بقي شيء واحد يدور في صدري من هذا الذي كتب هذا المقال و من هو الموقع الذي نشر المقالو إليكم المفاجأة فهذا هو الرابط الذي لم أنتبه له منذ البداية كان:

http://www.syriatruth.info/content/view/2333/36/

الكاتب نزار نيوف و الموقع هو الحقيقة.
لا أدري مالذي دفع نزار نيوف إلى هذا التشهير الغير موثق ؟!! و ما الهدف الذي يراه من هذا التشهير في هذا الوقت على أعتاب مؤتمر أنطاليا ؟!! و لما لم يصدر هذا المقال قبل ذلك عن هذه الشخصيات المعارضة و التي مضى على نشاطها في المعارضة و حقوق الإنسان من خارج سورية فترة طويلة ؟!! هل لأنه لم يدع ؟!! ....


by جميل داغستاني on Wednesday, May 25, 2011 at 9:04am

الثلاثاء، 24 مايو 2011

ماذا بعد ؟ ...

 لا زال حتى اليوم و بعد كل هذه التضحيات التي قدمها و يقدمها الشعب السوري المنتفض على الظلم و الفساد يأتي من يقول: كل يوم مظاهرات و ماذا بعد ؟

ماذا بعد ؟ الواضح أن وعي الشعب و مقاومته ضد القمع و الوحشية تزداد يوما بعد يوم و كذلك عدد الذين يخرجون في المظاهرات أيضاً يزداد عددهم يوما بعد يوم بالرغم من زيادة عدد القتلى و المعتقلين و من الواضح أيضاً أن هناك مدنا جديدة تدخل خارطة التظاهرات حتى الذين تستروا على النظام لم يعودوا قادرين على تجاهل ما يحدث في سورية ، و بعد أن خرجت التصريحات الأمريكية التي تقول للاسد إما أن تقوم بالإصلاح أو تتنحى عن السلطة ثم ألحقتها بلائحة عقوباتها ، و ها هو أيضا الموقف الأوروبي يظهر بلائحة عقوباته على النظام السوري.

ماذا بعد ؟ بدأت الليرة السورية بالتدهور و بدأ حلفاء سورية ( إيران تبيع نفطها باليرة السورية ) يشاركون في دفع تكلفة هذه الثورة التي لا يتوقع إيقافها قريباً، كما بدأ التجار أيضاً يصرخون و بدأت بعض المصانع بعملية تخفيض موظفيها. و كاد الاقتصاد السوري يصل إلى مرحلة الشلل.

ماذا بعد ؟ أصبحنا نسمع هنا و هناك انشقاقات في صفوف الجيش و اشتباكات مع قوات الأمن و الفرقة الرابعة و لا تقدم السلطة ما ينفي هذه الأخبار سوى بعض التمثيليات الغبية و المداخلات الديماغوجية من أبواق النظام عن وجود عصابات و مؤامرات.

ماذا بعد ؟ كل يوم يمر تظهر صورا و فيديوهات جديدة على النت و على الفضائيات موثقة بشكل جيد غير قابلة للطعن في مصداقيتها تفضح جرائم النظام و عمليات القتل الممنهج التي تقوم بها قوات الأمن و التي تدفع مؤيدي النظام للتخلي عنه و الانضمام للثورة على المستوى الداخلي و الخارجي و على المستوى الفردي و المؤسسات الحقوقية و حتى الجهات الحكومية الرسمية الدولية.

ماذا بعد ؟ بدأت الشعوب العربية تحت وطأة الجرائم التي تنشر في الإعلام العربي و العالمي تضغط على أنظمتها و تتهمها بالتواطئ و هذا ما لن يستمر طويلاً. حتى الإعلام السوري الفاشل الذي يحاول التستر على جرائم النظام و تلفيق التهم للمتظاهرين بدأ بالوقوع في أخطاء قاتلة عرته عن المصداقية و كشفته أمام جماهير الشعب المؤيدة للنظام.

ماذا بعد ؟ أخذت المعارضة في الداخل و الخارج تصيغ مطالبها و تتقارب في أهدافها و تتفق على طريقة تحقيقها و خلال الأيام القادمة سيكون المؤمر الأول في إنطاليا في تركيا و الذي بانعقاده سيكون قد بدأ العد العكسي للنظام السوري في السلطة.

و إذا فقد الإعلام الرسمي مصداقيته و فقد الجيش دوره الوطني في حماية الوطن و أصبح أداة في يد النظام تسلطه على معارضيها و أصبحت أجهزة الأمن عصابات تقتل و تنهب و تدمر ممتلكات المواطنين و تعتدي عليهم ، ناهيك عن الازدياد المضطرد لأعداد المتظاهرين و وعيهم السياسي ، فهذا هو سقوط النظام الفعلي و فقدانه لشرعيته، و اما الوجود على الأرض بقوة السلاح فهي مسألة وقت لن يحتملها النظام طويلاً حتى تبدأ الانشقاقات و الانقسامات و تظهر الولاءات الجانبية المبنية على المصالح وقد بدأت علائمها تلوح.


by جميل داغستاني on Tuesday, May 24, 2011 at 1:36pm

الاثنين، 23 مايو 2011

أيها المترددون ..

في بداية الثورة كان يخرج علينا أبواق النظام و إعلامه المضلل يدّعون أن عدد المحتجين لا يزيد عن بضع عشرات هنا و بضع عشرات هناك ، و في أحسن الأحوال كانوا يعترفون ببضع مئات في بعض المدن الكبرى ، و بعد دخول الثورة أسبوعها العاشر وأصبح عدد الشهداء يزيد عن الألف و المفقودين أكثر من ذلك بكثير إضافة إلى المعتقلين الذين وصلوا إلى الأحد عشر ألفاً. أصبح لا بد من التساؤل ؟!!

ألا تتساءلون معي ؟! إذا كان المحتجون بضع عشرات هنا و هناك فلماذا لم تنتهي الاحتجاجات و قد أصبح أضعاف عددهم شهداء حتى الآن فما بالكم بالمفقودين و ما وصل إليه عدد المعتقلين ؟!

إذا كانوا قلة لا تذكر ، عشرة آلاف ، لا بل قل مائة ألف كما يدعي أبواق و إعلام النظام و أنهم في أماكن محدودة كدرعا و بانياس و اللاذقية و حمص ، فما بال دمشق و ريفها و ما بال حمص و ريفها و حوران المنتفضة عن بكرة أبيها  و ما بال دير الزور و ريفها و الحسكة و ريفها و ريف حلب و ما بال حماة ، حتى بانياس المحاصرة و درعا قبلها التي ساموها قتلا و تدميرا خرجت منهما المظاهرات في جمعة الحرية الأكبر في تاريخ الثورة و لولا تقطيع أوصال المدن الكبرى بقوات الجيش و منع الإعلام العربي و العالمي من تغطية الأحداث لكانت تجمعت المظاهرات في مراكز المدن من كل حدب و صوب و كنا عرفنا التعداد الحقيقي للمتظاهرين الذي يريدون إسقاط النظام و لافتتضحت الجرائم التي قام بها حتى الآن.

و لو سلمنا جدلا بادعاءات الإعلام السوري بأن المتظاهرون قلة فلما الخوف من تجمعهم و تغطية مظاهراتهم ؟ و لما لا يخرج الجيش خارج المدن و تكف أجهزة الأمن عن الاعتداء عليهم و التنكيل بهم من قتل و خطف و اعتقال ؟

وبالرغم من كل الافتراءات و التهم الجاهزة التي وجهت للمتظاهرين التي تصفهم تارة بالمندسين عملاء الصهيوينة و أمريكا و تارة بالسلفيين الراغبين في إقامة الإمارات الإسلامية. و بالرغم من توريط الجيش و محاصرة المدن و قصفها بالمدفعية و تدمير ممتلكات الناس و قطع الاتصالات و الكهرباء و المؤن عنهم. و بالرغم من الإعلان عن القضاء على المخربين و المندسين و الإمارات السلفية. و بالرغم من إطلاق العصابات بكل ألوانها على الشعب الأعزل التي لم تترك من الجرائم شيئا إلا و اقترفته في حق المتظاهرين و أهليهم.

إلا أن ذلك كله لم يفتّ في عضد المتظاهرين و لم يثنهم عن الخروج ، كل ذلك و لم تزل المظاهرات قائمة على قدم و ساق جمعة فجمعة تتسع رقعتها و تزداد أعدادها و تقوى شكيمتها و تنجلي رؤيتها و تتوحد مطالبها في إسقاط النظام و محاكمة رؤوسه و أذنابه.

كل ذلك لم يخطف الأمل من صدور المنتفضين و لم يخلق الخوف في قلوبهم كل هذا الكم الهائل من الحقد و الأذى لم و لن يوقفهم. لا بل يزيدهم إصرارا على تحقيق مطالبهم و المضي في ثورتهم حتى اقتلاع هذا الفساد المستشري و الطغيان و الاستبداد بكل رؤوسه و تركيبته و أزلامه من الجذور.

لقد فشل النظام في إخماد الثورة فشلاً ذريعاً فها هي أجهزته تتخبط و قواته تفقد صبرها لا يعرف كيف يتعامل مع هؤلاء الأبطال الثائرين السلميين الذين تتزايد أعدادهم مع كل شهيد يسقط منهم قد أعجزته سلميتهم و أحبطه إقدامهم و بدأ يفقد اتزانه يوما بعد يوم أمام هذه التضحيات البطولية .

لقد وصلت الثورة إلى نقطة اللاعودة و دخلت مرحلة جديدة فرضت فيها إيقاعها الثائر على الحياة في سورية و هذه هي فرصتكم الأخيرة لتنفضوا عنكم غبار الخوف و الرعب و تجلوا وجه الإقدام و الشجاعة و تتزوقوا طعم الحرية الغراء التي لا عبودية فيها إلا للخالق جل جلاله.

لقد آن الأوان لوقوفكم بجانب الحق وقفة صارمة
آن الأوان لنصرة شعبكم الذي يطالب بحقوقه العادلة
لا تدعو للتخاذل طريقاً إلى نفوسكم ... آن الأوان لانضمامكم إلى الثورة المنتصرة
آن الأوان لتكونوا جزءاً من سورية المستقبل ... سورية الحرية و العدالة و الكرامة
سورية كل السوريين ... لا سورية الفرد أو الحزب الواحد


by جميل داغستاني on Monday, May 23, 2011 at 5:35pm

الأحد، 22 مايو 2011

مفاهيم بين الإصلاح و الحرب الأهلية

بدأت الاحتجاجات في سورية بمطالب تدعو للإصلاح ما لبثت بعد مواجهتها بعنف دموي أن تحولت إلى مطالب تدعو إلى التغيير ثم تحولت الأمور بازدياد وطأة الحل الأمني إلى ثورة سلمية امتدت على كامل التراب السوري و مع ازدياد الجرائم و سفك الدماء هل نصل إلى حرب أهلية ؟

لا بد للإجابة على ذلك من إيضاح بعض الأمور من خلال التساؤلات التالية:

ما الذي يجعل التغيير حاجة ماسة ؟

أمور كثيرة على رأسها الفساد الإداري و المالي و انعدام الرقابة على أجهزة الدولة ، و فساد القضاء ، و تسلط أجهزة الأمن على كل مفاصل الدولة و المجتمع  و الإمعان في إذلال المواطنين ، و انعدام الحياة السياسية بسبب سيطرة الحزب الواحد و منع وجود الأحزاب المعارضة ، و قمع الحريات ، و انتشار الفقر و البطالة و ازديادها سنة بعد سنة، و ضعف مستوى التعليم والخدمات الصحية المقدمة للشعب ، و ازدياد الهجرة و النزوح إلى الخارج ، و التخلص من دعاة الإصلاح و مؤيديه.

لماذا التغيير و ليس الإصلاح ؟

عندما يتمكن الفساد من الدول و المجتمعات يصبح قادرا على تعطيل العمليات الإصلاحية أو توجيهها بالاتجاه الذي يناسبه مهما كانت السلطة التي تدعمها أو تقف وراءها فيفقد الإصلاح تأثيره و يتحول إلى شكل جديد من أشكال الفساد

لماذا تحقيق التغيير عبر الثورة ؟

لأن الفساد لن يسمح بأن عملية تؤدي إلى إزاحته من التسلط على الموارد و المقدرات الخاصة بالشعب كله و التحكم بها و إن سمح ظاهراً بدعوى الحوار أو وضع الخطط أو الوصول إلى تفاهمات من نوع معين فذلك للالتفاف على دعاة و مؤيدي التغيير ثم التخلص منهم شيئا فشيئا و من خططهم من أجل التغيير

ماذا الذي يدفع إلى إخراج ثورة ناجحة ؟

تهميش السلطات التشريعية و إضعاف السلطات القضائية
الاستبداد و سيطرة الفكر الأمني على الحياة إلى الهيمنة على الفكر نفسه
امتداد الظلم و قمع للحريات و انتهاك الحرمات و الاعتقالات
انتشار الفساد الإداري و المالي و الاقتصادي من الرشوة إلى سرقة موارد الدولة
تأخر النمو و زيادة البطالة و الفقر و ضعف الخدمات الصحية و تخلف التعليم

ماذا يلزم الثورة لتنتصر ؟

تزايد عدد المؤمنين بالتغيير الذين لن يتراجعوا عن تحقيقه
وجود عدد من المفكرين و الكتاب و الإعلاميين المستقلين الذين ينادون بالتغيير
توفر وسائل اتصال في متناول الأيدي
وجود إعلام حر مستقل ينقل الحقيقة
صياغة أهداف واضحة و صريحة متفق عليها تحقق مصالح كل أطياف الشعب بدون استثناء و بشكل عادل
تشكيل قيادة جريئة ملتزمة صادقة تمثل الشعب كله بدون تمييز
وضع خطة تغيير واقعية منسجمة مع إمكانات الوطن و مقدراته

ما الذي يؤجج الثورة و يزيد في اشتعالها ؟

التعامل معها أمنياً بالضرب و القمع و الاعتقالات
غياب الخطاب السياسي و التغافل عن مطالبها
ازدراء المتظاهرين و صم الآذان عنهم
كيل و تلفيق التهم للمطالبين بالتغيير بدلا من التفاوض معهم

ما الذي يحول الثورة السلمية إلى حرب أهلية ؟

مواجهتها بالقتل المباشر و الاغتيالات و الاعتقالات العشوائية و التعذيب و التنكيل بالمتظاهرين و تدمير الممتلكات الخاصة بالمواطنين
سيادة الخطاب التخويني لطلاب التغيير و ربطهم بمؤامرات خارجية
إشعال الفتن الفئوية الطائفية أو المذهبية  

كيفية تتجنب الثورة الحرب الأهلية ؟

وجود الوعي الكامل بمصالح الشعب من قبل قيادة الثورة
توفر الوعي السياسي في حده الأدنى عند طلاب التغيير
التعامل مع الحلول الأمنية بطرق سلمية قدر المستطاع و عدم الرد بالمثل
وجود قيادات من كل أطياف المجتمع تساهم في إفشال الفتن الطائفية أو المذهبية أو ايا كانت في بدايتها و عدم التغاضي عنها أو الامتناع عن التعامل معها
الابتعاد عن الشعارات التي لا تصب في مصلحة الثورة أو تسيء لها بشكل أو بآخر
توثيق الأحداث بدقة و موضوعية و نشرها في كل المواقع العربية و الدولية
التواصل مع المنظمات العالمية لحقوق الإنسان و اطلاعها على الأحداث
الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف تهدد السلطات من التغول في الحلول الأمنية
الابتعاد عن التجييش العاطفي و عدم الاستسلام لدوافع الانتقام
الصبر على الأذى

كيف يتجنب النظام الحرب الأهلية ؟

الانقلاب على نفسه و ذلك من خلال انقلاب الوطنيين على الفاسدين و إزاحتهم من السلطة و القيام بأعمال التغيير التي تحقق معظم أهداف الثورة إن لم تكن كلها
التعاون مع دعاة التغيير من كل أطياف الشعب لوضع جدول زمني واضح و صريح للقيام بالتغيير

لكن ما هي أهداف الثورة المتفق عليها و الكيفية المناسبة لتحقيقها ؟
إن شاء الله في المقالة القادمة


by جميل داغستاني on Sunday, May 22, 2011 at 5:26pm

السبت، 21 مايو 2011

الثورة السورية بين التغيير و الإصلاح

تغيير أم إصلاح .. 
سيادة الشعب أم الدولة .. 
ثورة أم انقلاب ..
بيضاء أم حمراء أم حرب أهلية ..
سيدة ثورات العالم ...............................................................
=========================================
الثورة هي عملية تغيير تهدف إلى هدم الموجود و إعادة بنائه على أسس جديدة ، هذا الموجود هو منظومة القيم التي تحرك المجتمع و الدستور الذي يبنى عليه المجتمع و الحكومة و هيكل المؤسسات التي تتألف منها الدولة

و هذه الثورا ت من الممكن أن تتم بهدوء أو من خلال الاقتتال ، فإما تكون بيضاء أو تكون حمراء و هذا رهن بالمقاومة التي تواجهها الثورات في إحداث عملية التغيير.

أما عمليات الإصلاح فهي تختلف جذرياً عن عمليات التغيير إذ تتبنى الموجود و تعمل على التحسين المستمر لأدائه و و شكله و هي عادة ما تكون بطيئة و تحدث في أطر ضيقة و لا يظهر أثرها إلا على المدى الطويل.

و الواضح أن عمليات التغيير عادة ما تبادر إليها و تفرضها السلطة العليا على السلطات الأدنى في حين أن عمليات الإصلاح عادة ما تبادر إليها السلطات الأدنى بعد الحصول على موافقة السلطات العليا و تأييدها.

و من الممكن أن يترافق الإصلاح مع عمليات التغيير أو التغيير مع عمليات الإصلاح بحسب التوافق ما بين السلطات التنفيذية  و السلطات التشريعية ، على اعتبار أن السلطة التشريعية هي السلطة الأعلى.

و كما يحدث دوما في الدول الدستورية تحل الحكومة و تقال و يؤتى بحكومة غيرها تلبي احتياجات المجتمع و طموحاته بدون الحاجة إلى ثورة أو انقلاب كما في الكويت و فلسطين و العراق و الأردن.

و جرت العادة أن الحكومة التي تدير السلطات التنفيذية توافق على الإصلاحات عند وجود الضغط و لا تقوم  بالتغيير لأنه يتضارب مع المحافظة على تركيبتها و تجانسها مثال ما حدث في الجزائر و بعض دول الخليج.

و عندما تكون طلبات التغيير التي يرفعها الشعب إلى الحكومة ملحة و ضرورية و لا تستجيب الحكومة تحدث الثورات ، و هذا الصراع الذي يقوم بين الشعب و حكومته هو لاستعادة السيادة من أجل إحداث التغيير المطلوب.

أما في حال استجابة الحكومة لطلبات التغيير أو في حال رغبة الحكومة في التغيير، و وجود موانع كبيرة جداً تقف حائلاً أمام إحداث التغيير المطلوب فهنا يكون الانقلاب الأبيض هو خير وسيلة تقوم به الحكومة على نفسها لتحقيق التغيير و بشكل سلمي و عادة ما يكون بموافقة السلطات التشريعية و مباركتها و مثال ذلك انقلاب الشيشكلي على حكومته و تغييرها.

أما الانقلابات الحمراء التي تحدث بقوة الحديد و النار فهي التي تهدف إلى اختطاف البلدان و تسخيرها لخدمة الانقلابيين ، كما في ثورة 8 آذار 1963 و الحركة التصحيحية 1970 ، الأولى الهدف منها كان سيطرة حزب البعث على الدولة و الجيش و المجتمع و الثانية سيطرة حافظ الأسد على الحزب و الدولة و الجيش و بالتالي السيطرة على كل شيء.

لكن عندما تنتصر الثورات و تؤكد سيادتها بدون إراقة للدماء و بدون تورط لأجهزة الأمن و الدولة  و تستطيع أن تسقط الحكومة فهذه خير الثورات و هي ما يعرف بالثورة البيضاء ، كما حدث في تونس و مصر و ربما هذا ما سيحدث في اليمن.

أما عندما يزج بقوات الأمن و بالجيش في قمع الثورة و إخمادها و تسيل الدماء و يسقط الشهداء و ينتشر الخراب و الأذى فهذه هي الثورة الحمراء التي عادة ما تفرضها الحكومات على شعوبها بسبب استمساكها بالسلطة و عدم التخلي عنها و يصر الشعب على إسقاط حكومته و يدفع ثمنا باهظا لذك حتى يستعيد سيادته على الدولة كما حدث في الثورة البلشفية في يداية القرن الماضي.

لكن حينما توغل الحكومة و تستأسد على شعبها و تورط قواتها الأمنية و جيشها في قمع الثورة و تريق دماؤه و تذل رجاله و شبابه و تدمر ممتلكاته و تزيقه فنون القتل و التدمير و تفرق صفوف الشعب بين معنا و ضدنا بين موال و خائن، هنا فقط تكون الحكومة قد وصلت إلى تفجير حرب أهلية تأكل الأخضر و اليابس كما حدث في ليبيا و مازال مستمراً.

أما سورية فصحيح أنها دولة دستورية ليبرالية إلا أنها كما ذكر أعلاه قد وضعت في الأول رهنا لحزب البعث و قانون الطوارئ 1963 ثم ارتهنت لحافظ الأسد في 1970 و بالتالي لم يعد لحكوماتها أي دور مباشر في التغيير أو الإصلاح الذي يطمح له الشعب. لأنها أولاً أصبحت السيادة كاملة في يد حزب البعث ثم أصبح حزب البعث تحت سيادة حافظ الأسد تماما ثم جعل الجيش و قوات الأمن عقائدية تدافع عن الحزب و القائد فأصبحت كل أنواع السلطة في يده ، و هذا ما ورثه الرئيس بشار الأسد كاملاً دون نقصان.

و هذا ما يفسر اعتبار الثورة السورية معجزة السوريين في هذا القرن و أنها حتى الآن سيدة ثورات العالم.


by جميل داغستاني on Saturday, May 21, 2011 at 4:15pm

الأربعاء، 18 مايو 2011

سورية في المحور الإيراني .. مبدأ أم مصلحة

بعد انتهاء الحرب الباردة و سقوط الاتحاد السوفييتي و سيادة أمريكا و دول الحلف الأطلسي
و بسبب اختلاف العرب حول الطريقة التي يجب فيها حل القضية الفلسطينية

تبلور محوران سياسيان متصارعان في المنطقة العربية حول رؤية الحل

المحور الأول هو العربي الإيراني ( محور المقاومة )

يقوم على عدم الاعتراف بإسرئيل و السعي لتحرير كامل التراب العربي و الفلسطيني
يراهن على حركة حماس و الجهاد الإسلامي الفلسطسينيتين و حزب الله اللبناني

أطرافه هم حركة حماس الفلسطينية و حلفائها من الفصائل الفلسطينية ، الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الجمهورية العربية السورية ، حزب الله اللبناني و حلفائه.

هذا المحور يعتبر تهديدا لدولة إسرائيل في ظاهره السياسي إلا أنه على أرض الواقع:
  • تم عزل حماس و الجهاد في الداخل السوري و اللبناني و في قطاع غزة المحاصرة و منع من النشاط في الأردن بسبب التوافق ما بين السلطة الفلسطينية و الحكومة الأردنية.
  • تم ربط وجود حزب الله اللبناني بالدفاع عن الأراضي اللبنانية و تحرير ما تبقى منها إضافة إلى الاستفادة من مادته الشيعية الصرفة كدرع جيوسكاني قوي عل الحدود الشمالية لإسرائيل و السماح بمده بالأسلحة للدرجة التي يكون فيها أضعف من أن يهدد وجود إسرائيل و أقوى من أن تخترقه القوى الفلسطينية مثل الجهاد و حماس و غيرهما أو أي فريق يريد تهديد إسرائيل. و ينسجم في تركيبته و تنظيمه كنواة لدولة شيعية في مخطط الشرق الأوسط الجديد.  
  • و بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية فلا حاجة للقلق من خطابها الإعلامي الذي يهدف إلى بث الميل نحو التشيع في العالم الإسلامي و كسر تجانسه السني الواسع فقد حصلت إيران على ما تريد في العراق بالاتفاق مع الأمريكان ثم إن إيران لا زالت تدين بالجميل لإسرائيل لدعمها للثورة الإسلامية بالسلاح في حربها ضد العراق 1980 – 1988 و لا زالت إسرائيل أحد أهم زبائن النفط و الغاز الذي تنتجه ، و لا زال اليهود فيها يلقون أفضل معاملة على الإطلاق على وجه الأرض بتعدادهم الذي بلغ ما يقارب السبعين ألفاً و دور عبادتهم و أنشطتهم. و التي يحلم الأحوازيون السنة فيها بعشر ما يلقاه هؤلاء اليهود.
  • و أما بالنسبة إلى سورية أيضا لا حاجة للقلق منها فإسرائيل السبب في وصول حافظ الأسد إلى الحكم بعد حرب 1967 وإسقاط الجولان و بقاء آل الأسد في الحكم حتى اليوم و ما حالة الحرب مع إسرائيل و الإبقاء على حالة الطوارئ إلا سبباً في البقاء أطول فترة من الزمن في الحكم و ما يعود عليهم من سلطة و سيادة و غنى و الحجة هي الممانعة و المقاومة. فلو انعقد السلام مع إسرائيل لزالت الأسباب الموجبة لحالة الحرب و الطوارئ و لفقدت الأسرة و طائفتها السبب في فرض وجودها كل هذا الزمن. و آل الأسد أثبتوا خلال الثلاثين سنة الماضية عدم رغبتهم في الدخول في حروب جديدة من خلال عدم السعي إلى تطوير الجيش السوري إلى المستوى الذي يهدد فيه الجيش الإسرائيلي و إحكامهم الحدود مع إسرائيل و عدم محاولتهم استرداد الجولان بالقوة كما فعل حزب الله في لبنان.

و بالنهاية تم التعامل مع هذا المحور بطريقة الكل رابح إسرائيل هدمت لبنان و قطاع غزة في حربين قاسيتين أثبتت فيهما قدرتها التدميرية الكبيرة و بالتالي أخذت إسرائيل ما تريد و أعطتهم ما يريدون و الكلفة الحقيقية دفعتها الفصائل الفلسطينية المقاومة حماس و الجهاد و الشعب اللبناني و السوري و الفلسطيني و العربي. أما إيران فقد ساعدت حزب الله فقط.

المحور الثاني هو المحور العربي الأمريكي ( محور الاعتدال )

يقوم على الاعتراف بإسرائيل و حل الدولتين الفلسطينية و الإسرائيلية
يراهن على حركة فتح و السلطة الفلسطينية و حلفائها

الأطراف هم حركة فتح و السلطة الفلسطينية ، الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاؤها، جمهورية مصر ، المملكة الأردنية ، العراق ، المغرب ، موريتانيا ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ، دول مجلس التعاون الخليجي ، تيار المستقبل اللبناني و حلفاؤه في لبنان.

هذا المحور ينسجم في رؤيته مع وجود دولة إسرائيل إلا أنه لا يتماشى مع أطماعها في الاستيلاء على كل فلسطين و طرد الفلسطينيين إلى الأردن و القضاء على فكرة العودة من جذورها.

على أرض الواقع كان التعامل مع هذا المحور هو الأصعب و الأدق و كان لا بد من الحوار و المفاوضات و تدخل العديد من الدول في الوصول إلى آليات توافقية تضمن للفلسطينيين حقوقهم إلا أن إسرائيل استطاعت بتغطية من الولايات المتحدة الأمريكية الاستمرار في كلا خطي العمل مشروع التوسع داخل الأراضي الفلسطينية و المفاوضات مع السلطة الفلسطينية التي لم تنتهي حتى يومنا هذا.

إلا أنه في النهاية أحرجت دولة إسرائيل أمام العالم لمماطلتها في قبول الحلول المقترحة و استطاع الفلسطينيون تجريمها في حرب لبنان و غزة و فضحها و كشف عنصريتها و كانت تكلفة مواقف هذا المحور غير مؤذية للفلسطينيين و العرب إجمالاً.

و الخلاصة:
أنه لم يخف على العرب المخطط الأمريكي القاضي إلى إعادة تقسيم دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة و كون هذا المخطط لم يناسب أياً من أطراف المحورين الإيراني و الأمريكي و الوقوف في وجهه حتى الآن.
كما أن مواقف أطراف المحور العربي الأمريكي كانت شفافة ليس لها أجندات خفية اتسمت بالواقعية و إدراك حقيقة الواقع العربي و ضعفه على كل المستويات و الحاجة إلى الاستفادة من موارده في التنمية و التطوير و إيقاف نزيفها في حروب لا تعود بأي طائل على الأمة و أبنائها.
في حين أنه كان لأطراف المحور العربي الإيراني أغراض خفية ابتداءً من الاستيلاء على السلطة في لبنان و المحافظة على الاستبداد في سورية و العمل على دعم المد الشيعي في المنطقة لصالح إيران و الاستئثار بموارد سورية لحساب أسرة واحدة على حساب الشعب السوري كله.

by جميل داغستاني on Wednesday, May 18, 2011 at 2:06pm

الأحد، 15 مايو 2011

رأيك ذو قيمة و ذو تأثير عندما تكون مسؤولاً عنه و الكل يعرف من أنت

 من أخطر الأسلحة التي يحارب بها شعبنا و أهلنا في سورية و تكال لهم التهم و يوصفوا بالعملاء و بالمتآمرين و بالمندسين، هي وجود أشخاص بأسماء مزيفة لا يعرف من هم و أي يوجدون و هل يوجد أحد وراءهم أو لا.

يقوم معظم هؤلاء بترك آرائهم و توجهاتهم و تعليقاتهم بطريقة غير مسؤولة يعبرون عنها بأساليب غير مقبولة، لإحساسهم بعدم وجود ما يربطهم بها. إضافة إلى عدم تبنيهم فكرة واضحة أو جانب واضح مما يدور من الأحداث في سورية، فهم لا يقفون صراحة مع أي طرف من الأطراف و لا يتصرفون بشكل مسؤول، لا يزال الخوف و الرعب يسيطر عليهم و يدفعهم إلى التخفي بأسماء مزيفة.

هؤلاء الناس يعتقدون أنهم إذا صرحوا عن أسمائهم فإن الأمن سيستهدفهم و أقرباءهم و يصورون الأمر و كأن الأمن في سورية مطلق القدرة أو مطلق الصفات و ينسون أن الله هو فقط صاحب الأمر و التدبير و أنه هو المعز المذل و هو المحي و المميت و هو الرزاق القدير ، الأمر كله له و ما هؤلاء الأمن إلا بشر مهما فعلوا و مهما توعدوا، لهم إمكانات محدودة، تصبح قوية عندما يكون عدد الناس الذين يصلون إليهم قليلاً، لكن هذه الإمكانات تصبح غاية في القصور عندما يظهر العدد الحقيقي الذي يرفض أساليبهم و يطلب تغييرها.

أيها السوريون في الخارج أنتم تساوون عدد السوريون في الداخل إن لم تزيدوا ، أنتم سوريون و لكم كل ما للسوريين في الداخل و ما عليهم.

أيها السوريون إن الله سيحاسبكم إذا لم تظهروا أنفسكم لأن ظهوركم هو إظهار لحجم المساندين لأهلنا في سورية في قضيتهم نحو الحرية و الكرامة و الديمقراطية.

أيها السوريون إن الثمن الذي تتوقعون أن تدفعوه بإظهار أنفسكم هو أقل ما يمكن في مقابل ما يدفعه الشهداء و أهليهم في سورية ثمناً لحريتنا جميعاً.

أيها السوريون يجب أن يعلم النظام حجم المطالبين بالحرية و الكرامة و الديمقراطية ، الحجم الحقيقي ليس المزيف. يجب أن يفهم أنه لا قبيل له بصده أو مواجهته، و أن كل هذا القتل و الاعتقالات لن توقف السعي إلى الحرية.

أيها السوريون لا تبخلوا على شهداء الحرية بدعمكم الدعم الحقيقي الصادق و ليس الدعم المزيف الذي يزيد عليهم الاتهامات و الاعتداءات و الاعتقالات.

أيها الأخ الكريم قولك الحق هو مسؤولية عظيمة سيحاسبك الله و الشعب عليها، قل الحق و لو على نفسك، أهلك في سورية يحتاجون إلى كلمة الحق ، أهلك في سورية يتوقعون منك كلمة الحق، وهذه الكلمة ليس لها قيمة إذا كنت تختبئ خلف أسماء مزيفة.

شارك باسمك الحقيقي و صورتك الحقيقية و اذكر مكان إقامتك الفعلي، ثم إذا أردت أن تمنع الباقي فذلك شأنك.

كن حراً شريفاً كالعديد من الأحرار الشرفاء الذين يعلنون عن أنفسهم و عن مطالبهم بكل مسؤولبة و صدق، مثلهم كمثل أؤلئك الشجعان الذين يخرجون بصدورهم العارية في المظاهرات لا يختبئون و لا يتنكرون.

الوطن بحاجة للشجعان، هم الوحيدون القادرون على تحقيق حريته و كرامته. كن أحدهم أو فلتصمت.

أنا لا ننتمي إلى أي حزب أو أي جهة مؤيدة أو معارضة
أنا مع مصالح السوريون جميعهم و مع مسيرتهم نحو الحرية و الديمقراطية
أنا مع التغيير السلمي مع احترام جميع الآراء و التوجهات
ضد العنف و سفك الدماء ضد الطائفية و العنصرية بكل صورها
ضد الاعتداء على المدنيين العزل أطفالهم و شبابهم و شيوخهم نسائهم و رجالهم