الاثنين، 31 ديسمبر 2012

بين الإخلاص و الإفلاس



فلان بن فلان رئيس مجلس إدارة رابطة كذا و رئيس مكتب تنفيذي في تجمع كذا و منسق عام في تنسيقية كذا و مدير العلاقات العامة في مجلس كذا و مدير البرامج و الخدمات في ائتلاف كذا و مسؤول مالي في حزب كذا و عضو الأمانة العامة في لجنة كذا و عضو مجلس الإدارة في هيئة كذا و مسؤول الإعلام في مؤسسة كذا .. شي أربع و أربعين منصب أو وظيفة ..
و الأسبوع الماضي دخل في مشادة مع أحد أعضاء أحد التيارات لرفضهم تسميته في منصب من المناصب التي توزع على الأحباب ..
و الذي يعتقد أني أمزح فهو متفاءل كثيرا .. أنا أؤكد لكم أني أروي لكم الحقيقة و حتى لا يكون تشهيرا لم أذكر الاسم ..
و للمعلومية يوجد من هذا الطراز الكثيرين بعضهم بعشرين منصب و بعضهم الآخر بخمسة عشر و بعضهم بعشرة و بعضهم بخمسة و نادرا ما تجد ناشطا بمنصب واحد ..
و حتى لا تقولوا لي و أنت لماذا تستثني نفسك أقول : أما بالنسبة لي فأنا بالإضافة إلى العمل الذي أقتات منه فإني أقوم بمهام الرئيس التنفيذي في الجالية أسد معها بعض النقص في مجلة الجالية و بعض الأعمال في الإدارة بسبب "جماعة الأربعة و أربعين" و من على سنتهم و منهجهم و الباقي هي عضويات لا أتحمل معها أية مسؤولية .. و بالرغم من التخطيط للقيام بحق هذه المسؤوليات إلا أنني أجد نفسي متعبا دائما و مقصرا بحق بيتي و أولادي ..
لكني أتساءل و أسألكم جميعاً:
بالله عليكم ألم يسأل أحدكم نفسه كيف سيؤدي مهامه تجاه أكثر من وظيفة إضافة إلى عمله الرئيسي ؟
بالله عليكم ألم يسأل أحدكم نفسه كيف ستنجح المنظمة التي اعتمدت عليه و هو لديه مسؤوليات في أربعين منظمة ؟ أو حتى اثنتين أو ثلاثة ؟
بالله عليكم كيف تعتقدوا أن الناس سيثقون بهذه المنظمات التي تؤسسونها و يرون أسماءكم تتكرر في معظمها ؟
بالله عليكم كيف تثقوا بأنكم ستحققوا النجاح ؟
بالله عليكم لم لا تفسحوا المجال لغيركم ؟
بالله عليكم هل أنتم جادون فيما تفعلون ؟
بالله عليكم ما الطراز القيادي الذي تقتدون به أو من هي الشخصيات القيادية التي تعتبرونها مثلا أعلى لكم غير شخصيات حزب البعث و عصابة الأسد ؟
متى ستنتهي هذه الحالة من استغباء الناس و استجهالهم و اللعب على حاجاتهم و عواطفهم ؟
بالله عليكم متى ستنتهي هذه الحالة من الاستهتار بالموارد و الطاقات و الخبرات و الأوقات ؟
بالله عليكم متى سنقوم بعمل جيد نخلص في أداء حقه و نحقق أهدافه ؟
و يتهمونك بإحباط الناس إذا قلت لهم الحقيقة المرة ، و هي أن أزمتنا لا زالت مستمرة و أن المتآمرين علينا لا زالوا يراهنون على تشتتنا و شرذمتنا و هدرنا للفرص و الموارد و تسمع من هنا و هناك من يقول لك : تعبنا و لم نعد نحتمل أكثر ..
و أقول لما لا تستريحوا و تريحوا ؟ لما لا تتخصصوا بحسب اختصاصاتكم و تضعوا مصالحكم في أيدي خبرائكم ؟ ألم تستمعوا إلى رسول الله يقول : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ألم تعلموا أن الله يقول في محكم التنزيل :"و اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنين"
ألا تخشون دعاء الناس عليكم ؟ طيب .. ألا تخشون حساب الله لكم ؟
هل من المعقول أن يطلب صاحب المناصب رضى الله بسخطه ؟!!!!!!!!!!!!!!!
و أنتم أيها الناس تعذرونهم و تعطوهم الأعذار العذر تلو العذر هل اعتدتم وجود أسد في حياتكم تحنون إليه بعد طاغيتكم الذي تحاربونه ؟
تستجيبون لهم و لا تمنعون عنهم مواردكم و لا طاقاتكم و لا أوقاتكم و فوقها تعذرونهم و تطلبوا لهم الأعذار .. ثم يأتي أحدهم و يقول ما قال رسول الله في حق صيانة المحبة بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء و الجيران "أعط أخاك سبعين عذرا فإن لم تجد فاتهم نفسك" ليجعلها ذريعة لتقاعسه عن رد الحيف الذي يقع على الناس و ليسكت من يطالب بالحقوق ..../.، ألم تعلموا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
و الله ما هذا بالإخلاص .. ما هذا إلا إفلاس ..

السبت، 29 ديسمبر 2012

تيتي تيتي ..




لقد اعتدت على موضة وجود ما يسمى رؤية و رسالة المنظمة في مطبوعاتها الرسمية طبعا أسوة بالمنظمات الغربية و غالبا ما يكون المكلف باختيار أفضل العبارات الرنانة هم أصحاب اللغة العربية .. مع أن الرؤية هي الهدف الاستراتيحي البعيد و الرسالة هي توضيح لكيفية الوصول إلى هذا الهدف الاستراتيحي البعيد إلا أن التقليد الأعمى تطلب ذلك و ليست الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي الذي بقي حبيس دماغ المؤسسين .. 

و مع انتشار ظاهرة تأسيس المنظمات بين أفراد المجتمع السوري فقد ظهرت موضة جديدة هي موضة الهيكل التنظيمي الذي و بنفس الطريقة تم التعامل معه على أنه زركشة إضافية لمطبوعات المنظمة و فقرة ترفيهية تدرج في جدول أعمال معظم لقاءات المنظمة ، يقوم أحد أعضاء مجلس الإدارة الظرفاء بالحديث عن هوايته و هواية زملائه بقية أعضاء مجلس الإدارة في اهتمامهم في رسم المربعات و المستطيلات و الربط بينها بطريقة فنية تتناسب مع شريحة العرض من جهة و بما يتنافس مع ما يرسمه الغربيون باللون و التشكيلات الهندسية ، و ذلك خلال فقرة الشرح لهذا الهيكل التنظيمي .. و الملفت للانتباه هو الاعتبارات الحديثة عند هؤلاء القوم الظرفاء "المؤسسين الجدد" من أن التوفير في استخدام المربعات و المستطيلات و ترك عدد منها بلا ارتباط و توزيعها على شرائح العرض بطريقة متناسبة و متناظرة هو اكتشاف نوعي لمبدأ جديد أسموه "الرؤية العامة في عرض الهياكل التنظيمية" ينسب لهم في هذا العصر و طبعا يعقبون بكل تواضع أن الفضل للثورة ..

و الجدير بالاهتمام أن الجميع يرى الضرر بأم عينيه بسبب عدم وجود التخصص إلا أنهم متفقون على مبدأ "أعطوه وقت" عند التعليق على ما يهدر في عملية التأسيس من طاقات و موارد ، بدعوى أن التأسيس يحتاج إلى وقت طويل و إلى تجارب كثيرة و يجب أن يعطى القائمين على التأسيس بضع سنين ليستكملوا تنظيمهم ..

و هذا حقيقي فالسوريون لم يكونوا يوما عابئين بالموارد أو بالوقت و إلا لما بقي آل الأسد كل تلك السنين ، و لا أظنهم بعد الثورة أصبحوا عابئين .. لا زالت المناصب تعطى للأصدقاء و الأقرباء و لا زال المشايخ يباركون لمن يكرمهم و يظهرهم و يضع أسماءهم في قوائم المؤسسين و يحاربون من لا يحذو حذوهم .. و لا زال الخبراء و أهل الفن مستبعدون لألا يكشفوا المستور فيقع المحظور و ينطبق عليهم المثل المشهور "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي" لا .. و فوقها الفضيحة أيضاً .. و على الله ..


الأحد، 23 ديسمبر 2012

الصداقة و الحاجة ..

بعض دعاة الصداقة و المحبة الأخوية عندما تكون بغنى عنه تراه في كل مكان تذهب إليه يكاد يخرج لك من الجوال في بعض الأحيان من كثرة الرسائل التي يرسلها و الأشواق التي يبثها و في بعضها الآخر تتوقع أن يخرج لك في المنام من شدة حبه و ملازمته لك .. فتقول يا لحظي السعيد بالأصدقاء .. لكن بالخبرة و كثرة التجارب تقول ماذا لو أظهرت له أنك بحاجة ماذا سيفعل ؟
و أقول لك ، إياك أن يلمس لديك حاجة ما أو يكتشف أنك بحاجة إلى مساعدة في أمر ما فإنه يبدأ بالتعالي عليك متجاهلاً حاجتك ثم يخطط للانسحاب شيئا فشيئا من حياتك فإذا تأكد أنك ستحتاجه فعلاً و قد تطلب منه المساعدة فاعلم أنه سيختفي للأبد و لن تراه بعدها أبداً .. و هذا النوع أصبح مألوفاً في هذا الزمان و لن يصدمك فعله بل ربما تتوقعه مسبقاً ..
لكن ذاك الذي يحس بحاجتك للمساعدة فيستبقك فيفتري عليك متذرعاً بشيء لا يخطر على بال بشر ، من مثل لم يسلم علي بشكل لائق ؟ أو لم رد عليّ بتكبر ؟ أو لم تجاهل رغبتي ؟ ، كل ذلك ليقطع عليك الطريق فلا تستطيع أن تسأله أو تطلب منه حتى ، و تصبح تتمنى لو يكف عنك بلاه ..
إذا واجهتك مثل هذه القصص فاعلم أن الله قد أراد لك خيراً بوضعك في هذه الضائقة ليكشف لك ما غاب عنك و يدلك على ما فاتك فاحمد الله ..
لكن صديقي الذي ليس له مثيل عندما أحس بحاجتي التي لم أتأكد أنها واقعة بي بعد ، ذهب يتلمسها ليقطع عليها الطريق أن تصيبني و لم يفتر له جهد حتى قضى أمري و أنا لا أعلم ..
صديقي و أخي فداءك نفسي لا أجد نعمة في هذه الدنيا توازي العافية في الدين و البدن إلا وجودك بقربي .

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

الضوابط و المعايير بين الاختلاف أو الخلاف



السعي وراء المصالح بدون وضوح الضوابط و المعايير هو بمثابة جلب الضرر من حيث لا نعلم و قد وصف الرسول عليه الصلاة و السلام صاحب الحاجة بالأرعن و كذلك وصف القرآن هذه الحالة عند البشر بقوله تعالى : " ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير " فالأولى دلت على سوء التصرف و الثانية دلت على فقدان الغاية .. و حين لم يقل "يدع المؤمن بالشر دعاءه بالخير" لأن الإيمان هو إحداث هذه الضوابط و المعايير في حياتنا و العمل بمقتضاها ، فالإيمان ما وقر في القلب و صدقه العمل ، و حتى ينجح العمل و يلتزم بهذه الضوابط و المعايير فلا بد من الدساتير لتنظيم العاملين و القوانين لتحديد مسؤوليات القائمين عليه و اللوائح التي تشرح طريقة القيام به .. لماذا ؟ لمنع الاقتتال و الفساد و الهدر و الاستفادة من الموارد و التركيز على الوجهة ، ذلك كله لما ؟ لتحقيق المصالح التي و إن شابها بعض الضرر أو الانحراف البسيط كان سهل تجاوزه و عدم التعقيب عليه ..
لذلك عندما يحدث الاختلاف في طلب المصالح و تكون الضوابط و المعايير واحدة لا يؤدي ذلك إلى الخلاف و يمكن الوصول إلى حلول مهما اختلفت الدساتير و القوانين .. بينما يقع الخلاف حتى و إن اتفقت المصالح لاختلاف الضوابط و المعايير و إن اتفقت الدساتير و القوانين ..
و الاختلاف كما قيل لا يفسد للود قضية لكن الخلاف يصل بالمختلفين إلى العداوة و الاحتراب ..
و الضوابط و المعايير ليست قوانين أو دساتير إنما هي قيم و أخلاق .. و قد قال عليه الصلاة و السلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فعندما أتمها أصبحت الشريعة حاجة ضرورية لازمة لتحقيق المصالح و ليست فرضاً قسرياً على الناس .. و لم يفضي الاختلاف في فهم بعض أبواب الشريعة إلى الخلاف كما هو حاصل اليوم و لم يؤثر ذلك على وحدة الأمة و قوتها بل زاد في مناعتها و قدرة دينها على النفوذ إلى الأمم بالحجة و المنطق لا بالقوة و الإكراه .. و بالتالي استطاعت تحقيق كل مصالحها ، و من نازعها و حاربها كان ممن اختلف معها في الضوابط و المعايير و أما الاختلاف في الشريعة فكانت له حلول كثيرة معظمها قد حض عليها الكتاب و السنة .. و اليوم أرى التاريخ يعيد الكثير من نفسه في أحداث الثورة السورية و ما يدور بين مكونات الشعب السوري .. سائلاً المولى القدير أن يرينا الحق حقاً و يعيننا على اتباعه و أن يرينا الباطل باطلاً و يعيننا على اجتنابه ..

السبت، 15 ديسمبر 2012

حرية الأذهان أولى من حرية الأبدان


مع كل فتنة أخرجتها أجهزة النظام الأسدي لضرب الناس بعضهم ببعض ، سقط معها عدد من الناشطين الذين كنا نعتبرهم أعمدة للثورة و سنداً لوحدة الشعب ، و أقل ما اعتقدناه بهم أنهم الشخصيات الوطنية الواعية التي لن نغلب و هم معنا في ركب الدفاع عن قضايانا و طموحاتنا ..
لكن رب ضارة نافعة فمع طول المحنة و كثرة الامتحانات التي سقط معها الكثير لم نعدم الشرفاء أهل العقل و الفهم و الذوق الذين يجمعون الناس و لا يفرقون ، أهل الحق الثابتين على العهد ، الراسخين في العلم ، الذين لا يميلون مع الأهواء ، و لا ينقلبون مع الأراء ، مصادرهم دقيقة لا تقبل القيل و القال ، و أحكامهم سديدة لا تحكمها الأمزجة أو المصالح ، لا يظلم عندهم ضعيف أو امرأة أو شيخ ، و لا ينتصف لديهم أهل القوة أو السلطان أو المال ، إذا نظروا دققوا و استبانوا و حققوا ، و إذا حكموا عدلوا و لم يسرفوا أو يفرطوا ..
أما أنتم أيها الضعفاء الذين كلما دارت الدوائر أو مالت الموازين أو لعبت الأهواء لم يقع الحيف إلا عليكم ، و لم ينتقص إلّا جانبكم ، ليس لكم إلا أصواتكم الضغيفة و كلماتكم اللطيفة ، تنافحون بها عن حقوقكم التي لا ينتقصها إلا أهل النقص و لا يترها إلى أهل الخسة ، لا تظهر رجولتهم إلا جرأة عليكم ، و لا يسمع نقدهم إلا فيكم ، أمنوا الحساب فافتروا ، و طمعوا في المديح فاغترّوا ، و ما لكم ناصر إلا الله ، و ما لهم إلا الشيطان خاذل ، فلا تبتئسوا رب ضارة نافعة و رب مظلمة في الدنيا رافعة عند الله أعلى الرتب ..
و مهما طال الزمن فلا بد للحقائق أن تنجلي و لا بد للأقنعة أن تنكشف و لا بد للحق أن يعلو و لا بد للقيد أن ينكسر ..
سائلين المولى العظيم أن تتحرر الأذهان كما تتحرر الأبدان .. و ألا يكون الدين إلا لله و لو كره المنافقون ..

الأحد، 9 ديسمبر 2012

تصحيح الأوضاع من الإشاعة إلى الواقع ..


من الإشاعة إلى الواقع
إن موضوع تصحيح الأوضاع بالنسبة لحملة تأشيرات الزيارة و العمرة و الحج أمر هام لعب بأوتار القلوب خلال العشرة شهور الماضية حيث كان أول من بدأ العمل على هذا الموضوع و بمبادرة فردية هو الشيخ عدنان العرعور في مدينة الرياض إذ بدأ مكتبه بجمع صور جوازات العديد من السوريين من حملة هذه التأشيرات بغرض تعديل أوضاعهم و منحهم الإقامة ، الأمر الذي لم يحدث و طال انتظار الناس كثيراً له إلى أن فقدوا الأمل بذلك ، و أصبح هذا الموضوع حديث الساعة  في الأوساط السورية في مدن الخليج العربي بعدها ، و لم أدخل مجلساً خلال تلك الفترة إلا سئلت عنه .. و هكذا حتى فاجئ الشيخ عبد الإله الملحم الجميع بتاريخ 13 ذو القعدة الموافق لـ 20 أوكتوبر بإعلانه الحصول على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية الأسبق على تشكيل لجنة لتصحيح الأوضاع و كما جاء على لسان الشيخ عبد الإله في الخبر الذي نشرته مجلة الجالية في وقتها حول منح ما يسمى الإقامة المؤقتة و كشف عصابات النظام و جواسيسه في المملكة ، و بناء عليه فقد تم دعوة إدارة الجالية في الرياض لمناقشة الوضع و الترتيب بسرعة لطريقة التعاطي مع هذه الموافقة .
و بناء عليه تم الاتفاق مع إدارة الجالية السورية في الخليح للقيام بمهمة جمع البيانات و تحضير ملف كامل عن حملة تأشيرات الزيارة و العمرة و الحج الموجودون في المملكة العربية السعودية لرفعها إلى وزارة الداخلية من أجل الدراسة .
و قد كان هناك العديد من المشاورات مع النشطاء حول هذه المهمة الموكلة لإدارة الجالية و قد أبدوا تحفظهم و خوفهم من فسح المجال لأعداء الثورة للتنقل بسهولة بين مدن المملكة و التجسس على مناصري الثورة و كشف هوياتهم الحقيقية لمخابرات النظام مما يعطيهم القدرة على إيذاء الناشطين و أهليهم في سورية ، و هكذا اجتمعت المتطلبات الأمنية في عملية التصحيح من قبل الكثير من الناشطين مع المتطلبات الأمنية للوزارة ، و بالتالي أتت عملية ربط الطلبات بمعرف من أبناء الجالية المقيمين شرطاً يلبي احتياجات الجميع .. إلّا أن الجهود الساعية لإيجاد حل لهذه المشكلة قد تعرضت إلى قدر كبير من التشتيت و التضييع و التشكيك من قبل العديد من السوريين و على رأسهم المنافقين الذين أظهروا تأييدهم للثورة لكنهم كانوا أذرعاً و ألسناً لعصابات الأسد تشيع التخوين و تبث الفرقة و تشتت الآراء و تخذل نفوس الضعفاء و المترددين و قد وجدوا بيننا للأسف آذاناً صاغية ، مما أدى إلى فقدان الحماسة عند الجميع في الإقبال على التسجيل في بوابة الجالية و فقدان الثقة بحصول هذا التصحيح الموعود ..

إلى الأزمة
لكن السوريين الذين بدأوا دخول المملكة كزوار في مقتبل اندلاع أحداث الثورة السورية في آذار السنة الماضية 2011 م و الذين وصلوا إلى حدود ثلاثين ألف سوري في المملكة ، كانت معاناتهم قد بدأت ، و الذي لم يدركه إلى اليوم معظمنا ، منذ ذلك الحين و حتى إيقاف نظام إصدار التأشيرات و توقف استقبال جوازات السوريين في كافة سفارات المملكة في العالم بما فيها الأردن و مصرو لبنان ، أن الكثير من العائلات كان قد أنجبت خلال وجودها في المملكة ، و منهم من زوج ابنته ، و التي أنجبت هي بدورها أيضاً ، و أن الكثير منهم ممن لديه أولاد في سن الدراسة هو بحاجة للمدارس ، أي بحاجة للتوصيل و المصروف ، و التوصيل من و إلى المدرسة بحاجة لرخصة قيادة ، و المصروف شيئاً فشيئاً أصبح مرهقاً للمضيف ذوي الدخل المحدود ، و لا بد من مصدر رزق لرب الأسرة هذا ..

و كذلك الوضع بالنسبة للعزاب .. فالكل بحاجة للبيت ، الكل بحاجة لرعاية طبية ، الكل بحاجة لرخصة قيادة ، الكل بحاجة للمصروف ، و في النهاية الكل بحاجة للعمل أي بحاجة لأي نوع من أنواع التسويات من قبل وزارة الداخلية حتى يستطيع هؤلاء السوريون العيش بطريقة سليمة منضبطة ، دون اضطرارهم إلى اللجوء إلى أساليب مخلة بالقوانين لا سمح الله ..

ناهيك أخي القارئ عن المشاكل التي بدأ يعاني منها الكثير من هؤلاء السوريون بعد انقضاء فترة الثلاثة أشهر الأولى من وجوده في المملكة سواء كضيف أو كمعتمر أو حاج ..

الزيارات العائلية "الضيف و المضيف"
فالزيارات العائلية تقع مسؤوليتها على القريب طالب الزيارة ، ذاك المضيف الذي لم يكن يتوقع أن تطول فترة الاستضافة لأقربائه إلى هذا الحد ، فمن الزوار من لهم في المملكة أكثر من ستة عشر شهراً حتى اليوم أو أكثر .. و خصوصاً عندما يكون في استضافته عائلة بأكملها فالمصاعب تصبح غير محتملة و البعض مطلوب منه إعالة أكثر من عائلة حتى و إن لم يكن هو مضيفهم أو مستقدمهم ، فهناك عدد من السوريين قد لجأ إلى أقربائه البعيدين من السعوديين فقط لاستقدام قرابته أو أهله على شرط أن يتكفل هو بمصروفهم و سكنهم .. و مع الوقت فالسكن يضيق و الإمكانات المالية للكثيرين لا تحتمل .. هذا بالإضافة إلى تأمين الرسوم الشبه شهرية أحياناً لتجديد مدة الزيارة و التي قد تصل إلى مبلغ كبير إذا كان أفراد الأسرة عددهم كثير ..

هذا في جانب المضيف أما في جانب الضيف فالأوضاع مأساوية في كثير من الحالات ، فالضيف أصبح أولاده بحاجة إلى المدارس و بالتالي إلى التوصيل و المصروف و أحيانا لا يجد مدارس حكومية تقبل أولاده فتزيد الطامة عليه و يصبح بحاجة إلى المدارس الأهلية . كذلك أيضاً أصبح بحاجة للرعاية الصحية الأولية و المتخصصة أحياناً أخرى هذا عدا عن الحالات الطبية الصعبة المكلفة ، و بالتالي أصبح بحاجة إلى رخصة القيادة و هذا يعني خطورة الوقوع في الحوادث و الحاجة للتأمين بكل أنواعه ..

إشكالات قانونية
ثم نأتي إلى الحاجة إلى المسكن الخاص و مشكلة رفض تأجيره لعدم وجود الإقامة و الدخول في متاهات التستر على المستأجر في حال وقوع المشاكل و مسؤولية القريب المتستر و إشكالات كثيرة قد تحدث لكليهما ..
كما نأتي إلى الحاجة للعمل ، و امتناع الشركات أو المؤسسات عن تشغيل غير حملة الإقامة و أيضاً الدخول في متاهات التستر على العمالة الوافدة ، ناهيك عن حوادث و إصابات العمل و الحاجة للتأمين و أحياناً لنوع خاص من الرخص للعاملين في مجال المطاعم و المشافي و الحلاقين و السائقين و غيرهم ..

الزيارة التجارية
ثم نأتي إلى صاحب الزيارة التجارية الذي أتى على مؤسسة أو شركة فأصبح عبئاً عليها و مسؤولية قانونية و أمنية تحتاج إلى من يتحملها . و ينطبق على حامل الزيارة التجارية كل ما ينطبق على أصحاب الزيارات العائلية من تحديات خصوصاً عندما يكونون بصحبة عائلاتهم ، إلا أن الوضع يزيد صعوبة في حال الزيارة التجارية فالجهة التي تستضيف الزائر غالباً هي جهة اعتبارية و ليس قريب و بالتالي لن يقبل الموظف المسؤول تجديد الزيارة التجارية على مسؤوليته الشخصية دون موافقة المدير و أيضاً المدير لن يستطيع تحمل المسؤولية القانونية لبقاء الزائر ، و هنا يجد الزائر نفسه مهدداً بالتسفير في أي لحظة أو أنه يختار الهروب من الشركة و يصبح في إطار المخالفين للقوانين ..

العمرة و الحج
أما من قدموا بغرض العمرة أو الحج و لم يستطيعوا العودة إلى بلدهم بسبب الدمار الذي لحق ببيوتهم فأوضاعهم أشد سوء و مرارة فليس لهم من يلتزم بمساعدتهم و نادراً ما يكون لهم معارف يعينونهم أو أصدقاء و هؤلاء أيضاً يعانون ما يعانيه أصحاب الزيارات العائلية أو التجارية إلا أن وجودهم في المملكة مخالف فهم لا يستطيعون التجديد و الاستفادة من القرارات الصادرة لتسهيل حياتهم في المملكة ..

اللجوءإلى الجالية
استلمت إدارة بوابة الجالية الإلكترونية خلال الشهور الماضية الكثير من الرسائل التي وجهها أصحابها إلى إدارة الجالية يطلبون حلاً لمثل هذه الأوضاع ، كان قد أطلعني عليها الأخوة في اللجان المختصة من أجل الاستشارة و البحث عن حلول ..
و القارئ لهذه الرسائل يجد بين السطور إحساساً بالتعاسة و المرارة و الإحباط و خيبة الأمل تماماً كما يلمس الألم من البقاء بدون عمل ، ليس بسبب عدم القدرة ، بل بسبب الخوف من مخالفة القوانين و التسبب بالترحيل . هذا عدا عن تلك الرسائل التي تفوح منها رائحة المشاكل و ضجر الناس من بعضهم البعض في البيوت الصغيرة التي يسكنوها إضافة إلى المرض و الحاجة للدواء الباهظ الثمن و العلاجات الطبية المكلفة التي تحتاج التنويم في المشافي في بعض الأحيان ، إضافة إلى الرسائل التي تستجدي الحلول بسبب ضيق الحال و نفاذ صبر المضيفين على أقربائهم ..

في الخلاصة أوضاع هؤلاء السوريين توجع القلب و تنذر بتصرفات عند البعض غير مضمونة العواقب بسبب ضيق ذات اليد .. و أكثر الرسائل إيلاماً تلك التي ترسلها الأم المريضة التي تحتاج إلى العلاج الغالي تقول في النهاية أنا لست مهمة ، إنما المهم تأمين الدراسة لابنتي ، أرجوكم أمنوا لها قبولاً في إحدى مدارس الحكومة القريبة ، فنحن لا نملك المال الكافي للمدارس الخاصة ..

وزارة الداخلية
هذا في جانب السوريين أما في جانب الوزارة فلديها من المسؤوليات الكثير و أهمها تلك الأمنية التي قد يزيد بعض السوريون و أقول البعض و ليس الكل من وطأتها إن لم نجد لها جميعنا ترتيباً حكيماً . فالأجهزة الأمنية لديها من هموم مكافحة عصابات المخدرات و الدعارة و التشليح و السرقة و التزوير و التسول و الاحتيال الشيء الكثير ، و فوق ذلك كله ما قد يخطط له شبيحة الأسد و أعوانهم من أذناب إيران داخل البلاد من أعمال تخل بالأمن و بمصلحة المواطنين و المقيمين سواء بسواء .. كل هذا بحاجة إلى مراقبة و تدقيق لألّا يؤخذ الصالح بجريرة الطالح و ألا يعامل الطيبون معاملة المجرمين ..

طرق الحل المتوقعة
و لذلك كان لا بد من الاطلاع على أوضاع حملة تأشيرات الزيارة و العمرة و الحج داخل المملكة بدقة من خلال بوابة الجالية الإلكترونية ، ليتم تحديد الحالات الأشد احتياجاً من تلك الأقل أو التي قد لا تحتاج ، أو الحالات التي يمكن تعديل وضعها بسهولة و هي مشمولة في الإجراءات ، من تلك التي تحتاج إلى استصدار قانون و وضع إجراءات جديدة مناسبة لها ، إضافة إلى معرفة الأعداد بحسب الحالة و مدى تأثيرها على أنظمة المملكة في حال تطلب الأمر استثناءً أو تعديلاً لإجراءات موجودة ، فلن يقبل المسؤولون بأي حال اتخاذ القرارات بدون توفير كافة المعلومات اللازمة .
فعلى سبيل المثال : الزوجة و الأولاد الزائرون يمكن تعديل وضعهم و منحهم الإقامة كمرافقين على إقامة الزوج الأب بسهولة ، أما العائلات التي تحتاج إلى المدارس و الرعاية و الصحية و رخصة القيادة و الدخل ، فهي بحاجة إلى معالجة خاصة لإيجاد حل لمشكلة الكفيل و اختياره و صلاحية سجلاته الرسمية في مكتب العمل و التأمينات ، و كذلك الحال بالنسبة للزيارات التجارية و ملابسات العلاقة بين الزائر و الشركة صاحبة الزيارة .. و معرفة عدد الحالات في كل شريحة من هذه الشرائح سيكون له الدور الأكبر في تحديد طبيعة الحل و آليته و مواصفاته ..

التنافس و عدم وجود التعاون
و لهذا فقد اكتسب هذه الموضوع أهمية لم تبلغها قضية أخرى هنا في المغترب و في الوقت الذي لم يكن هذا الأمر ذا بال في مقتبل الثورة لقلة الأعداد المحتاجة فقد أصبح اليوم من أهم القضايا التي قمت بالكتابة و الشرح عنها على كل منبر دعيت له ، و قد حاولت الإدارة التنفيذية للجالية بمختلف مكاتبها التواصل مع العديد من الروابط و التنسيقيات السورية في منطقة الخليج إضافة إلى المجلس الوطني و عدد كبير من العلماء و عرضوا المشكلة على الجميع و طلبوا تعاونهم ، إلا أنهم لم يجنوا إلا التعاطف من بعض العقلاء من غير ذوي الحل و الربط ..

و الملفت للانتباه كان ظهور حالة من التنافس الغريب بين عدد من علماء سورية في السعودية من خلال الضغط على موظفي مكتب الشيخ عبد الإله للحصول على إذن للمشاركة في لجنة تصحيح الأوضاع و بالتالي المشاركة في عملية جمع صور الجوازات و تنظيم القوائم بأسماء الراغبين بتصحيح أوضاعهم و ذلك بدون ضوابط أو معايير في التسجيل أو التصنيف أو الجمع ، مما يجعل عملية الفرز و التصنيف و المراجعة شبه مستحيلة أو ذات تكلفة باهظة و تحتاج إلى وقت طويل .. و مما أدى في النهاية إلى زيادة الشكوك في نجاح هذا المشروع و فتور عملية التسجيل و تقديم الطلبات و زيادة الإحباط عند الجميع ..

دعوة ولاة الأمر
لذلك و من هذا المنبر ألتمس باسم إدارة الجالية و أعضائها جميعهم من ولاة الأمر في بلد الله الحرام المملكة العربية السعودية و جميع بلدان الخليج العربي أيدهم الله و سدد خطاهم أن يتعاونوا معنا لإيجاد حل شاف لأوضاع أهلنا الذين ضاقت بهم الدنيا و حطت بهم الأقدار في فناء عروبة و إسلام أخوانهم في الخليج و هم أهل لكل خير ..

دعوة الأخوة السوريون
كما ندعو أخواننا السوريين أن يتعاونوا معنا و يتابعوا تسجيل بياناتهم لنستكمل ملف تصحيح الأوضاع و الكف عن الاستجابة للشائعات و تسليم صور جوازات السفر هنا و هناك ، لأن ذلك سيطيل فترة التسجيل ، و يؤخر عرض المشكلة للدراسة و إيجاد الحلول ، هذا إذا لم يدمر المشروع أصلاً لا سمح الله ، و بالتالي سيزيد معاناة أهلنا في هذه الغربة ليس فقط لوضعهم الصعب هذا بل لعدم تضافر الجهود و توحيدها لحل مشكلتهم ..

كلمة للمشككين
و لمن يشكك بإمكانية حدوث عملية التصحيح إما بسبب تغيير الوزير أو لاعتماده على تصريحات بعض المسؤولين التنفيذيين نقول : لقد اعتدنا في القضايا التي تأخذ الطابع العام و التي يخشى أن تتحول إلى ظواهر اجتماعية قد تتسبب في إرباك الأمن و هتك حرمة القوانين ، أن يعطيها المسؤولون في الحكومة الكثير من الاهتمام و الأولوية في الحل على غيرها من القضايا الخاصة ، استشعاراً منهم بالمسؤولية أمام الله و الحكومة و الوطن ، و لن تسمح لهم أخلاقياتهم و قيمهم المهنية من جهة و الدينية من جهة أخرى ، أن يتركوا هذه القضايا عرضة لتحكم الأشرار و المفسدين من الانتهازيين و المحتالين لتحويلها إلى مصادر للتكسب غير المشروع على حساب هؤلاء المساكين و المعوزين الذين لم يبق لهم بعد الله إلى ولاة الأمر و أهل الخير و الفضل .. لذا وجب علينا العمل جميعاً لمد يد العون و طرق كل الخيارات المتاحة للتخلص من هذه الضائقة و عدم فسح المجال لها لتصبح ظاهرة تقض مضاجع الجميع .. و الله الموفق ..

السبت، 8 ديسمبر 2012

متى سنحترم التزاماتنا ؟


أنا أشهد أن كل الناشطين ممن عرفتهم خلال هذه الثورة هم من الأذكياء و المخلصين للوطن .. و لقد سمعت من معظمهم مبادرات هامة جداً في كل المجالات ..


و الحقيقة أنه لو تحقق 10 % مما سمعت من هذه المبادرات لكنا اليوم قد قطعنا الشيئ الكثير نحو المستقبل المطلوب ..
لكن الحقيقة أيضاً هي أن أقل من 10 % من هذه المبادارت الذي يتحول إلى مشاريع ناجحة .. و هذه نسبة متدنية جداً بل هي مصيبة كبيرة .. 

و السؤال المباشر هو لماذا ؟


في الواقع
 أني أشارك و قد شاركت في عدد من الفعاليات التي لا زالت تعمل حتى اللحظة و أهم ملاحظة قد تجيب على هذا السؤال هي:


أنه لا يوجد سلم أولويات على المستوى الشخصي للناشطين بالنسبة لأهمية الأدوار التي يلعبونها في هذه المشاريع و بينما تكون مشاركة الناشط في مشروع ما لها قدر عال من الأهمية و على أعلى الدرحات في سلم الأوليات عنده ، تكون للأسف عند الآخر غير موجودة على سلم أولوياته أصلاً بالرغم من التزامه في بداية الأمر .. و قس على ذلك بالنسبة لبقية المشاريع ..


فمشروع هام بالنسبة لك غير هام بالنسبة له ، و كلاكما عضوين مؤثرين في نجاح المشروع .. و طالما أن العملية مساهمات غير مأجورة فلا يوجد معيار للمحاسبة أو التدقيق حتى لا نخسر بعضنا البعض ..


و هكذا تضيع المشاريع على سلالم الأولويات الغير متوازنة أو الغير متناسبة .. و المشروع الذي يكتب له النجاح إذا لم يفضله الآخرون أو يفشلونه بسابق القصد و النية يأتي نجاحه ضعيفاً ناقصاً أو متأخراً ..


فمتى سنحترم التزاماتنا بالله عليكم أخبروني ؟
و الشكوى إلى الله ..

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

أثر الصراع السوري السوري على مشاريع الجالية السورية في الخليج العربي

عندما التقى وفد الجالية السورية باللجنة الوزارة العليا لتوزيع المساعدات في الانتركونتيننتال بعد عيد الفطر مباشرة .. كان لي شرف لقاء الشيخ أحمد الصياصنة و قد دار حديث سريع حول سبب تردد حكومة المملكة في التعامل مباشرة مع المجلس الوطني في ذاك الوقت أو مع قيادة الجيش الحر بخصوص المساعدات ..
و قد كان رد الشيخ مختصرا حيث قال : "في كل مرة كنت ألتقي بشخصية سياسية رسمية سعودية أطالبهم بالمزيد من الدعم كانو
ا ينتقدون السوريون على عدم اتفاقهم على مرجعية واحدة و التخريب على بعضهم البعض و هذا ما عطل الكثير من الترتيبات التي كانت ستعود على شعبنا في الداخل و الخارج بالفائدة" .

بعدها بأيام اتصل بي مدير المكتب الخاص لأحد الأمراء من الصف الأول و قال أنه تنامى إلى مسامهم وجود أعداد كبيرة من السوريين الذين لم يقبلوا في المدارس و أن صاحب السمو الملكي يريد أن يؤجر مدارس كاملة لاستيعابهم و تقديم منحة دراسية لهم و ذلك بوساطة أحد الأحزاب السياسية السورية والناشئة حديثا و الذي تم نشر اسمه على موقع الجالية ..
إلا أنهم لم يجدوا طريقة للوصول إلى هؤلاء السوريين سوى عن طريق إدارة الجالية .. فرحبنا بهم و تم الترتيب لهذه العملية على أن ترفع الأسماء مع نهاية شهر سبتمبر "9" ..

لكن الصادم في الموضوع أن الأخوة السوريين الغير راضين عن مشروع الجالية أخذوا بالتشهير بموقع الجالية و تخويف الناس و تحذيرهم منه و أنتم تعلمون مخيلتنا نحن السوريون و لكم أن تتوقعوا كل شيء .. فماذا كانت النتيجة ضعف في الإقبال على التسجيل و الاضطرار إلى تمديد المدة و كان ذلك حتى نهاية شهر 10 و هنا ظهرت حالات أخرى من التعطيل على هذه المنحة تمثلت بفتح مراكز خاصة للتسجيل للمنحة مما أساء من جديد لمصداقية العملية و حقيقة حالة المتقدمين لها و إعطاء صورة في منتهى السوء لمكتب الأمير حول صحة البيانات المتحصلة خصوصا و أنكم تعلمون أن الشريحة التي توجهت لها المنحة لا تحمل أوراق ثبوتية على الإطلاق و العملية كلها مبنية على الثقة بالمتقدم و المصداقية بإدارة الجالية في الوصول إلى المعلومة الصحيحة .. و كلا الأمرين تم نسفهما من قبل جماعتنا .. و في النهاية كان مجموع الطلبات لا يكفي إنشاء مدرسة واحدة في مدينة واحدة ..
فقد كان المطلوب 10 طلاب على الأقل في الصف الواحد ذكور و 10 إناث أي 10 ضرب 2 أيضاً ضرب 12 صفوف المراحل الدراسية أيضاً ضرب عشرة مدن تم استلام الطلبات منها يكون المجموع 2400 طالب أو على الأقل 240 طالب في مدينة واحدة و للأسف لم يتحقق أي واحد من المعيارين ..

و بفضل من الله أصدر خادم الحرمين عافاه الله و شفاه أمرا بقبول كل السوريين في المدارس ، فأنهى جزءاً كبيرا من المشكلة ، و تبقى طلبة المنحة الجامعية بانتظار نتائج القبول من المانح .. و نحن كذلك ننتظر ..

و هانحن اليوم أمام نفس المشكلة مع جماعتنا في قضية تصحيح الأوضاع الذي تم تكليف الجالية بجمع البيانات له .. نواجه نفس التدخل و التخريب في كل مدينة ، لكن هذه المرة للأسف بمساعدة بعض مشايخنا ..

إلى متى سنظل ضحية سلوكنا الغير منضبط ؟
إلى متى سنبقى مصرين على إيذاء بعضنا البعض بدعاوى لا تنتهي ؟
إلى متى سنبقى متناحرين لا نتعاون و لا نتكامل إلا إذا فرض علينا فرضاً و أجبرنا إجباراً ؟
إلى متى سيبقى هذا المحتاج الضعيف بيننا ضحية لتناحة عقول البعض أو سلماً لوصول الآخرين إلى طموحاته الشخصية ؟

السبت، 20 أكتوبر 2012

الاختلاف ما بين المجتمعات المتحضرة و المتخلفة

إن الاختلاف هو طيع البشر و السوريون بتنوعهم قد جعلوا للاختلاف أبعاداً أخرى ، و لا شك أن لكل منا الحق في أن يتبنى المعتقد أو الرأي الذي يراه مناسباً و أن يؤمن أنه الصحيح .. 
لكن الذي لا حق لنا فيه هو ازدراء معتقدات الآخرين أو محاولة تغييرها بدون دعوة أو مناسبة لذلك .
الطريقة الوحيدة المسموحة للدعوة إلى فكرك أو معتقدك أو رأيك هي إبراز أخلاقك الحسنة الراقية التي تعامل بها الآخرين و إظهار أدبك و احترا
مك لهم في مخاطبتهم ..
و اعلموا أيها الأخوة الأكارم أن المنافسة الحقيقية هي في إظهار المحبة و القدرة على الاستيعاب و سعة الصدر و القدرة على التحمل و العطاء و البذل و اللطف للآخرين و ليست المنافسة في إظهار الكراهية و الاستقواء و التكبر و التعنت و التململ و الإلغاء و اللؤم و الجلافة و الأنانية و حب الظهور ..
و اعلموا أيها الأحبة أن في التنوع و الاختلاف جوانب مفيدة كثيرة علينا استغلالها و هذه ميزة من أهم ميزات المجتمعات المتحضرة ، لا الوقوع في مضار التنوع و الاختلاف و إثارة جوانبها المؤذية المهلكة إذ لا فضل في ذلك و حدوثه لا يحتاج منا إلا إلى التجاهل و الجهل و الجهال و هذه ميزة من أهم ميزات المجتمعات المتخلفة ..
و جاليتنا هذه التي نبنيها هنا في المغترب قد أردناها قدوة لمجتمع متحضر يستفيد من تنوع أبنائه و اختلافاتهم لا أن يزيد في فرقتهم و تشتتهم ..
عصمنا الله و إياكم من كل سوء ..

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

أين الذي ألقيت مما ألقى الذي قبلك ؟!!!!



في كل مرة كنت أدعى فيها إلى حفل ما أو أحضر مجلس عزاء ، كان يطلب مني إلقاء كلمة أمام الحضور .. بعض الأحيان تكون الأفكار حاضرة و في بعضها تعز علي فلا أدري كيف أستخرجها ..
و المحرج أن الأخوة لا يقبلون اعتذاري عن الكلمة و يقولون لي : أستاذ أي شيء لا بد أن تلقي كلمة .. فأقول معتذراً: أيها الأخوة لا شيء في جعبتي الآن .. فيقولون : معقول ؟!! أنت لا تجد شيئاً !! ..
و كان هذا في معظم الأوقات يحرضني و يعطيني حافزاً قوياً ، إذ يفتح أمامي المواضيع كلها فلا أعود مكترثاً لموافقة المناسبة أو الأحداث الدائرة فأستطيع الاقتراب و الابتعاد قدر ما أشاء.

و ما أن أمسك الميكرفون و أنظر في عيون الحضور حتى تبدأ الأفكار بالانهمار، تهطل كأنها الأمطار ، لا أدري كيف ألملمها و أصنفها و أرتبها .. لكن مع الوقت أصبحت متمكناً منها متحكماً بها .. حتى لتكاد ترى الناس في أكثر الأحيان لا يريدونني أن أتوقف عن الكلام مهما أطلت .. و هذا من توفيق الله و فضله ..

إلا أنه في إحدى المرات كنت مع أحد الزملاء قد تصاحبنا إلى حفل و كان الرجل قد سمع عني و يتحين الفرص لتقييمي .. و كنت أرى في عينيه و أحس في رجفة صوته ، أنه يضمر لي شيئاً عجزت عن معرفته ، و بت جل الوقت حائرا في تفسير ما أحسه منه .. لكن كنت قد أعددت خطاباَ جيداً يناسب الحفل ، و أعربت لهم عن نيتي في مشاركتهم فرحبوا بي و طلبوا مني الاستعداد ، و كنت أقول في نفسي ربما يتغير حال صاحبي مني بعد سماع كلمتي .. فلما حان الوقت اعتذروا أن يعطوا دوري لأحد الضيوف على أكون بعده ، فأجبتهم ، فألقى الرجل كل ما أعددت من أفكار لم يترك لي واحدة أنجو بها و كأنه كان يقرأ مما كتب في رأسي ، و مع كل كلمة كان يلفظها كنت أحس أني إلى الموت أقرب ، و كلما كنت أهم بالانسحاب هرباً ، كان صاحبي يمسك يدي قائلاً انتظر يارجل بات دورك وشيكاً .. حتى إذا انتهى تمنيت أن الأرض ابتلعتني فلا أرى أحداً و لا أحد يراني .. و هكذا حتى نودي باسمي فخرجت فلم أدر ما أقول و بت ألمح وأختصر و أوجز و أعتصر لا أعرف من أين أبدأ و لا كيف أنتهي و كلما نظرت إلى صاحبي وجدته يلوح برأسه يمنة و يسرة فتزداد محنتي و تشتد أزمتي إلى أن لمعت لي نهاية مشرفة انتهى معها مأزقي و فرجت بها كربتي .. فحمدت الله على ستر ماء وجهي و حفظ كرامتي .. و عدت إلى مقعدي فجلست كأني قد عملت الدهر كله أعاهد نفسي على ألا أعد كلمة مسبقاً .. و التفت إلى صاحبي فرمقني بنظرة و السعادة تملأ عينيه و قال مستهزءاً أين الذي ألقيت مما ألقى الذي قبلك لكن لا بأس عليك قد أنقذت نفسك ..

فتذكرت ما قاله أبو الطيب المتنبي:
ومن العداوة ما ينالك نفعُهُ     ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ

الأحد، 14 أكتوبر 2012

ناقل الكفر ليس بكافر !!!!!!!!!!!!!!!



دخلت مرة مجلس عزاء فسلمت و جلست و الناس جماعات يتهامسون دارت القهوة على الحضور حتى وصلتني و كان بجواري رجل يكبرني فقدمته على نفسي فشرب و شربت ثم التفت إلي و شكرني و دعا الله بالخلاص لنا جميعاً فأمنت خلفه فقال : لقد أصابنا الذل بعد عز و المشتكى لله ، قلت لا بأس عليك و مما تشكو ؟ قال أنا في البلد زائر و لم أستطع تسجيل أولادي في المدارس و لم أترك باباً إلا و طرقته فلم أفلح .. قلت لما لا تتقدم بطلب المنحة الدراسية التي أعلنت عنها الجالية السورية في الخليج على بوابتها الإلكترونية ؟ قال تلك التي على الانترنت ؟ قلت : بلى .. قال: يا شيخ لا تصدق كله كذب و احتيال .. قلت و كيف ذلك ؟ قال أقص عليك ، قلت و أنا كلي آذان صاغية .. قال: في آخر مرة لمحاولات تسجيل الأولاد في المدرسة التقيت بشاب دلني على المنحة تبع الجالية و أعطاني عنوانهم على الانترنت ، و أنا مثلي مثل الكثيرين جئنا لا نحمل كمبيوترات و لا نعرف كيف نتعامل مع الانترنت .. فقصدت قريبا له ولد يدرس في الجامعة عله يساعدني .. فلما أتيته و أخبرته ما حدث لي و ما أريده منه ، قال لي: يا شيخ كبر عقلك هؤلاء مثلهم مثل جميع المحتالين الذين استغلوا الظروف للظهور الإعلامي و اغتنوا من حاجات الناس عن طريق جمع التبرعات ، و كل ما سيقومون به هو الحصول على البيانات للمزيد من الاحتيال على الناس و استغلالهم !! قلت يا أخي قيل لي أنهم يقدمون منحا دراسية لمن هم في حالتي من أصحاب الزيارات و العمرة و الحج المتخلفين .. قال يا رجل إنما هم يتجسسون على من هم في مثل حالتك ليجدوا طرقاً جديدة في جمع المال ، ألا يكفيك أنهم زادوا علينا كفيلاً جديداً أسموه المعرف تارة و المزكي لطلب المنحة تارة أخرى !! فهل سترضى بمساعدتهم على استغلال الناس ؟ قلت لا و الله لن يكون .. انتهى ..
التفت إلي قائلاً: يا عمي و الله لن نترك أحداً بعد اليوم يستغلنا أو يضحك علينا لقد اكتفينا من الأسد و نظامه ..
قلت له : لكن هكذا و بهذه البساطة حكمت على إدارة الجالية و ما يفعلوه دون أن تتأكد ؟!!
قال : يا عمي هذه الأفلام حفظناها ما عادت تمر علينا ..
قلت: يا أخي اتق الله في نفسك ثم فيهم ، و ما يدريك أن قريبك كذبك و لم يصدقك ؟
هلا استعرضت موقع الجالية الإلكتروني و قرأت ما كتب حول المنح الدراسية ؟
أضعف الإيمان ، هلا سألت أحداً غير قريبك ؟ ربما الرجل لم يتأكد بنفسه و إنما قد نقل عن شخص آخر و هكذا ، و لم يتأكد أحد ممن يروج لهذا الخبر ضد إدارة الجالية .. و تعرف المثل الذي يتداوله السوريون : "يلعن اللي عادها و ما زادها" .. فالتفت إلي محتداً قائلاً: و ماذا تعرف عنهم ؟
قلت نعم القوم هم لا يستلمون التبرعات و لا يجمعون الاشتراكات و يصرفون من جيوبهم لمساعدة أهلهم ، و المعرف أو المزكي إنما هو أي شخص لديه إقامة سارية المفعول يقوم مقام ولي الأمر أمام إدارة الجالية ..
فابتسم لي قائلاً : أحسبك منهم .. قلت: بلى .. قال: لا تزعل من كلامي فناقل الكفر ليس بكافر .. قلت في نفسي لا حول و لا قوة إلا بالله ..
قلت يا أخي: حرمت أولادك من خير متاح للجميع و تحرم غيرك أيضاً بكلام تنقله لا أنت تعلم صدقه من كذبه .. و تتبع كلامك بأنا نحن قوم لن يضحك علينا ..
أقول لك و توسع لي صدرك قليلاً .. قال: تفضل ، قلت :
نحن قوم لم نعد ننتظر من يخدعنا فقد بتنا نخدع أنفسنا بأنفسنا مجاناً .. نحن قوم أصبحنا لا نحتاج إلى الأعداء لتخريب حياتنا إذ نقوم بذلك عنهم تبرعاً عن طيب خاطر ، فنحن نخرب حياتنا بأيدينا إذ بتنا أعداء أنفسنا ..

السبت، 13 أكتوبر 2012

بين اللامبالاة و الخيانة .. نتعامل مع ناشطينا


كثيرا ما كنت أتساءل عن دوافع الناشط الحقوقي أو ناشط الرأي عندما يقع قيد الاعتقال و هو يدافع عن حقوق الناس أمام أرباب الظلم و الجور .. 
ما الذي جعله يعرض نفسه للمخاطر في سبيل غيره ؟!! هؤلاء الذين رضوا و طأطؤا رؤوسهم للظالم و جنده ، يشيحون بوجوهم دائماً عنه و كأنهم شامتون مما أصابه لا يكتفون أنهم لا يدعمونه و لا يقفون إلى جانبه و أنهم يتركونه في مواجهة السجن و التعذيب ، بل إنهم يستخفون بتضحيته و إقد
امه ، و منهم ما اعتبره غير ناضج و منهم من اتهمه بالسعي إلى الشهرة ، و منهم من أنكر عليه موقفه بدون أن يطلب ليه الناس !!!!!؟؟
كلما أذكر هؤلاء الأبطال تنقطع أنفاسي و أقف متسمراً أفكر: كيف نشهد كلنا على اعتقالهم و سجنهم و تعذيبهم و لا نحرك ساكناً من أجلهم ؟
كم هي خيانة عظمى لهم تلك التي نرتكبها كل يوم صباح مساء عندما نتركهم لأقدارهم وحيدين دون أن نمد لهم أيدينا ، دون أن نقاسمهم ؟
كم كنا خونة .. و كم كنا عديمي الضمير ..
أيها السوريون ألم تصحو ضمائركم ؟
أيها السوريون ألم تستيقظوا بعد ؟
أيها السوريون إلى متى سيبقى فيكم أهل الحق صامدون بدون دعمكم ؟
أيها السوريون متى ستنتقلون من مناصرتهم بالأقوال إلى مناصرتهم بالأفعال و الأموال ؟
عار على كل من يرضى لنفسه الراحة و الطمأنينة و أحد هؤلاء قد حرم منها ..
عار على كل من يشعر بالهناءة في عيشه و أحد هؤلاء الأبطال يتذوق مرارة التعذيب و الاضطهاد ..
أي عار هذا و أي خذلان و اندحار ..
ثم يأتي أحدنا يسأل: متى نصر الله ؟
أقول لكم : و متى سننصر بعضنا بعضاً حتى ينصرنا الله ؟

الأحد، 7 أكتوبر 2012

أنا و العلمانيون و ما دار بين سلطان و أكاتبي ..



مهما اختلفت المعايير العلمية في قبول الأمور أو رفضها ما بين الأحزاب السياسية أو أصحاب المدارس الفكرية إلا أنها تبقى في حدود المنطق المفهوم و المستوعب ، فعلى الأقل لا تخرج عن إمكانية التبرير العقلي ..
أما في حالة الأحكام الدينية فربما تصادفنا أحياناً أحكاماً قد لا تجد لها مبررات عقلية نتقبلها جميعاً لأسباب مرتبطة بخصوصية الدين نفسه و لهذا تبقى هذه الأحكام خاصة بأهل الأديان و المؤمنين بها ..
لكن أن تجد علمانيين يفرضون أحكاماً غير مبررة منطقياً و لا يقبلها العقل بأي حال من الأحوال فهذه ظاهرة تدعو للاهتمام ..
في الواقع كنت قد قرأت خلال السنتين الماضيتين كتابات قصيرة لعدد من العلمانيين – أعتذر عن ذكر أسمائهم – كانت تشير كتاباتهم تلك إلى رغبة جامحة لديهم لتقديم العلمانية كدين إلى جانب الأديان السماوية ، و قد سألت البعض من أصحاب هذه الكتابات عما إذا اعتبرنا أن رغبتهم تحققت ، فأي كتاب من كتبهم سيكون كتابهم المقدس ؟ و أي مفكر من رجالاتهم سيكون رسولهم و مرجعهم ؟ فاتهمني عندها جميع أصدقائي العلمانيين أني أتحامل عليهم و أفسر كلامهم في غير محله ..

لكن اليوم بات لدي دليل قوي أتركه بين أيديكم:

فقد كتب عصام سلطان على صفحته في الفيسبوك تحت عنوان "يسقط الإسلام السياسي و يحيا الفقر" حول ما دار بينه و بين الدكتورة آكاتبي و هذا نصه :

كانت الدكتورة أكاتبى، أستاذة العلوم السياسية فى اسطنبول، فى غاية الامتعاض بسبب صعود حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان إلى سدة الحكم، حين زارتنى فى مكتبى منذ عشرة سنوات، كانت متحفزة ومتوترة ومتشنجة، كانت تقطع بأن تركيا ستضيع، وسيُفرض الحجاب على النساء، وستصادر الحريات وستنهار الخدمات، وستعود تركيا إلى عصر الحريم ! وعليه فقد قررت مع زملائها النخبويين إعلان ا
لحرب الإعلامية والدفع بالمظاهرات والإضرابات الفئوية لإفشال أردوغان، تمهيداً لإسقاطه، والقضاء على مشروعه ..
وحين التقيتها منذ أيام سألتها : هل تحققت نبوءتك ؟ فلم تُجب، فكررت السؤال، فالتفتت عنى، فحاصرتها بقولى مستطرداً : إننى لم أرَ فرضاً للحجاب على النساء عندكم، كما لم أرَ أى مصادرة للحريات، وكل ما رأيته خلال زيارتى الحالية أن حكومتكم بقيادة أردوغان قد استطاعت أن تقفز بالناتج المحلى من 230 مليار دولار إلى 747 مليار، ونصيب الفرد من 3500 دولار إلى 10000 دولار، والاحتياطى من 28 مليار دولار إلى 140 مليار، وزيادة نسبة الإنفاق الحكومى على الصحة إلى 225%، ورضا المواطنين عن الخدمة الصحية من 39% إلى 76%، وحتى المعاقين فقد ارتفعت نسبة الوظائف لهم من 10% إلى 38%، كل تلك القفزات حدثت خلال السنوات العشر التى حكمها الاسلام السياسى بقيادة أردوغان، بل الأغرب أن حكومتكم سَتُقْرِض صندوق النقد الدولى 5 مليار دولار !!! ألا ترين أنها إنجازات كبيرة فى مدة قليلة ؟ أجابت بحدة : أدرك ذلك جيداً فأنا أستاذة علوم سياسية، قلت إذن أين المشكلة ؟ إن معلوماتى أن حزب الشعب الذى تنتمين إليه أنتِ والنخبة المدنية المتحالفة مع العسكر، هو الذى صادر الحريات ومنع الحجاب بالجامعات وحظر الآذان وأذاق الشعب التركى ألوان الفقر والفساد والفشل لأكثر من ستين عاماً حكم فيها البلاد، ولولا صعود الاسلام السياسى لانتهت تركيا، ردَّت بصوتٍ محبط : نعم قلت لك أدرك ذلك جيداً، ولكنى لا أُطيق النظر إلى هؤلاء القادمين من حركات الاسلام السياسى، هؤلاء خطر على تركيا ! إننى أكرههم وأكره أفكارهم، يسقط الاسلام السياسى .. حينئذٍ لم أتمالك نفسى وهتفت وراءها .. ويحيا الفقر ..!!
هذا الحوار عن تركيا .. وليس عن مصر ..

و هل نهاية هذا الحوار إلا دليل واضح على ما أصبح عليه بعض العلمانيين من تطرف و بعد عن المنطق و العقل و تشبههم بمن ينتقدونهم من المتطرفين ..

السبت، 29 سبتمبر 2012

أيها السوريون ما الذي يحدث لكم بين الحقوق و الواجبات ؟




أخي السوري أن يكون لك اعتقادك الخاص فهذا حق لك
أخي السوري أن يكون لك توجه سياسي فهذا حق لك
أخي السوري أن يكون لك رأيك الشخصي فهذا أيضاً حق لك
أخي السوري أن يكون لك موقف ما فهذا أيضاً حق لك
أخي السوري أن يكون لك طموحك الخاص أيضاً حق لك
أخي السوري أن يكون لك هدف ما فهذا أيضاً حق لك

لكن أن يكون لك إطار وطني إنساني جامع واحد مع أبناء بلدك أينما تكون فهذا واجب عليك ..
لا تقل لا أعرف كيف هو أو أين ؟ فالبحث عنه أيضاً واجب عليك ..
و لا تقل احترت فيما وجدت فما الأصلح ؟ فاكتشاف الأعم و الأولى أيضاً واجب عليك ..

أخي .. اهتمامك فيما هو حق لك ، و تجاهلك لما هو واجب عليك ، دليل على قلة الوجدان لديك ..

إذ كيف ترضى أن يقدم لك أخوانك عونهم عند حاجتك ، و عندما يحتاجوك يطلبوك فلا يجدوك ؟!! ..
بل كيف ترضى أن يؤثرك الناس على أنفسهم في الوقت الذي تؤثر نفسك عليهم ؟!! ..

أما سمعت قوله عليه الصلاة و السلام: "يد الله مع الجماعة"

أما طالت مسامعك هذه الأبيات من الشعر لمعن بن زائدة يوصي أبناءه:
كونوا جميعـــاً يا بنيَّ إِذا اعتـرى         خطبٌ ولا تتفرقــــوا آحـادا
تأبى الرماحُ إِذا اجتمعْنَ تكـســراً         وإِذا افترقْنَ تكسرتْ أفـرادا

أخي السوري إعلم أنه مهما كانت ذرائعك ، فبهذا السلوك الذي تقطع به المدد عن أهلك و تطيل عمر أعدائك تعكس وجهاً سيئاً لمبادئك و قيمك و عقيدتك ..

ألا تتفق معي أن إهمالك لواجباتك يعرض حقوقك للإهدار ..

أخي السوري بعد هذا إياك أن تأتي قائلاً: طال أمد الثورة ، متى ننتصر ؟!!

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

أيها السوريون .. أرجوكم إقرأوا

أيها السوريون يا شعبي و أهلي و أصحابي و أحبابي 



أرجوكم إقرأوا أكثر مما تتكلموا 
أتوسل إليكم إقرأوا قبل أن تحكموا
أستحلفكم بالله أن تقرأوا قبل أن تقدموا على أي عمل

المعلومات أصبحت هذه الأيام في متناول الجميع ..

أخي السوري ... إذا كنت من حملة الشهادات فهذا لا يعني أنك تعلم كل شيء أرجوك إقرأ

أخي السوري ... إذا كنت صاحب علاقات واسعة مع الناس فهذا لا يعني أنك تفهم في كل شيء أرجوك إقرأ

أخي السوري ... إذا كنت صاحب وظيفة مهمة فهذا لا يعني أنك مطلع على كل شيء أرجوك إقرأ

يا أهلي أرجوكم إقرأوا ... لقد امتلأت صدورنا قيحاً من التذاكي و الفهلوية و التنطع و اللف و الدوران و التحايل و التمايل و الغمز و اللمز و إساءة الظن و ضياع الوقت و الجهد و المال ..

يا أهلي أرجوكم إقرأوا بوعي و بعناية و بفهم ..

يا أهلي أرجوكم لقد استنفذت جميع مواردنا و لم يبق لنا إلا الوقت أتوسل إليكم ألا تضيعوه هو أيضاً ...

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

المنغلقين في المنظمات التي تتطلب التغيير



للمنظمات دورة حياة كما لأي شيء في هذا الكون و في كل مرحلة تحتاج المنظمة إلى قيادات من نوع مختلف يتناسب مع طبيعة المرحلة من تحديات و مخاطر و أطماع و منافسين    ..
بعض الشخصيات المنغلقة على التغيير و التي تكون قد أصيبت بالسادية و الغرور بسبب النجاح الذي تحقق على أيديها ، فيظن أصحابها أنهم مناسبون لكل المراحل و الظروف و جميع أنواع الوظائف و المناصب طالما أنهم نجحوا في المرحلة السابقة و أن قيادتهم في أي مكان حاجة بل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها  ..
و على خلاف أصحاب الشخصيات المنفتحة على التغيير الذين يملكون قدرة عالية على محاكاو التغيرات و يستطيعون التكيف مع المتطلبات الراهنة و الاحتياجات الحاصلة بما لديهم من قابلية على  إعادة التنصيب في أماكن جديدة و القدرة على اكتساب مهارات متنوعة ..
و بقليل من الصبر نجد أن المنغلقين عند أول تغيير في المنظمة تنكشف عوراتهم و يبدأ عجزهم بالظهور و ذلك لعدة أسباب أهمها:
·        اعتمادهم على النظام أكثر من اعتمادهم على العلاقات
·        تفضيلهم للروتين على التغيير
·        ارتياحهم للأنماط الإدارية التقليدية و خوفهم من الأنماط الابداعية
·        اتكالهم على الشكليات أكثر من المضمون
·        التصاقهم الشديد بالواقع و حذرهم الشديد من المستقبل
و لهذا فإن سلوكهم الإداري يتجه إلى :
·        مقاومة التغيير بكل أشكاله
·        المحافظة بشكل أكبر على النظام الحالي و تمكينه و تجميله
·        محاربة العمليات التطويرية بمنتهى التطرف و التعسف
·        محاولة تشويه سمعة رواد التغيير بأي وسيلة أو شكل و إبعادهم عن مراكز التأثير
و بالرغم من ذلك فإن أصحاب هذا الأنماط الشخصية يعتبروا في غاية الأهمية في مراحل معينة من دورة حياة المنظمة إلا أن المصابين منهم بالسادية و الغرور قد تتفاقم أوضاعهم عند حدوث التغيير و عدم تجاوبهم مع المتغيرات و تظهر عدائيتهم من خلال عدد من الظواهر التالية  :
·        أولاً     فقدان المرونة في النقاش
·        ثانياً     تحويل الخلاف في وجهات النظر حول الأعمال إلى خلافات شخصية
·        ثالثاً     التمترس خلف التجارب القديمة و رفض التباحث فيما هو جديد
·        رابعاً    جعل أنفسهم في محور العالم الذي يدور من حوله كل شيء
·        خامساً تعمد الاصطدام مع الناس لأي سبب مهما كان تافهاً أو صغيراً
·        سادساً   إقحام إنجازاتهم و شهاداتهم و معارفهم من أصحاب النفوذ عند كل مأزق حواري ..
·        سابعاً   اعتبار أنفسهم المقصودين بكل انتقاد أو توجيه أو نصيحة أو ملاحظة ..
·        ثامناً    إساءة الظن بالآخرين و الاعتقاد أنهم محبوبين مهما فعلوا ..
·        تاسعاً   جموح شديد إلى إظهار فضلهم و نفوذهم عند كل سانحة ..
·        عاشراً تفلتهم عن الأدب و الكياسة عند مطالبة الآخرين الالتزام بهما ..
و الجميل في الأمر أن هؤلاء المرضى السلوكيين لا يسمح لهم مرضهم هذا من التحالف مع بعضهم البعض لإفشال عمليات التغيير و ذلك لجوهر عصابهم و كنه دائهم ، فلا يقبل واحدهم أن يكون تابعاً للآخر و إن سانده آنياً فإنه لا يلبث أن ينقلب عليه سريعاً ، مما يعطي الفرصة تلو الفرصة للتغيير أن ينجح في استقطاب أصحاب السلوك المنغلق الغير مصابين بهذه الأمراض و بالتالي يمنح عمليات التغيير الفرصة لتحقيق أهدافها و الوصول إلى غاياتها و على هذا تسير الحياة ..
فلا يبتئس رواد التغيير و التطوير من ظهور هذه الأنماط السلوكية عند البعض فهي لازمة في أوقات الاستقرار و يمكن تدريب غالبيتهم على تقبل قدر يسير من التغيير مع الوقت بحيث يستمر تحسين الأمور حتى تتغير كلياً ..
لكن بالنسبة لمن أصابته السادية و الغرور فلا بد من تحويلهم إلى عيادات الطب النفسي للعلاج و الاستشفاء و هذه مهمة ليست بالسهلة لأنهم غالباً لا يتركون الفرصة للتعامل معهم برفق إذ يرتكبون حماقات كبيرة لا يمكن حلها إلا بإقصائهم خارج المنظمة مما قد يزيد في سوء حالتهم المرضية و أثرها على عائلاتهم أو أصدقائهم ، إذ ربما هو التطور الطبيعي لهذا النوع من الأمراض السلوكية التي تنتهي بأصاحبها في عيادات الطب النفسي أو السلوكي .. 

السبت، 8 سبتمبر 2012

جمع بيانات النازحين تجارة بدأت تزدهر



لم يكن أحد يتوقع أن فجوة كبيرة سوف تنشأ بين معرفة احتياجات جميع السوريين الذين تضرروا في الداخل و الخارج و إمكانات المانح العربي و الدولي . هذه الفجوة التي خلقت سوقاً سوداء لعدد من تجار الدعم الإغاثي و الإنساني مهدت لهم الطريق و فتحت أمامهم أبواب جمع المال و المساعدات بدون ضوابط أو شروط تقيدها أو تنظمها ..
فغياب جهة رسمية واحدة معتمدة من المجتمع الدولي أو العربي عن تنظيم العمل الإغاثي و الإنساني أجبر الكثير من المغتربين الشرفاء على تنظيم شبكات دعم إنساني لإغاثة أهلهم و أبناء بلدهم من المتضررين و بالرغم من تأسيس عدة هيئات ذات طابع دولي و مرجعية رسمية للمجلس الوطني السوري أو لغيره من الأحزاب الكبيرة أو التيارات الدينية العريضة إلا أنه مع الوقت و مع ازدياد إجرام نظام الأسد و تدميره للمدن و القرى و إمعانه في قتل السوريين فقد اتسعت رقعة الحاجة على أرض سورية و خارجها و ازدادت الشبكات الإغاثية و تنوعت مهامها و طرق عملها ..

لقد كان هذا التكاثر السريع لهذه الشبكات الإغاثية استجابة عفوية و مباشرة لكثرة الأحياء و القرى المدمرة و كثرة عدد العائلات النازحة و أعداد الجرحى و المحتاجين لكل أنواع الدعم الإنساني ، و كان انتشار هذه الشبكات على امتداد البقاع التي يتواجد عليها السوريون المغتربون من هذا العالم أمراً حتمياً لتأمين المال و الدعم اللازم بأكبر ما يمكن ، إلا أن فقدان التنظيم و الرقابة و غياب الضوابط القانونية و الأخلاقية قد أفرز مجموعة من الانتهازيين الذين انخرطوا في بداية الأزمة مع المجموعات الإغاثية و اختبروا تحديات العمل الإغاثي و فهموا آلياته وكيفية تأمين الموارد المطلوبة لاستمراره ، و رأوا أمامهم فرصاً كثيرة للإثراء على حساب هؤلاء المحتاجين و من جيوب المانحين سواء الأفراد أو الشركات أو حتى الدول في بعض الأحيان ..

و الذي يتابع أحداث الثورة السورية و ما حل بالسوريين و تتاح له الفرصة للاطلاع على بعض تفاصيل العمل الإغاثي يدرك مباشرة أن هناك ثلاثة مكونات أساسية للعمل الإغاثي هي :
·         المنكوبين
·         المانحين
·         شبكات الإغاثة ..
حيث أن الحاجة هي التي تضمن استمرار العمل الإغاثي وهي تتلخص بأنواع الحاجات التالية :
·         حاجة المنكوبين للمانحين
·         حاجة المانحين لمعرفة المنكوبين
·         حاجة كلا المنكوبين و المانحين إلى شبكات الإغاثة لتوصيل المساعدات
كما أنه هناك أربعة عوامل رئيسية لنجاح هذا العمل هي:
·         توفير البيانات التي تتعلق بعدد المحتاجين و توزعهم الجغرافي و تحديث هذه البيانات من وقت إلى آخر.
·         التعرف على المانحين المهتمين بتقديم الدعم المادي المالي أو العيني و معرفة إمكاناتهم و التواصل الدائم معهم.
·         وجود شبكة نقل و توصيل لهذه المساعدات لديها المرونة و القدرة على محاكاة الإجراءات الأمنية التي يفرضها النظام في الداخل من وقت إلى آخر ..
·         و هناك العامل الأخلاقي الأهم في هذه البنية العملية و الذي يتلخص في ثقة المانح بعامل الإغاثة على توصيل المساعدات ..
لكن في هذا النموذج للعمل الإغاثي تظهر مشكلات أهمها:
·         فقدان القدرة على تحديد نطاق عمل الشبكات الإغاثية ..
·         صعوبة التأكد من صحة الاحتياجات في نطاق كل شبكة ..
·         صعوبة التأكد من نزاهة العاملين في هذه الشبكات ..
·         فقدان الضوابط و القوانين التي تحكم العمل الإغاثي و الاعتماد على عامل الثقة فقط ..
·         عدم القدرة على الرقابة ..
و السبب هو :
·         غياب المؤسسات التي تفرض القوانين أو تضعها في حيز التطبيق ..
·         تداخل عمل الشبكات الإغاثية مناطقياً بشكل معقد ..
·         نزوح السكان المستمر من مكان إلى آخر ..
·         غياب التخصص بكل أشكاله إلا ما ندر ..

و عليه يتضح للقارئ بعد جولة سريعة على العمل الإغاثي أن الفجوات كثيرة التي يتمكن من استغلالها لصوص المساعدات للإثراء على حساب الدمارو الدماء و ألخصها بالآتي:
·         إرسال المساعدات المالية و العينية إلى نفس الجهة أو المنطقة عدة مرات في مقابل حرمان الآخرين لغياب الرقابة ..
·         اقتطاع هامش كبير من المساعدات بحجة مصاريف النقل أو التحويل أو التوصيل لا يمكن محاسبته عليها لغياب القوانين ..
·         إمكانية سرقة قسم كبير من المساعدات لغياب المحاسبة ..
و بالتالي فإن أي لص مساعدات سوف يسعى إلى :
·         تجميع البيانات عن المنكوبين و المحتاجين و سوف يستغل حاجتهم ليحصل منهم على بياناتهم بمجرد أن يلمح لهم إلى أية حاجة من احتياجاتهم الكثيرة و سوف يحرصون على مده بالمعلومات.
·         الوصول إلى المانحين المهملين و اللامبالين أو إلى المتأمرين ممن يعمل لصالح المانحين و إغرائهم بالحصول على جزء من الصفقة ..
·         حملة إعلامية لتغطية وصول شيء من هذه المساعدات مما يضمن الاستمرار في العمل الإغاثي ..

و أهم العوامل التي يجب علينا السعي لها و توفيرها لضمان نزاهة العمل الإغاثي و عدم تحوله إلى تجارة الهدف منها تحقيق الربح ما يلي:
·         التعامل مع المنظمات و ليس الأفراد ..
·         التعامل مع المنظمات النزيهة ذات الشفافية و التنظيم الجيد ..
·         التعامل مع المنظمات المتخصصة و الابتعاد عن تلك التي تدعي العمل في كل شيء ..
·         التعامل مع المنظمات المستقلة و الابتعاد عن المنظمات التي تتبع للأحزاب أو التيارات السياسية أو حتى الدينية ، لأنها تغذي الفرقة و التشتت و تساعد على تقسيم البلاد و العباد و التمهيد لحروب أهلية بسبب المال السياسي .
·         متابعة نشاط المنظمات الإغاثية و مطالبتها بالتوثيق و التقارير الدائمة كشرط للاستمرار في تقديم الدعم ..

و في النهاية أوجه نصيحتي إلى أخواني السوريين المحتاجين ألا يعطوا بياناتهم لأي جهة غير رسمية أو لا تتوافر فيها صفة الإشهار و الإعلام و الانتشار حتى لا تعينوا المستغلين و الانتهازيين على سرقة المتبرعين و المانحين ، فهؤلاء يستخدموها لجمع التبرعات و المساعدات لأنفسهم و من يأتمرون بأمرهم ..
و حذاري من الأفراد ما لم يكونوا هم أنفسهم المتبرعين و الموصلين للتبرعات أو المساعدات ..
كما أحذركم من رسائل الجوال و شبكات التواصل الاجتماعي التي يستغلها اللصوص للعب على وتر الحاجة عندكم و الاتجار ببياناتكم و الإثراء من التبرعات التي ترصد لمساعدتكم ..
و إياكم من القول أن إعطاء هذه البيانات "إن لم تنفعنا لن تضرنا" فهذا ضرب من الإهمال و مشاركة في أعمال الاحتيال و هدر لأموال المحسنين و حرمان أنفسكم و أخوانكم من المحتاجين ..