الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

المنغلقين في المنظمات التي تتطلب التغيير



للمنظمات دورة حياة كما لأي شيء في هذا الكون و في كل مرحلة تحتاج المنظمة إلى قيادات من نوع مختلف يتناسب مع طبيعة المرحلة من تحديات و مخاطر و أطماع و منافسين    ..
بعض الشخصيات المنغلقة على التغيير و التي تكون قد أصيبت بالسادية و الغرور بسبب النجاح الذي تحقق على أيديها ، فيظن أصحابها أنهم مناسبون لكل المراحل و الظروف و جميع أنواع الوظائف و المناصب طالما أنهم نجحوا في المرحلة السابقة و أن قيادتهم في أي مكان حاجة بل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها  ..
و على خلاف أصحاب الشخصيات المنفتحة على التغيير الذين يملكون قدرة عالية على محاكاو التغيرات و يستطيعون التكيف مع المتطلبات الراهنة و الاحتياجات الحاصلة بما لديهم من قابلية على  إعادة التنصيب في أماكن جديدة و القدرة على اكتساب مهارات متنوعة ..
و بقليل من الصبر نجد أن المنغلقين عند أول تغيير في المنظمة تنكشف عوراتهم و يبدأ عجزهم بالظهور و ذلك لعدة أسباب أهمها:
·        اعتمادهم على النظام أكثر من اعتمادهم على العلاقات
·        تفضيلهم للروتين على التغيير
·        ارتياحهم للأنماط الإدارية التقليدية و خوفهم من الأنماط الابداعية
·        اتكالهم على الشكليات أكثر من المضمون
·        التصاقهم الشديد بالواقع و حذرهم الشديد من المستقبل
و لهذا فإن سلوكهم الإداري يتجه إلى :
·        مقاومة التغيير بكل أشكاله
·        المحافظة بشكل أكبر على النظام الحالي و تمكينه و تجميله
·        محاربة العمليات التطويرية بمنتهى التطرف و التعسف
·        محاولة تشويه سمعة رواد التغيير بأي وسيلة أو شكل و إبعادهم عن مراكز التأثير
و بالرغم من ذلك فإن أصحاب هذا الأنماط الشخصية يعتبروا في غاية الأهمية في مراحل معينة من دورة حياة المنظمة إلا أن المصابين منهم بالسادية و الغرور قد تتفاقم أوضاعهم عند حدوث التغيير و عدم تجاوبهم مع المتغيرات و تظهر عدائيتهم من خلال عدد من الظواهر التالية  :
·        أولاً     فقدان المرونة في النقاش
·        ثانياً     تحويل الخلاف في وجهات النظر حول الأعمال إلى خلافات شخصية
·        ثالثاً     التمترس خلف التجارب القديمة و رفض التباحث فيما هو جديد
·        رابعاً    جعل أنفسهم في محور العالم الذي يدور من حوله كل شيء
·        خامساً تعمد الاصطدام مع الناس لأي سبب مهما كان تافهاً أو صغيراً
·        سادساً   إقحام إنجازاتهم و شهاداتهم و معارفهم من أصحاب النفوذ عند كل مأزق حواري ..
·        سابعاً   اعتبار أنفسهم المقصودين بكل انتقاد أو توجيه أو نصيحة أو ملاحظة ..
·        ثامناً    إساءة الظن بالآخرين و الاعتقاد أنهم محبوبين مهما فعلوا ..
·        تاسعاً   جموح شديد إلى إظهار فضلهم و نفوذهم عند كل سانحة ..
·        عاشراً تفلتهم عن الأدب و الكياسة عند مطالبة الآخرين الالتزام بهما ..
و الجميل في الأمر أن هؤلاء المرضى السلوكيين لا يسمح لهم مرضهم هذا من التحالف مع بعضهم البعض لإفشال عمليات التغيير و ذلك لجوهر عصابهم و كنه دائهم ، فلا يقبل واحدهم أن يكون تابعاً للآخر و إن سانده آنياً فإنه لا يلبث أن ينقلب عليه سريعاً ، مما يعطي الفرصة تلو الفرصة للتغيير أن ينجح في استقطاب أصحاب السلوك المنغلق الغير مصابين بهذه الأمراض و بالتالي يمنح عمليات التغيير الفرصة لتحقيق أهدافها و الوصول إلى غاياتها و على هذا تسير الحياة ..
فلا يبتئس رواد التغيير و التطوير من ظهور هذه الأنماط السلوكية عند البعض فهي لازمة في أوقات الاستقرار و يمكن تدريب غالبيتهم على تقبل قدر يسير من التغيير مع الوقت بحيث يستمر تحسين الأمور حتى تتغير كلياً ..
لكن بالنسبة لمن أصابته السادية و الغرور فلا بد من تحويلهم إلى عيادات الطب النفسي للعلاج و الاستشفاء و هذه مهمة ليست بالسهلة لأنهم غالباً لا يتركون الفرصة للتعامل معهم برفق إذ يرتكبون حماقات كبيرة لا يمكن حلها إلا بإقصائهم خارج المنظمة مما قد يزيد في سوء حالتهم المرضية و أثرها على عائلاتهم أو أصدقائهم ، إذ ربما هو التطور الطبيعي لهذا النوع من الأمراض السلوكية التي تنتهي بأصاحبها في عيادات الطب النفسي أو السلوكي .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق