السبت، 29 ديسمبر 2012

تيتي تيتي ..




لقد اعتدت على موضة وجود ما يسمى رؤية و رسالة المنظمة في مطبوعاتها الرسمية طبعا أسوة بالمنظمات الغربية و غالبا ما يكون المكلف باختيار أفضل العبارات الرنانة هم أصحاب اللغة العربية .. مع أن الرؤية هي الهدف الاستراتيحي البعيد و الرسالة هي توضيح لكيفية الوصول إلى هذا الهدف الاستراتيحي البعيد إلا أن التقليد الأعمى تطلب ذلك و ليست الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي الذي بقي حبيس دماغ المؤسسين .. 

و مع انتشار ظاهرة تأسيس المنظمات بين أفراد المجتمع السوري فقد ظهرت موضة جديدة هي موضة الهيكل التنظيمي الذي و بنفس الطريقة تم التعامل معه على أنه زركشة إضافية لمطبوعات المنظمة و فقرة ترفيهية تدرج في جدول أعمال معظم لقاءات المنظمة ، يقوم أحد أعضاء مجلس الإدارة الظرفاء بالحديث عن هوايته و هواية زملائه بقية أعضاء مجلس الإدارة في اهتمامهم في رسم المربعات و المستطيلات و الربط بينها بطريقة فنية تتناسب مع شريحة العرض من جهة و بما يتنافس مع ما يرسمه الغربيون باللون و التشكيلات الهندسية ، و ذلك خلال فقرة الشرح لهذا الهيكل التنظيمي .. و الملفت للانتباه هو الاعتبارات الحديثة عند هؤلاء القوم الظرفاء "المؤسسين الجدد" من أن التوفير في استخدام المربعات و المستطيلات و ترك عدد منها بلا ارتباط و توزيعها على شرائح العرض بطريقة متناسبة و متناظرة هو اكتشاف نوعي لمبدأ جديد أسموه "الرؤية العامة في عرض الهياكل التنظيمية" ينسب لهم في هذا العصر و طبعا يعقبون بكل تواضع أن الفضل للثورة ..

و الجدير بالاهتمام أن الجميع يرى الضرر بأم عينيه بسبب عدم وجود التخصص إلا أنهم متفقون على مبدأ "أعطوه وقت" عند التعليق على ما يهدر في عملية التأسيس من طاقات و موارد ، بدعوى أن التأسيس يحتاج إلى وقت طويل و إلى تجارب كثيرة و يجب أن يعطى القائمين على التأسيس بضع سنين ليستكملوا تنظيمهم ..

و هذا حقيقي فالسوريون لم يكونوا يوما عابئين بالموارد أو بالوقت و إلا لما بقي آل الأسد كل تلك السنين ، و لا أظنهم بعد الثورة أصبحوا عابئين .. لا زالت المناصب تعطى للأصدقاء و الأقرباء و لا زال المشايخ يباركون لمن يكرمهم و يظهرهم و يضع أسماءهم في قوائم المؤسسين و يحاربون من لا يحذو حذوهم .. و لا زال الخبراء و أهل الفن مستبعدون لألا يكشفوا المستور فيقع المحظور و ينطبق عليهم المثل المشهور "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي" لا .. و فوقها الفضيحة أيضاً .. و على الله ..


هناك تعليق واحد: