by جميل داغستاني on Tuesday, July 26, 2011 at 5:45pm
إن تناقضات النظام الأسدي بين حقيقته و ظاهره تشبه تناقضات العاهرات عند الحديث عن الشرف و كيف تستشرف على من حولها ..
فهو قومي عربي لكن إيراني ..
يرفع النظام شعاراته المعروفة : سورية الأسد .. قلب العروبة النابض .. قلعة العرب .. قلعة الصمود و التصدي .. دولة البعث و البعث عربي .. لكن في الحقيقة اختلاف مع العرب قاطبة و اتفاق كامل مع الإيرانيين و مذهبهم و حليف حلفائهم ..
و هو جمهوري لكن وراثي ..
نظام ذو حكم جمهوري يستعلي في الحضارة و المدنية على الحكم الملكي .. لكن في الحقيقة رأسه ورث الحكم عن أبيه بالرغم من أن الحكم جمهوري و ليس ملكي ..
و هو اشتراكي لكن رأسمالي ..
نظام شعاره الاشتراكية ، قد أمّم مؤسسه الأول الأسد الأب الأرض و المصانع و وزعها على من عمل فيها .. لكنه في الحقيقة رأسمالي قد بسط الأسد الإبن يده و يد ابن خاله و بقية العائلة على كل شيء فلم يتركوا شيئاً إلا و امتلكوه ..
ورغم أن من يقود هذا النظام هو حزب من الكادحين و العمال و صغار الكسبة .. لكن في الحقيقة ملياراتهم وصلت إلى بنوك سويسرا و استثماراتهم في كل مكان من العالم ..
و هو علماني لكن ديني ..
نظام ضد التكتلات الدينية في سياسته و قوانينه ، يدّعي العلمانية ، حارب جماعة الأخوان المسلمين و حزب التحرير ، و حظر الأحزاب الدينية .. لكنه في الحقيقة يتبع ولي المؤمنين في طهران و يحتضن حركة المقاومة الإسلامية حماس في دمشق و هو أكبر حليف للجمهورية الإسلامية و حزب الله الشيعي اللبناني ..
و هو ممانع لكن بدون حرب ..
نظام ممانع في وجه إسرائيل رفض كل مبادرات السلام التي اقترحها العرب و العجم لحل القضية الفلسطينية .. لكن في الحقيقة باع الجولان و لم يسمح لأحد أن يطلق طلقة باتجاه إسرائيل من سورية و عندما أراد الشعب إسقاطه أصبح أمنه من أمن اسرائيل ..
و هو وطني لكن طائفي ..
نظام وطني ليس بطائفي يعامل موظفيه بناء على ولائهم للوطن و الحزب و الدولة .. لكن في الحقيقة هو نظام سيطرة الطائفة و حكم الأسرة الواحدة ..
و هو ديمقراطي لكن بالتعيين ..
نظام ينتخب فيه مجلس الشعب و الإدارات المحلية ديمقراطياً .. ولكن في الحقيقة كله بالتعيين فمن لا توافق عليه أجهزة الأمن و الحزب لا ينجح في الانتخابات و من تريده ينجح حتى و إن كان أمياً لا يقرأ و لا يكتب ..
و هو محبوب لكن بغيط ..
الكل يريد هذا النظام و رئيسه إلى الأبد و يحبونه و يفدونه بأرواحهم و دمائهم .. لكن في الحقيقة الملايين تخرج ضده رغم الرمي بالرصاص و القتل العشوائي ..
و هو إنساني لكن متوحش ..
نظام يعطف رئيسه على الأطفال المعاقين و يخصص لهم الأموال لبناء النوادي الرياضية ، يعلمهم ركوب الخيل و السباحة و يقيم لهم المسرحيات و يقدمهم في المهرجانات .. لكن في الحقيقة هو الذي يغتال الطفولة عند الأصحاء و يسرق مستقبلها ويكم أفواه الأطفال و يزهق أرواحهم و يقوم ضباط أمنه بتعذيبهم و حرمانهم آباءهم ..
دوام الحال من المحال ..
فإذا كانت العاهرة خليلة للأقوياء و جليسة للأصفياء نالت الشرف عن جدارة و شهد لها القاصي و الداني بالعفة و الطهارة و كتب فيها الشعراء جميل القصائد و بديع العبارة .. لكن دوام الحال من المحال .. فإذا فشى عهرها و ضبطت متلبسة بذنبها و ملأت صورها الشاشات و المجلات و افتضح أمرها في كل زاوية و حارة .. نبذها الخلّان و الأصحاب و تبرم بها الجلساء و الأغراب خافوا أن تلحق بهم الفضيحة و تنال منهم الألس القبيحة فتركوها لوحدها جريحة بعد أن أشبعوا منها القريحة ، تسلقها الألسن سلقاً و تمضغ شرفها الأفواه مضغاً فلا مروءة لمن هتك الحياء و لا شفاعة لمن خان الولاء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق