إن من أهم الأمور التي ساعدت على نجاح مؤتمر أنطاليا هو
فهم المشاركين للحالة التي وصلت إليها سورية على كل المستويات في ظل نظام ينادي في
خطابه الإعلامي بالمقاومة و الممانعة و القومية العربية و الوحدة و الحرية أساساً
للوطنية و يخفي تواطؤه مع إسرائيل و الغرب بالحفاظ على أمن حدودها و استقرارها طوال
السنين الماضية ليبقى متحكماً برقاب السوريين و موارد الدولة و مقدراتها .. و قد
تستر الغرب على هذا النظام في كل جرائمه بحق الشعب السوري مقابل وظيفته في الحفاظ
على أمن إسرائيل ..
و حين جاءت الفرصة و أطلق الشعب صرخته بالحرية و الكرامة
و الديمقراطية و أثبت للدنيا كلها أن ثورته ستبقى سلمية ، وقف العالم كله صامتاً يغض
الطرف عن جرائم هذا النظام في حق الأطفال و النساء و الشيوخ و الممتلكات مراعاة
لإسرائيل و حلفائها ، برغم حجم الدم التي مازال ينزف بغزارة و برغم الشهداء الذين
مازالوا يسقطون يومياً في كل بقعة من أرض سورية الغالية ..
و اليوم و بعد أن باركت جميع أطياف شعبنا في الداخل ما
أقدمنا عليه في أنطاليا و ما اتفقنا عليه و ما خرجنا به و بعد عدد من الخطوات
المباركة في الاتجاه الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف فرحنا بها و أيدناها ، قد تواتر
إلى مسامعنا ما يقض المضاجع و ينغص علينا العيش من الإعلان عن لقاء لنجدة الشعب
السوري تحت عنوان " إس أو إس " تم
الترتيب له في باريس في الثالث من هذا الشهر تموز 2011 يضم شخصيات عنصرية
إسرائيلية .. فإنني أعلنها في هذه الرسالة الموجزة و من هذا المنطلق:
أهيب بجميع المدعوين إلى هذا اللقاء الامتناع عن المشاركة
به ، و اعلموا أن من يضع يده في يد الإسرائيلي فإنه يضرب بعرض الحائط مطالب شعبنا
في الداخل و يشارك في دمائهم و يلتف على ثورتنا السلمية الوطنية التي تدعو إلى
وحدة التراب و رفض التدخل العسكري الأجنبي و يلتف على ما اجتمعنا و اتفقنا عليه ..
و أنه لا يمثلنا و لا يلزمنا ما يخرج به و لا يشرفنا وجوده مع من أثبتت الأيام عداؤه
لأهلنا في فلسطين و تآمره علينا و على كل من يسكن أرضنا و على كل العرب و المسلمين
.. و أتعجب كيف يسلك طريقاً قد سلكه من نسعى لإسقاط حكمه و نظامه ..
راجياً من الله أن تصيب كلماتي منكم مقاصدها و تثني
نفوساً عن رغائبها و تنير للحقائق بصائرها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق