يقول المحايدون و الذين يدّعون الحياد : إننا لا نملك
في هذا النظام سلطات أو مسؤوليات تذكر و لا نطمع أن نحصل على كراس أو سلطات إذا سقط النظام و لذلك فإننا غير مهتمين إذا كان الاستقرار المنشود سيتحقق في ظل النظام أو مع المعارضة ، المهم أن يتوقف القتل باسم الثورة ..
و الله هذا كلام عجيب ..
و هل المعارضة هي التي بدأت القتل باسم الثورة ؟
أو أمرت بقتل المتظاهرين باسم الثورة ؟
لا بل السؤال هو : هل المعارضة هم الذين يمنعون الاستقرار في البلد و إيقاف شلالات الدم الذي يلهب الثورة ؟
أو هل المتظاهرون هم من يرفضون أن يتوقف النظام عن قتلهم ليمنعوا الاستقرار في البلد باسم الثورة ؟
و الله هذا كلام عجيب ..
متى كانت المطالبة بالحقوق هي سبب عدم استقرار البلاد إلا في إسرائيل ؟
بل متى كانت المطالبة بالحقوق سبباً في قتل المطالبين بحقوقهم إلا في إسرائيل ؟
و الآن أصبح يحصل نفس الشيء في سورية و على أيد سوريين ينتمون إلى النظام يقتلون أبناء الوطن و يعتدون على المواطنين و يفعلون يهم ما لم تفعله إسرائيل بالفلسطينيين خلال فترة الاحتلال كلها ..
كل الشعوب تتظاهر للمطالبة بحقوقها التي تعتقد أنها أهدرت أو استغلت أو انتقص منها و إن اختلفت مع حكوماتها و لا يعتبر ذلك سببا في عدم الاستقرار بل يعتبر سببا للحفاظ على الاستقرار ..
كل الشعوب التي تتظاهر مطالبة بحقوقها تستجيب لها حكوماتها و تتحاور مع ممثليهم لإنهاء الأزمة و الوصول إلى اتفاق مرض للجميع و لا يعتقل مثقفيها أو حقوقييها و لا يقتل أحداً منهم و لا يهان ..
أما النظام فقد تجاوز كل المعايير الإنسانية و الأخلاقية و القانونية البشرية .. إذ اعتقل الأطفال و عذبهم و أهان أهليهم و هددهم و عندما صرخوا يطلبون إطلاق سراح أطفالهم في مظاهرات سلمية فتح عليهم الرصاص الحي و أردى منهم العشرات و عندما وقف معهم الشعب أخرج لهم الجيش و قوات الأمن و أخذ يعمل فيهم القتل و السجن و التعذيب و التدمير و الاعتداء على الأعراض و الكرامات ..
ماذا يسمى هذا في عرف التاريخ و قوانين الشعوب و حضارات الأمم ؟
أليس هذا هو الاحتلال الهمجي المغولي بأم عينه ؟ أم أن الذي حدث في التاريخ مختلف عن ذلك ؟!!!!!!!
و لو افترضنا جدلاً أنه ليس باحتلال .. أليس هذا بعينه هو الذي يفقد البلاد الاستقرار ؟ و هو الذي يقوم بالقتل باسم الثورة و قمع الشعب و منعه من المطالبة بحقوقه ؟
هل المواطن الأعزل الذي يقتل و هو يطالب بحقه و حق أولاده هو المسؤول عن فقدان الاستقرار أم من يملك القوة و السلاح و الرجال و الحكم و الإعلام و يغتصب الحقوق هو المسؤول عن عودة الاستقرار ؟
ثم ما معنى الاستقرار المطلوب تحقيقه في ظل هذا النظام ؟
إذا كانت الحقوق مسلوبة و الحريات مقموعة و الكرامات مهدورة و الأعراض منتهكة و الأموال مغتصبة و الشعب في خطر دائم داهم لا يمنعهم منه مانع و لايرده عنهم رادع ..
أجهزة أمن تتدخل في كل صغيرة و كبيرة و رجال دولة و حزب و جيش و أمن لا يطالهم القانون يميدون في البلاد و يحيدون شرقا و غربا لا توقفهم قوة و لا يردعهم خلق أو دين .. كل شيء امتلكوه و تتطاولوا عليه و سخروا الجميع لهم عبيداً أو خدماً لا يعصونهم ما أمروهم و هم لهم طائعون .. أخّروا البلاد و جوّعوا العباد .. هرب منهم من استطاع من الشرفاء و من بقي عندهم مغلوب على أمره مرهون بذله يدعو الله ليل نهار أن يفك أسره و يطلق قيده ..
فما هو هذا الاستقرار الذي ينشده المحايدون إلا أن يكون قصدهم الاستعباد الذين رضوا به و قبلوا الانصياع له و تعايشوا معه حتى اعتادوا عليه و ظنوا أنه محبوبهم الذي ليس لهم جلد على فراقه و لا قلب على أشواقه ..
بئس الاستقرار هذا الذي ينشدوه لقد رد عليهم أهل درعا في الأولى و صرخوا بملئ حناجرهم صرخة الكرامة :
الموت و لا المذلة
و جاوبهم صداها من طلاب الحرية في كل سورية من شمالها إلى شرقها إلى غربها مردداً :
الموت و لا المذلة
عسى أن توقظهم صرخة الكرامة من سبات الذل فيخرجوا من ظلام الاستعباد إلى نور الحرية فيسقط هيكل الظلم إلى الأبد و يرتفع هيكل العدل إلى الأبد ..
و الله و سورية و حرية و بس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق