لن أتحدث عن موقف السلطة من المؤتمر و لا أجد من داع لذلك فمهما يقولوا أو يفعلوا فهم الخصم في كل الأحوال. لكن العجب العجاب هو ذلك الامتعاض الذي خرج من بعض صفوف المعارضة السورية تجاه هذا المؤتمر و كأن شيئا قد لسعهم عند صدور الدعوة إليه.
في الحقيقة لقد وصل على بريدي الإلكتروني من أحد الأصدقاء موجز عن الدكتور عمار قربي مقتطع من مكان ما و معه رابط لم أدقق فيه، و ما إن بدأت القراءة في هذا النص الموجز حول الدكتور عمار قربي حتى استحوذت علي كل علامات التعجب فقد بدا هذا النص و كأنه كتبته جهة استخباراتية سورية فبادرت إلى ضغط الرابط المرفق لأطلع على الخبر كاملاً و بدأت القراءة و إذا بها مقالة تتناول الإعلان عن مؤتمر أنطاليا في تركيا الذي تداعت إليه أطياف المعارضة السورية في الخارج.
و الذي استثارني أن المقال يستشهد بنص الإعلان عن المؤتمر و يصفه بالطائفي و أنه مريب إذ يجمع بين دعاة الفكر المادي اللاديني مع مجرمين جنائيين و مرتزقة لدى أل الحريري و الوهابية المتصهينة كما يقول ، وسأورد الرابط في نهاية هذه المقالة.
كما أن هذا المقال احتوى كماً هائلا من الاتهامات الرهيبة الغير مدعومة بالأدلة و الوثائق و التي تتناول عددا من رموز المعارضة بالتخوين و العمالة للمخابرات الأمريكية و الإسرائيلية تارة و تارة بالتلويح بالعمالة للمخابرات السورية و تشهر بهم أيما تشهير.
منهم: عبد الرزاق عيد ، إيمان شاكر ، عبد الإله طراد الملحم ، رضوان زيادة ، عبد الأحد سطيفو ، محمد العبد الله ،غسان عبود ، حكم البابا ، عمار قربي ، مأمون الحمصي.
و تساءلت: ألا يريد هذا النظام أن يبقي على أحد من المعارضين ؟!! فالذين في الداخل أصبحوا من رواد السجون و منهم من يحاكم في قضايا قد تصل عقوبتها إلى الإعدام مثل نجاتي طيارة و هيثم المالح و غسان النجار بسبب كشفهم لحقيقة ما يدور على الأرض من مجازر و جرائم دموية و منهم من أصبح سجله محكوم مثل كل السياسيين الوطنيين المعارضين من الترك إلى عارف دليله إلى أكرم البني ، و كلهم من خيرة القوم و مثقفيه . و أما الذين في الخارج فهم خونة و عملاء.
إذاً من سيمثل هؤلاء الشباب الذين يخرجون كل يوم بصدورهم العارية يواجهون بها الرصاص و القتل ؟ هل المقصود إظهار هذه الثورة و كأنها ثورة رعاع و مخربين و خارجين عن القانون ليس فيهم مثقف و لا حقوقي و لا سياسي و لذا يجب التخلص منهم بأي طريقة أو وسيلة ، و هذا فعلا ما يخطط له النظام و أكبر دليل على ذلكتصريحات بسام أبو عبد الله على الجزيرة و العربية بين الفينة و الأخرى بأن هؤلاء المتظاهرين كلهم من حثالة المجتمع ليس فيهم من يحمل شهادة جامعية و أنه هو صاحب الشهادات العالية و من مثله يرفضون أن يكون هؤلاء المتظاهرين ممثلين لهم.
ثم قلت في نفسي و من سيعبأ بهذه المقالة المغرضة التي تفوح منها رائحة التشهير المتعمد و النية واضحة هي استباق نتائج المؤتمر و حرمانها الشرعية و نزع صفة الوطنية عنها.
لكن بقي شيء واحد يدور في صدري من هذا الذي كتب هذا المقال و من هو الموقع الذي نشر المقالو إليكم المفاجأة فهذا هو الرابط الذي لم أنتبه له منذ البداية كان:
http://www.syriatruth.info/content/view/2333/36/
الكاتب نزار نيوف و الموقع هو الحقيقة.
لا أدري مالذي دفع نزار نيوف إلى هذا التشهير الغير موثق ؟!! و ما الهدف الذي يراه من هذا التشهير في هذا الوقت على أعتاب مؤتمر أنطاليا ؟!! و لما لم يصدر هذا المقال قبل ذلك عن هذه الشخصيات المعارضة و التي مضى على نشاطها في المعارضة و حقوق الإنسان من خارج سورية فترة طويلة ؟!! هل لأنه لم يدع ؟!! ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق