مهما اختلفت المعايير العلمية في قبول الأمور أو رفضها ما
بين الأحزاب السياسية أو أصحاب المدارس الفكرية إلا أنها تبقى في حدود المنطق
المفهوم و المستوعب ، فعلى الأقل لا تخرج عن إمكانية التبرير العقلي ..
أما في حالة الأحكام الدينية فربما تصادفنا أحياناً أحكاماً
قد لا تجد لها مبررات عقلية نتقبلها جميعاً لأسباب مرتبطة بخصوصية الدين نفسه و
لهذا تبقى هذه الأحكام خاصة بأهل الأديان و المؤمنين بها ..
لكن أن تجد علمانيين يفرضون أحكاماً غير مبررة منطقياً و لا
يقبلها العقل بأي حال من الأحوال فهذه ظاهرة تدعو للاهتمام ..
في الواقع كنت قد قرأت خلال السنتين الماضيتين كتابات
قصيرة لعدد من العلمانيين – أعتذر عن ذكر أسمائهم – كانت تشير كتاباتهم تلك إلى رغبة
جامحة لديهم لتقديم العلمانية كدين إلى جانب الأديان السماوية ، و قد سألت البعض
من أصحاب هذه الكتابات عما إذا اعتبرنا أن رغبتهم تحققت ، فأي كتاب من كتبهم سيكون
كتابهم المقدس ؟ و أي مفكر من رجالاتهم سيكون رسولهم و مرجعهم ؟ فاتهمني عندها
جميع أصدقائي العلمانيين أني أتحامل عليهم و أفسر كلامهم في غير محله ..
لكن اليوم بات لدي دليل قوي أتركه بين أيديكم:
فقد كتب عصام سلطان على صفحته في الفيسبوك تحت عنوان "يسقط
الإسلام السياسي و يحيا الفقر" حول ما دار بينه و بين الدكتورة آكاتبي و هذا
نصه :
كانت الدكتورة أكاتبى، أستاذة العلوم السياسية فى اسطنبول، فى غاية الامتعاض بسبب صعود حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان إلى سدة الحكم، حين زارتنى فى مكتبى منذ عشرة سنوات، كانت متحفزة ومتوترة ومتشنجة، كانت تقطع بأن تركيا ستضيع، وسيُفرض الحجاب على النساء، وستصادر الحريات وستنهار الخدمات، وستعود تركيا إلى عصر الحريم ! وعليه فقد قررت مع زملائها النخبويين إعلان ا
لحرب الإعلامية والدفع بالمظاهرات والإضرابات الفئوية
لإفشال أردوغان، تمهيداً لإسقاطه، والقضاء على مشروعه ..
وحين التقيتها منذ أيام سألتها : هل تحققت نبوءتك ؟ فلم تُجب، فكررت السؤال، فالتفتت عنى، فحاصرتها بقولى مستطرداً : إننى لم أرَ فرضاً للحجاب على النساء عندكم، كما لم أرَ أى مصادرة للحريات، وكل ما رأيته خلال زيارتى الحالية أن حكومتكم بقيادة أردوغان قد استطاعت أن تقفز بالناتج المحلى من 230 مليار دولار إلى 747 مليار، ونصيب الفرد من 3500 دولار إلى 10000 دولار، والاحتياطى من 28 مليار دولار إلى 140 مليار، وزيادة نسبة الإنفاق الحكومى على الصحة إلى 225%، ورضا المواطنين عن الخدمة الصحية من 39% إلى 76%، وحتى المعاقين فقد ارتفعت نسبة الوظائف لهم من 10% إلى 38%، كل تلك القفزات حدثت خلال السنوات العشر التى حكمها الاسلام السياسى بقيادة أردوغان، بل الأغرب أن حكومتكم سَتُقْرِض صندوق النقد الدولى 5 مليار دولار !!! ألا ترين أنها إنجازات كبيرة فى مدة قليلة ؟ أجابت بحدة : أدرك ذلك جيداً فأنا أستاذة علوم سياسية، قلت إذن أين المشكلة ؟ إن معلوماتى أن حزب الشعب الذى تنتمين إليه أنتِ والنخبة المدنية المتحالفة مع العسكر، هو الذى صادر الحريات ومنع الحجاب بالجامعات وحظر الآذان وأذاق الشعب التركى ألوان الفقر والفساد والفشل لأكثر من ستين عاماً حكم فيها البلاد، ولولا صعود الاسلام السياسى لانتهت تركيا، ردَّت بصوتٍ محبط : نعم قلت لك أدرك ذلك جيداً، ولكنى لا أُطيق النظر إلى هؤلاء القادمين من حركات الاسلام السياسى، هؤلاء خطر على تركيا ! إننى أكرههم وأكره أفكارهم، يسقط الاسلام السياسى .. حينئذٍ لم أتمالك نفسى وهتفت وراءها .. ويحيا الفقر ..!!
هذا الحوار عن تركيا .. وليس عن مصر ..
وحين التقيتها منذ أيام سألتها : هل تحققت نبوءتك ؟ فلم تُجب، فكررت السؤال، فالتفتت عنى، فحاصرتها بقولى مستطرداً : إننى لم أرَ فرضاً للحجاب على النساء عندكم، كما لم أرَ أى مصادرة للحريات، وكل ما رأيته خلال زيارتى الحالية أن حكومتكم بقيادة أردوغان قد استطاعت أن تقفز بالناتج المحلى من 230 مليار دولار إلى 747 مليار، ونصيب الفرد من 3500 دولار إلى 10000 دولار، والاحتياطى من 28 مليار دولار إلى 140 مليار، وزيادة نسبة الإنفاق الحكومى على الصحة إلى 225%، ورضا المواطنين عن الخدمة الصحية من 39% إلى 76%، وحتى المعاقين فقد ارتفعت نسبة الوظائف لهم من 10% إلى 38%، كل تلك القفزات حدثت خلال السنوات العشر التى حكمها الاسلام السياسى بقيادة أردوغان، بل الأغرب أن حكومتكم سَتُقْرِض صندوق النقد الدولى 5 مليار دولار !!! ألا ترين أنها إنجازات كبيرة فى مدة قليلة ؟ أجابت بحدة : أدرك ذلك جيداً فأنا أستاذة علوم سياسية، قلت إذن أين المشكلة ؟ إن معلوماتى أن حزب الشعب الذى تنتمين إليه أنتِ والنخبة المدنية المتحالفة مع العسكر، هو الذى صادر الحريات ومنع الحجاب بالجامعات وحظر الآذان وأذاق الشعب التركى ألوان الفقر والفساد والفشل لأكثر من ستين عاماً حكم فيها البلاد، ولولا صعود الاسلام السياسى لانتهت تركيا، ردَّت بصوتٍ محبط : نعم قلت لك أدرك ذلك جيداً، ولكنى لا أُطيق النظر إلى هؤلاء القادمين من حركات الاسلام السياسى، هؤلاء خطر على تركيا ! إننى أكرههم وأكره أفكارهم، يسقط الاسلام السياسى .. حينئذٍ لم أتمالك نفسى وهتفت وراءها .. ويحيا الفقر ..!!
هذا الحوار عن تركيا .. وليس عن مصر ..
و هل نهاية هذا الحوار إلا دليل واضح على ما أصبح عليه
بعض العلمانيين من تطرف و بعد عن المنطق و العقل و تشبههم بمن ينتقدونهم من
المتطرفين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق