السبت، 2 يوليو 2011

من أنطـــاليا إلى باريـــس

أين الثوابت و أين العهود
إن من أهم الأمور التي ساعدت على نجاح مؤتمر أنطاليا هو
فهم المشاركين للحالة التي وصلت إليها سورية على كل المستويات في ظل نظام ينادي في
خطابه الإعلامي بالمقاومة و الممانعة و القومية العربية و الوحدة و الحرية أساساً
للوطنية و يخفي تواطؤه مع إسرائيل و الغرب بالحفاظ على أمن حدودها و استقرارها طوال
السنين الماضية ليبقى متحكماً برقاب السوريين و موارد الدولة و مقدراتها .. و قد
تستر الغرب على هذا النظام في كل جرائمه بحق الشعب السوري مقابل وظيفته في الحفاظ
على أمن إسرائيل ..

و حين جاءت الفرصة و أطلق الشعب صرخته بالحرية و الكرامة
و الديمقراطية و أثبت للدنيا كلها أن ثورته ستبقى سلمية ، وقف العالم كله صامتاً يغض
الطرف عن جرائم هذا النظام في حق الأطفال و النساء و الشيوخ و الممتلكات مراعاة
لإسرائيل و حلفائها ، برغم حجم الدم التي مازال ينزف بغزارة و برغم الشهداء الذين
مازالوا يسقطون يومياً في كل بقعة من أرض سورية الغالية ..

و اليوم و بعد أن باركت جميع أطياف شعبنا في الداخل ما
أقدمنا عليه في أنطاليا و ما اتفقنا عليه و ما خرجنا به و بعد عدد من الخطوات
المباركة في الاتجاه الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف فرحنا بها و أيدناها ، قد تواتر
إلى مسامعنا ما يقض المضاجع و ينغص علينا العيش من الإعلان عن لقاء لنجدة الشعب
السوري تحت عنوان  " إس أو إس " تم
الترتيب له في باريس في الثالث من هذا الشهر تموز 2011 يضم شخصيات عنصرية
إسرائيلية .. فإنني أعلنها في هذه الرسالة الموجزة و من هذا المنطلق:

أهيب بجميع المدعوين إلى هذا اللقاء الامتناع عن المشاركة
به ، و اعلموا أن من يضع يده في يد الإسرائيلي فإنه يضرب بعرض الحائط مطالب شعبنا
في الداخل و يشارك في دمائهم و يلتف على ثورتنا السلمية الوطنية التي تدعو إلى
وحدة التراب و رفض التدخل العسكري الأجنبي و يلتف على ما اجتمعنا و اتفقنا عليه ..
و أنه لا يمثلنا و لا يلزمنا ما يخرج به و لا يشرفنا وجوده مع من أثبتت الأيام عداؤه
لأهلنا في فلسطين و تآمره علينا و على كل من يسكن أرضنا و على كل العرب و المسلمين
.. و أتعجب كيف يسلك طريقاً قد سلكه من نسعى لإسقاط حكمه و نظامه ..

راجياً من الله أن تصيب كلماتي منكم مقاصدها و تثني
نفوساً عن رغائبها و تنير للحقائق بصائرها ..


by جميل داغستاني on Saturday, July 2, 2011 at 8:09pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق