الأحد، 5 يونيو 2011

الجزء الثاني : مؤتمر أنطاليا من 1 إلى 2 / 6 / 2011

و في صباح الأربعاء و بعد ليلة من الآلام و الأوجاع نزلت أبحث عن منجد فالتقيت فراس غنام ذلك الشاب اللطيف الشهم الذي ما إن أخبرته عن وجعي حتى ترك كل مشاغله و هرع إلى نجدتي و عند باب الفندق التقينا الدكتور منذر زرزور الذي أعارنا سيارته لشراء الحقن و التي لم أجد بعد وصولي إلى الفندق أمامي إلا الدكتور عمار قربي الذي أعطاني إياها حتى تمكنت من الانضمام إلى فعاليات المؤتمر بدون تأخير.

دخلت قاعة المؤتمر و قد اكتظت ممراته بالكاميرات و المصورين و قد بدأ المشاركون باتخاذ أماكنهم استعداداً للبدء و ما هي إلا دقائق حتى أعلن عن بدء المؤتمر بالنشيد العربي السوري.
تصادف مكان جلوسي بجانب كل من الشاعر محمود علي الخلف مؤسس حزب الوسط السوري و الدكتور إبراهيم الحريري نائب رئيس هيئة الشورى برابطة العلماء السوريين و أمامي كان الدكتور محمود السيد الدغيم و خلفي كل من المهندس إياد قرقور و الدكتور محمد شبك و السيدة سيما عبد ربه.

عرض بعدها على شاشة العرض لمحة عن المجازر الدموية التي قام بها النظام السوري منذ تولي حافظ الأسد الحكم إلى عهد بشار الأسد في حق الشعب السوري التي ذهب خلالها عشرات الآلاف من السوريين بين قتلى و مفقودين و معتقلين و مهجرين و التي لم يتوقف النظام عن ممارساته القمعية و الاستبدادية حتى اليوم.
و بعد كلمة الافتتاح للسيد غسان عبود كان هناك مفاجأة المؤتمر كلمة هيثم المالح شيخ الثورة السورية هذا هو الرابط لمن أراد الاستماع لها:
http://www.youtube.com/watch?v=4tympBM7BXE
ثم بدأ ممثلو الأحزاب المعارضة و شباب إئتلاف الثورة على التوالي يلقون بكلماتهم التي تؤكد دعمهم للثورة السورية و عدم وصايتهم عليها و نبذ كل الخلافات السياسية و الدينية و الطائفية و المذهبية و التأكيد على ديمقراطية دولة المستقبل و تعدديتها و احترامها للآخر مهما كان الاختلاف.

إلا أنه لم تخلو الجلسات من بعض المشادات و الخلافات حول طبيعة الدولة المرتقبة و طريقة بنائها و دستورها و شكل الحكم فيها، لكن كان الجميع يرجع إلى نقطة الاتفاق على إسقاط النظام التي لها الأولوية بالدرجة الأولى على كل المطالب الأخرى حتى يتسنى لهم تحقيق آمالهم و طموحاتهم مهما كانت طالما بالطرق الديمقراطية التي لا تلغي الآخر و لا تقصيه.

ثم جاء عرض النشطاء الحقوقيون لشرح مساعيهم في إثبات الجرائم و توثيقها و السعي إلى محاسبة الرئيس بشار الأسد و من تلوثت يديه بدماء السوريين من أعوانه و ضباطه و المضي إلى مجلس الأمن و المحكمة الجنائية الدولية لتجريمهم و ملاحقتهم دولياً و القضاء على حكمهم قانونياً بعد أن سقطوا شعبياً وصولاً إلى إسقاطهم السياسي بكشف جرائمهم للعالم أجمع و العمل على دفع الدول العربية و الإسلامية ممثلتين بالجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي على تغيير مواقفهم من الثورة السورية و الحصول على تأييدهم الكامل.

انتهت الجلسة الصباحية و بعد فترة الغداء تم تشكيل عدد من اللجان التي بدأت بوضع التوصيات و مناقشاتها اللازمة لنصرة الثورة و دعمها حتى سقوط النظام وكانت هذه اللجان هي أربعة لجان على الشكل التالي:
  1. اللجنة القانونية و تضم لجنة الشهداء
  2. اللجنة الإعلامية و التوعية الثورية
  3. لجنة التنظيم و التنسيق للمظاهرات في الخارج
  4. لجنة الإغاثة

على أن تقدم هذه اللجان توصياتها في اليوم التالي للمؤتمر.

و للأسف لم أستطع المشاركة بأي منها بسبب وصولي إلى الحد الأقصى من الجهد و التعب بعد ليلتين من السفرالطويل و عدم النوم و معاناة الألم الشديد ، و بعد تناول الغداء استسلمت إلى الفراش.

ما تم التأكيد عليه:
  • تجاهل قانون العفو الذي أصدره الرئيس الأسد و لجنة الحوار الوطنية.
  • رفض الحوار مع النظام.
  • إسقاط النظام .
  • محاكمة النظام و جميع من تورط في إراقة الدم السوري.
  • رفض التدخل العسكري الأجنبي طالما يمكن الاعتماد على الثورة السلمية في إسقاط النظام.
  • محاربة الطائفية و المذهبية بكل أشكالها و ألوانها.
  • مطالبة الأخوة العلويين بالمشاركة في الثورة و التأكيد لهم على عدم المساس بمن لم تتلوث يديه بالدم السوري.
  • المساواة بين السوريين جميعهم بدون تمييز أو تفضيل لأحد على أحد.
  • مطالبة العرب و المسلمين بالوقوف مع الثورة السورية و عدم السكوت على المجازر.
  • عدم الوصاية على الثورة و إنما توفير الدعم الكامل لها في الخارج.

ما يؤخذ على الكلمات التي ألقيت و ما جرى خلالها:
  • وجود النبرة الطائفية و المذهبية رغم المحاولات الجادة لتلافيها.
  • إثارة مشكلة علمانية أو دينية الدولة بشكل غير مقبول مما دفع إلى احتدام المواقف و تطورها بين بعض المشاركين.
  • استباق بعض المتحدثين للأحداث و مطالبتهم بتشكيل مجلس انتقالي.
  • فقدان الانضباط و كثرة الهتافات و الشعارات التي دفعت إلى الاشمئزاز و عدم التركيز في وسط الحضور من المشاركين و المراقبين و الإعلاميين ، في حين أثار غضب البعض الآخر منعهم من الهتاف.

أضواء على الأحداث:
  • كان حرص مؤيدي النظام الذين أتوا من سورية إلى تركيا و تجمعوا خارج الفندق الدخول إلى المؤتمر لإفشاله دليلاً كافياً بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية على ديكتاتورية النظام و قمعه لمعارضيه - لولا أن الشرطة التركية أبعدتهم خارج الفندق بما لا يقل عن ثلاثمائة متر حفاظاً على أمن المشاركين – و الذي شكل أيضاً دليلاً بيناً على السلوك الإجرامي لمؤيدي النظام لم يحتج منا إلى إيضاح أو شرح نقدمه للصحفيين و الإعلاميين الأجانب.
  • حصل احتكاك بين أحد المشاركين و اللجنة المنظمة بسبب تعليق  سيء على بعض المجريات كاد أن يثير فتنة بين الحضور ، تبين عندما تدخل أفراد اللجنة المنظمة أنه من المندسين على المؤتمر تسلل حتى يبعث الشعور بالفشل و الإحباط فيما بين الحضور  مما اضطر اللجنة المنظمة إلى إبعاده خارج المؤتمر و تسليمه لجهاز الأمن المشرف و هذا رابط للاطلاع على المشكلة
http://www.youtube.com/watch?v=qwv_eYOCFGU
إضافة إلى هذا الرابط الذي يعرض للمؤتمر و يتكلم عن المشكلة في الدقيقة الرابعة منه:
http://www.youtube.com/watch?v=XrCuPX7yeKA
  • سعي جميع المتكلمين على نفي تهم الطائفية عنهم كاد أن يسم يوم المؤتمر الأول بالطائفية فعلاً.
  • كثرة الهتافات التي جعلت المؤتمر يشبه مجلس الشعب السوري و الذي أعطى صورة غير لائقة عن مستوى الفهم الديمقراطي بين الحضور للمراقبين و الإعلاميين الحاضرين. على الرغم من أن الذين كانوا يقومون بالهتافات هم عدد صغير لم يتجاوزوا عدد أصابع اليدين.
  • على الرغم من ظهور عدد من الخلافات و وجهات النظر المتضاربة إلا أن الأجواء كانت تتميز بالحرية و الوضوح و عدم اللجوء إلى التستر و النفاق فلا تهديد و لا خوف و لا مخابرات و لا مخبرين و لا تهديد بالاعتقال و السجون و الفصل من الوظائف.
  • على الرغم من وجود عدد كبير من الأطياف السياسية و الحزبية إلا أن الاحترام و الكياسة الشخصية و احترام رأي الآخر كان هو السائد و المسيطر على أجواء الحديث و النقاش.
  • اتفاق الجميع بالرغم من الاختلافات الجذرية - في بعض الأحيان بين المتحاورين في الشكل و المبدأ - على ضرورة العمل سوياً و تأجيل الخلافات إلى ما بعد إسقاط النظام و محاكمة المجرمين.

انتظروا الجزء الثالث غدا إن شاء الله ..


by جميل داغستاني on Sunday, June 5, 2011 at 5:15pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق