السفير الفرنسي إلى حماة و الحوار الوطني ..
تدل تصريحات مسئولو النظام
السوري على استغباء ليس له مثيل باعتقادهم أن جميع الناس في الداخل و الخارج
يشاهدون القنوات الرسمية السورية الناطقة باسم النظام السوري و التي تتحكم بها
أجهزة الأمن السورية ، و يفترضون أن الجميع في الداخل و الخارج قد تبنى أرضيات
الفهم و معطيات الأحداث التي تتبناها و تروج لها وسائل الإعلام المزورة للحقائق و
الكاذبة على الشعب ..
و بكل وقاحة يصورون لقاء
السفيرين مع المتظاهرين باللقاء بين المخربين و ما زالوا يصرون على وجود العصابات
المسلحة أو السلفية و يطلقوا على طلاب الحرية و الديمقراطية السلميين: "اسم المخربين
و الإرهابيين" و كأنك تستمع للإعلام الإسرائيلي و هو يتحدث عن المظاهرات
الفلسطينية .. و لا زالوا ينكرون ارتكاب أجهزة الأمن و الفرفة الرابعة و شبيحتهم للمجازر
و الجرائم بحق المدنيين العزل من الشعب السوري ..
و يتغافلون عن كل ذلك و يروجون
للحوار مع المعارضة و كأنه لم يبلغهم إعلان كافة أطياف المعارضة و الشارع قاطبة عن
رفضهم للحوار إذا لم تنفذ الشروط التي وضعت منذ أكثر من ثلاثة شهور مضت و التي لا
زال النظام يرفض تنفيذها ..
طبعا بعد الإعلان عن رفض
المعارضة للحوار مع السلطة لم يعد هناك من طريق للإيجاد حل للأوضاع في سورية إلا
بالتواصل مع المتظاهرين على الأرض و معرفة
ما يجري في المدن السورية و خصوصاً حماة بسبب المجازر التي حصلت فيها ما بين 1980
و 1982 و متابعة الأحداث بشكل مباشر لا
يترك مجالا للتلاعب و التزوير ..
و قد كان واضحا تصريح الخارجية
الأمريكية و الفرنسية و كذلك سفارتيهما في دمشق من رغبتهم الاطلاع المباشر على الأوضاع
في المدينة و التعرف على نوعية المتظاهرين و مطالبهم و قد تم إبلاغ السلطات
السورية بموعد الزيارة ، لكن هذه المرة بترتيب من السفارة نفسها و ليس من السلطات
السورية التي رتبت لزيارة جسر الشغور و التي لا تزال الأخبار عنها متضاربة ما بين
الإعلام الرسمي و ما يصدر عن الناشطين و اللاجئين في تركيا ..
و بالتأكيد بعد رفض جميع أطياف
المعارضة للحوار مع السلطة أتت زيارة السفيرين الأمريكي "فورد" و
الفرنسي "شوفالييه" لتكون القشة
التي قصمت ظهر البعير و المخرج الذي تختبئ وراءه السلطة السورية و تتذرع به لتبرير
فشل عملية الحوار التي كان من المخطط أن تعقد غداً و التي لم يستجاب لها أبداً ..
و هنا يبدو من الواضح تماماً
وصول الثورة السورية إلى مفترق جديد في إسقاط النظام السوري الذي فقد الشرعية تماماً و بشهادة شخصية من الفرنسيين و
الأمريكيين الذين أعلنا وصول النظام إلى نقطة عدم القدرة على إجراء الإصلاحات ، مفترق
ستنفرج بوادره خلال الأيام المقبلة مع ما ينتظره الجميع من مؤتمر الإنقاذ الوطني
الذي أعلن عنه في السادس عشر من هذا الشهر و الذي لم يعد أمام هذا النظام من طريق آمن
غيره يمكنه التعامل معه إذا أراد لهذا البلد الاستمرار بدون حرب أهلية لا تبقي و
لا تذر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق