الاثنين، 31 ديسمبر 2012

بين الإخلاص و الإفلاس



فلان بن فلان رئيس مجلس إدارة رابطة كذا و رئيس مكتب تنفيذي في تجمع كذا و منسق عام في تنسيقية كذا و مدير العلاقات العامة في مجلس كذا و مدير البرامج و الخدمات في ائتلاف كذا و مسؤول مالي في حزب كذا و عضو الأمانة العامة في لجنة كذا و عضو مجلس الإدارة في هيئة كذا و مسؤول الإعلام في مؤسسة كذا .. شي أربع و أربعين منصب أو وظيفة ..
و الأسبوع الماضي دخل في مشادة مع أحد أعضاء أحد التيارات لرفضهم تسميته في منصب من المناصب التي توزع على الأحباب ..
و الذي يعتقد أني أمزح فهو متفاءل كثيرا .. أنا أؤكد لكم أني أروي لكم الحقيقة و حتى لا يكون تشهيرا لم أذكر الاسم ..
و للمعلومية يوجد من هذا الطراز الكثيرين بعضهم بعشرين منصب و بعضهم الآخر بخمسة عشر و بعضهم بعشرة و بعضهم بخمسة و نادرا ما تجد ناشطا بمنصب واحد ..
و حتى لا تقولوا لي و أنت لماذا تستثني نفسك أقول : أما بالنسبة لي فأنا بالإضافة إلى العمل الذي أقتات منه فإني أقوم بمهام الرئيس التنفيذي في الجالية أسد معها بعض النقص في مجلة الجالية و بعض الأعمال في الإدارة بسبب "جماعة الأربعة و أربعين" و من على سنتهم و منهجهم و الباقي هي عضويات لا أتحمل معها أية مسؤولية .. و بالرغم من التخطيط للقيام بحق هذه المسؤوليات إلا أنني أجد نفسي متعبا دائما و مقصرا بحق بيتي و أولادي ..
لكني أتساءل و أسألكم جميعاً:
بالله عليكم ألم يسأل أحدكم نفسه كيف سيؤدي مهامه تجاه أكثر من وظيفة إضافة إلى عمله الرئيسي ؟
بالله عليكم ألم يسأل أحدكم نفسه كيف ستنجح المنظمة التي اعتمدت عليه و هو لديه مسؤوليات في أربعين منظمة ؟ أو حتى اثنتين أو ثلاثة ؟
بالله عليكم كيف تعتقدوا أن الناس سيثقون بهذه المنظمات التي تؤسسونها و يرون أسماءكم تتكرر في معظمها ؟
بالله عليكم كيف تثقوا بأنكم ستحققوا النجاح ؟
بالله عليكم لم لا تفسحوا المجال لغيركم ؟
بالله عليكم هل أنتم جادون فيما تفعلون ؟
بالله عليكم ما الطراز القيادي الذي تقتدون به أو من هي الشخصيات القيادية التي تعتبرونها مثلا أعلى لكم غير شخصيات حزب البعث و عصابة الأسد ؟
متى ستنتهي هذه الحالة من استغباء الناس و استجهالهم و اللعب على حاجاتهم و عواطفهم ؟
بالله عليكم متى ستنتهي هذه الحالة من الاستهتار بالموارد و الطاقات و الخبرات و الأوقات ؟
بالله عليكم متى سنقوم بعمل جيد نخلص في أداء حقه و نحقق أهدافه ؟
و يتهمونك بإحباط الناس إذا قلت لهم الحقيقة المرة ، و هي أن أزمتنا لا زالت مستمرة و أن المتآمرين علينا لا زالوا يراهنون على تشتتنا و شرذمتنا و هدرنا للفرص و الموارد و تسمع من هنا و هناك من يقول لك : تعبنا و لم نعد نحتمل أكثر ..
و أقول لما لا تستريحوا و تريحوا ؟ لما لا تتخصصوا بحسب اختصاصاتكم و تضعوا مصالحكم في أيدي خبرائكم ؟ ألم تستمعوا إلى رسول الله يقول : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ألم تعلموا أن الله يقول في محكم التنزيل :"و اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنين"
ألا تخشون دعاء الناس عليكم ؟ طيب .. ألا تخشون حساب الله لكم ؟
هل من المعقول أن يطلب صاحب المناصب رضى الله بسخطه ؟!!!!!!!!!!!!!!!
و أنتم أيها الناس تعذرونهم و تعطوهم الأعذار العذر تلو العذر هل اعتدتم وجود أسد في حياتكم تحنون إليه بعد طاغيتكم الذي تحاربونه ؟
تستجيبون لهم و لا تمنعون عنهم مواردكم و لا طاقاتكم و لا أوقاتكم و فوقها تعذرونهم و تطلبوا لهم الأعذار .. ثم يأتي أحدهم و يقول ما قال رسول الله في حق صيانة المحبة بين الأهل و الأقارب و الأصدقاء و الجيران "أعط أخاك سبعين عذرا فإن لم تجد فاتهم نفسك" ليجعلها ذريعة لتقاعسه عن رد الحيف الذي يقع على الناس و ليسكت من يطالب بالحقوق ..../.، ألم تعلموا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
و الله ما هذا بالإخلاص .. ما هذا إلا إفلاس ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق