السبت، 15 ديسمبر 2012

حرية الأذهان أولى من حرية الأبدان


مع كل فتنة أخرجتها أجهزة النظام الأسدي لضرب الناس بعضهم ببعض ، سقط معها عدد من الناشطين الذين كنا نعتبرهم أعمدة للثورة و سنداً لوحدة الشعب ، و أقل ما اعتقدناه بهم أنهم الشخصيات الوطنية الواعية التي لن نغلب و هم معنا في ركب الدفاع عن قضايانا و طموحاتنا ..
لكن رب ضارة نافعة فمع طول المحنة و كثرة الامتحانات التي سقط معها الكثير لم نعدم الشرفاء أهل العقل و الفهم و الذوق الذين يجمعون الناس و لا يفرقون ، أهل الحق الثابتين على العهد ، الراسخين في العلم ، الذين لا يميلون مع الأهواء ، و لا ينقلبون مع الأراء ، مصادرهم دقيقة لا تقبل القيل و القال ، و أحكامهم سديدة لا تحكمها الأمزجة أو المصالح ، لا يظلم عندهم ضعيف أو امرأة أو شيخ ، و لا ينتصف لديهم أهل القوة أو السلطان أو المال ، إذا نظروا دققوا و استبانوا و حققوا ، و إذا حكموا عدلوا و لم يسرفوا أو يفرطوا ..
أما أنتم أيها الضعفاء الذين كلما دارت الدوائر أو مالت الموازين أو لعبت الأهواء لم يقع الحيف إلا عليكم ، و لم ينتقص إلّا جانبكم ، ليس لكم إلا أصواتكم الضغيفة و كلماتكم اللطيفة ، تنافحون بها عن حقوقكم التي لا ينتقصها إلا أهل النقص و لا يترها إلى أهل الخسة ، لا تظهر رجولتهم إلا جرأة عليكم ، و لا يسمع نقدهم إلا فيكم ، أمنوا الحساب فافتروا ، و طمعوا في المديح فاغترّوا ، و ما لكم ناصر إلا الله ، و ما لهم إلا الشيطان خاذل ، فلا تبتئسوا رب ضارة نافعة و رب مظلمة في الدنيا رافعة عند الله أعلى الرتب ..
و مهما طال الزمن فلا بد للحقائق أن تنجلي و لا بد للأقنعة أن تنكشف و لا بد للحق أن يعلو و لا بد للقيد أن ينكسر ..
سائلين المولى العظيم أن تتحرر الأذهان كما تتحرر الأبدان .. و ألا يكون الدين إلا لله و لو كره المنافقون ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق