الإعلام السوري و اغتيال الضمائر ..
في الوقت الذي تقوم أجهزة الأمن و الفرقة الرابعة و عصابات الشبيحة بالقتل الممنهج للمتظاهرين العزل و أطفالهم و نسائهم و سرقة ممتلكاتهم و تدمير ما لا يمكن سرقته ، تعمل أجهزة الإعلام السوري على كي وعي المواطن السوري الذي لا يقف مع المتظاهرين و ثورتهم فتغتال ضميره و فكره و وجدانه بفبركاتها و حججها و تمثيلياتها مستعينة بقدرة الأجهزة الأمنية على اختلاق البيئة اللازمة و استخدام المكان و الزمان و الألبسة و الأشخاص ، ثم تجند بعض المرتزقة من مثقفي السلطة و أصحاب المصالح من سورية أو من لبنان ليعطوا هذه الفبركات شهادات الصلاحية و يدعموها بحجج منطقية و تحليلات تاريخية و سياسية ..
و من أغرب كل غريب في كل ما يعرضه هذا الإعلام المحنط حول جرائم القتل تجد أن إصابات المتظاهرين غالباً ما تكون من الأمام و الجنب .. و أن معظم إصابات رجال الأمن و الجيش تكون من الخلف .. ثم يخرج عليك الإعلام السوري المحنط بقصص عجيبة حول وجود عصابات مسلحة .. الأطفال لا يصدقونها ..
حتى أن الغباء بلغ بهم مبلغاً لا يمكن تصوره إذ يأتون بأفراد العصابات أنفسهم إلى استوديوهات التلفزيونات السورية و يصورون أسلحتهم و الأموال بجانبها ثم يصورون اعترافاتهم و يجعلونهم يؤكدون على تآمرهم تارة مع سلفيين و تارة مع إسرائيليين و تارة أخرى مع أجانب أمريكيين و آخرين .. يعني أقل ما يمكن صوروهم في الميدان و كيف تتم عملية القبض عليهم ..
أما بالنسبة للقتلى من الأطفال و النساء الذين بلغ عددهم المئات الذين يسقطون في بيوتهم خلال عمليات المداهمة التي تقوم بها الفرقة الرابعة و أجهزة الأمن فلا يأتون على ذكرهم لا من قريب و لا من بعيد و يكتفون بالقول إن هناك عصابات مسلحة تقوم بأعمال إجرامية لا ينجو منها حتى عناصر الجيش و الشرطة و أن السيد الرئيس قد أمر بالتحقيق حول هذه الانتهاكات لمحاسبة الفاعلين و حتى اليوم لم تظهر نتائج التحقيقات ..
كما يتجاهلون الاعتقالات و التعذيب و التصفية للجرحى و المعتقلين و صور الفيديو التي ملأت الدنيا و الملتقطة لعناصر الأمن و الشرطة و الفرقة الرابعة و هم يقومون بتصفية المتظاهرين العزل و التي عميت عنها أبصارهم و أبصار من تم كيّ وعيه من أبناء سورية فلم يعد يستطيع رؤية الحق و لا سماعه.
كما أنهم لا زالوا لا يعترفون بالانشقاقات التي تحدث كل يوم في الجيش و تؤدي إلى عمليات قتل في وسط الجيش و الفرقة الرابعة و الأمن و الشرطة .. و الأخبار و الفيديوهات أصبحت كثيرة حول ذلك و التي ليس لهم رد عليها سوى أنها عصابات مسلحة أو فبركات و مؤامرات.
و هاقد مضت أكثر من خمسة و ثمانون يوماً و لم تقبض أجهزة الأمن على هذه العصابات الفضائية التي لا زالت تروع السوريين في كل مكان.
يا أخي دعوا الإعلام العالمي أو العربي أو أي إعلام حتى و لو كان الإعلام الحربي التابع للجيش يدخل و يصور الأحداث إذا كنتم تريدون لهذا الوطن الخير ..
ما هذه الحيل و الخدع و إلى أين تفضي ؟
أجهزة الأمن و الفرقة الرابعة و عصابات الشبيحة تقتل الشعب الأعزل و تصفيه جسدياً ..
و الإعلام السوري يغتال ضمير و فكر ما بقي من السوريين الذين لا يتظاهرون و يقفون على الحياد من الثورة ..
و الحقيقة كعين الشمس بادية .. نورها في كل مكان .. لن يستطيع الإعلام السوري أن يحجبها عن السوريين طويلاً
و أبشركم بأن عدد الذين اصطفوا إلى جانب النظام آخذ بالتناقص بشكل كبير و ذلك ليس لأن الواحد منهم اكتشف الحقيقة بذكائه .. لا .. و ليس بسبب إخفاق الإعلام السوري .. لا .. بل لأن القتل قد وصل إلى حيه و شارعه و بيته و أهله وأصبح على تماس مع الحقائق بشكل مباشر و لم يعد الإعلام السوري قادراً على فبركة هذا القتل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق