للمنظمات دورة حياة كما لأي شيء
في هذا الكون و في كل مرحلة تحتاج المنظمة إلى قيادات من نوع مختلف يتناسب مع
طبيعة المرحلة من تحديات و مخاطر و أطماع و منافسين ..
بعض الشخصيات المنغلقة على
التغيير و التي تكون قد أصيبت بالسادية و الغرور بسبب النجاح الذي تحقق على أيديها
، فيظن أصحابها أنهم مناسبون لكل المراحل و الظروف و جميع أنواع الوظائف و المناصب
طالما أنهم نجحوا في المرحلة السابقة و أن قيادتهم في أي مكان حاجة بل ضرورة لا
يمكن الاستغناء عنها ..
و على خلاف أصحاب الشخصيات
المنفتحة على التغيير الذين يملكون قدرة عالية على محاكاو التغيرات و يستطيعون
التكيف مع المتطلبات الراهنة و الاحتياجات الحاصلة بما لديهم من قابلية على إعادة التنصيب في أماكن جديدة و القدرة على
اكتساب مهارات متنوعة ..
و بقليل من الصبر نجد أن
المنغلقين عند أول تغيير في المنظمة تنكشف عوراتهم و يبدأ عجزهم بالظهور و ذلك
لعدة أسباب أهمها:
·
اعتمادهم على النظام أكثر من اعتمادهم على العلاقات
·
تفضيلهم للروتين على التغيير
·
ارتياحهم للأنماط الإدارية التقليدية و خوفهم من الأنماط
الابداعية
·
اتكالهم على الشكليات أكثر من المضمون
·
التصاقهم الشديد بالواقع و حذرهم الشديد من المستقبل
و لهذا فإن سلوكهم الإداري يتجه
إلى :
·
مقاومة التغيير بكل أشكاله
·
المحافظة بشكل أكبر على النظام الحالي و تمكينه و تجميله
·
محاربة العمليات التطويرية بمنتهى التطرف و التعسف
·
محاولة تشويه سمعة رواد التغيير بأي وسيلة أو شكل و
إبعادهم عن مراكز التأثير
و بالرغم من ذلك فإن أصحاب هذا
الأنماط الشخصية يعتبروا في غاية الأهمية في مراحل معينة من دورة حياة المنظمة إلا
أن المصابين منهم بالسادية و الغرور قد تتفاقم أوضاعهم عند حدوث التغيير و عدم
تجاوبهم مع المتغيرات و تظهر عدائيتهم من خلال عدد من الظواهر التالية :
·
أولاً فقدان
المرونة في النقاش
·
ثانياً تحويل
الخلاف في وجهات النظر حول الأعمال إلى خلافات شخصية
·
ثالثاً التمترس
خلف التجارب القديمة و رفض التباحث فيما هو جديد
·
رابعاً جعل أنفسهم
في محور العالم الذي يدور من حوله كل شيء
·
خامساً تعمد
الاصطدام مع الناس لأي سبب مهما كان تافهاً أو صغيراً
·
سادساً إقحام
إنجازاتهم و شهاداتهم و معارفهم من أصحاب النفوذ عند كل مأزق حواري ..
·
سابعاً اعتبار أنفسهم
المقصودين بكل انتقاد أو توجيه أو نصيحة أو ملاحظة ..
·
ثامناً إساءة
الظن بالآخرين و الاعتقاد أنهم محبوبين مهما فعلوا ..
·
تاسعاً جموح
شديد إلى إظهار فضلهم و نفوذهم عند كل سانحة ..
·
عاشراً تفلتهم عن
الأدب و الكياسة عند مطالبة الآخرين الالتزام بهما ..
و الجميل في الأمر أن هؤلاء
المرضى السلوكيين لا يسمح لهم مرضهم هذا من التحالف مع بعضهم البعض لإفشال عمليات
التغيير و ذلك لجوهر عصابهم و كنه دائهم ، فلا يقبل واحدهم أن يكون تابعاً للآخر و
إن سانده آنياً فإنه لا يلبث أن ينقلب عليه سريعاً ، مما يعطي الفرصة تلو الفرصة
للتغيير أن ينجح في استقطاب أصحاب السلوك المنغلق الغير مصابين بهذه الأمراض و بالتالي
يمنح عمليات التغيير الفرصة لتحقيق أهدافها و الوصول إلى غاياتها و على هذا تسير
الحياة ..
فلا يبتئس رواد التغيير و التطوير من ظهور هذه الأنماط السلوكية عند البعض فهي لازمة في أوقات الاستقرار و يمكن تدريب غالبيتهم على تقبل قدر يسير من التغيير مع الوقت بحيث يستمر تحسين الأمور حتى تتغير كلياً ..
فلا يبتئس رواد التغيير و التطوير من ظهور هذه الأنماط السلوكية عند البعض فهي لازمة في أوقات الاستقرار و يمكن تدريب غالبيتهم على تقبل قدر يسير من التغيير مع الوقت بحيث يستمر تحسين الأمور حتى تتغير كلياً ..
لكن بالنسبة لمن أصابته السادية
و الغرور فلا بد من تحويلهم إلى عيادات الطب النفسي للعلاج و الاستشفاء و هذه مهمة
ليست بالسهلة لأنهم غالباً لا يتركون الفرصة للتعامل معهم برفق إذ يرتكبون حماقات
كبيرة لا يمكن حلها إلا بإقصائهم خارج المنظمة مما قد يزيد في سوء حالتهم المرضية و
أثرها على عائلاتهم أو أصدقائهم ، إذ ربما هو التطور الطبيعي لهذا النوع من
الأمراض السلوكية التي تنتهي بأصاحبها في عيادات الطب النفسي أو السلوكي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق