الأربعاء، 8 يونيو 2011

الجزء الرابع: مؤتمر أنطاليا من 1 إلى 2 / 6 / 2011

يوم الخميس

كان يوماً مليئاً بالنشاط و المفاجأت بدأ بتناول الإفطار مع عدد من المشاركين من بينهم الدكتور رضوان زيادة الذي كنت أعتقد أنه حقوقي و اتضح أنه طبيب أسنان متخصص بجراحة الفكين و المفاجأة كانت أنه أستاذ في جامعة جورج واشنطن يدرس مادة العلوم السياسية - أذكر أيضاً أن الدكتورهيثم مناع طبيب نفسي و ليس حقوقي و كذلك عمار قربي طبيب أطفال – أخبرني د. رضوان أنه  غادر سورية في منتصف العقد الماضي بعد تعرضه لضغوط كبيرة من أجهزة الأمن و أنه تم التحقيق معه عدة مرات من قبل ضباط ذوي رتب عالية جداً مثل آصف شوكت و أنه قرر الهجرة بعد أن استحال وضعه في سورية بدون مضايقات.

تأخرت بداية المؤتمر إلى ما يقارب الساعة العاشرة بعد أن تم تغيير ترتيب القاعة إلى حلقات مفتوحة باتجاه عدد من الشخصيات الهامة من مختلف الأطياف السياسية و تولى إدارة الجلسة الدكتور محيي الدين لاذقاني الذي أوضح برنامج اليوم الختامي للجلسة:
  • استلام مقترحات من الحضور حول البيان الختامي للمؤتمر للدراسة
  • عرض توصيات اللجان المشكلة و السماح بالتعليق عليها ريثما يتم صياغة البيان الختامي
  • الإعلان عن البيان الختامي و التوقيع عليه
  • انتخاب الهيئة الاستشارية

إلا أن الدكتور محمود السيد الدغيم اعترض على انتخاب الهيئة بعد الإعلان عن البيان الختامي و رفض فكرة التوقيع على البيان بدون معرفة الهيئة الاستشارية. و قد أجاب منظمو المؤتمر طلب الدكتور محمود الدغيم و تم اعتبار الإعلان عن البيان الختامي هو آخر أنشطة المؤتمر.

سلم العديد من المشاركين مقترحاتهم بخصوص البيان الختامي ، و كان مقترحي هو:
  • اعتبار المشاركين في هذا المؤتمر بمثابة مؤسسين.
  • فتح المجال إلى انضمام كل من يوافق على البيان الختامي إلى هذا المؤتمر.
  • اتخاذ عنوان محدد للهيئة الاستشارية في بلد ما بفريق عمل ثابت.

و ما أن انتهى الجميع من تسليم المقترحات حتى بدأ منسقي اللجان المنبثقة عن المؤتمر بعرض توصياتهم التي ذكرت معظمها في الجزء الثاني.

ثم أعطي المجال لمن يريد أن يضيف شيئاً ، و الحقيقة أنه كان هناك عدد كبير ممن عرض أفكار كثيرة حول الدولة القادمة و شكلها و مضمونها و كان هناك خلاف واضح ما بين العلمانيين و الإسلاميين على علمانية الدولة أو مدنيتها  و لجعل الموضوع أكثر رسمية قام دعاة الدولة المدنية الديمقراطية بجمع التواقيع على بيان يفيد مطالبهم ، و قام العلمانيين بتشكيل ائتلاف فيما بينهم أعلن عنه في فترة الغداء ضم الأحزاب العلمانية العربية و الكوردية.

كانت بعض الكلمات التي ألقيت تتضمن اتهاماً لبعض الأحزاب كالأخوان المسلمين و الأحزاب القومية كما كان بعضها يحمل على الحكم التركي لسورية في الماضي في مقابل من يرى أن حكمها كان خيراً لسورية و بالرغم من حدة الخلافات إلا أن الجميع كان لديه هدف هام و وحيد هو إنجاح المؤتمر و التجاوز عن جميع الخلافات.

طبعاً من الكلمات الطريفة هي تلك التي طلب فيها الشيخ الخزنوي عدم تسمية الكرد بالأكراد و عبر عن رغبة الكرد بأن يشار إليهم بالكرد بدلا من الأكراد ، و قد سألته شخصياً حول السبب وراء ذلك فأجاب أن الأكراد تشابه لفظة الأعراب في العربية و أن الكرد تشبه لفظة العرب و كما أن العرب لا يحبون أن يشار إليهم بالأعراب فكذلك الكرد وليس لأجل أي شيء آخر كما أكد لي.

من الكلمات الهامة التي تم التأكيد عليها هي رغبة الجميع بإرسال رسالة إلى الطائفة العلوية بضمان سلامتهم و إعطائهم العهد بعدم المساس بهم في حال سقوط النظام إلا من تلوثت يداه بدماء السوريين ، و دعوتهم للانضمام إلى الثورة قبل فوات الأوان لقطع الطريق على عائلة الأسد الذين يريدون إثارة الطائفية و استغلال الطائفة العلوية في حربهم على الشعب السوري الأعزل للحفاظ على بقائهم في الحكم.

و لما تكررت الدعوات لنبذ الطائفية بشكل زائد عن الحد مع إشاعة الأخبار حول المحاصصات الطائفية و الفئوية في تشكيل قائمة الهيئة الاستشارية المرشحة لانتخابات المؤتمر وجدت أنه من واجبي التنبيه على ما آل إليه الخطاب السياسي في هذا المؤتمر فكانت كلمتي التي ألقيتها تنويه للابتعاد عن الطائفية و مفادها:

أيها المشاركون الكرام لقد بات ذكر الطائفية في خطب الكثيرين و كلماتهم مقلقاً فأرجو ألا نؤسس لخطاب طائفي كما أرجو ألا نؤسس لطائفية أو مذهبية ظاهرها ديمقراطية و باطنها عنصري ..
كما أرجو ألا ندع المجاملات تحكم الظاهر و المؤمرات تحكم الباطن فتنفجر في وجوهنا و تذهب بجهودنا هباء الريح..
نحن شباب خرجنا نطلب الحرية من ربق الطائفية و الاستبداد و الديكتاتورية و الفساد و الرشوة و الواسطة ..
فأرجوكم أرجوكم أن ترفعوا شعاراً واحداً هو الشخص المناسب في المكان المناسب ..

و بنهاية كلمتي انتهت الجلسة الصباحية و هم الحضور إلى الانصراف و قد بدى على الدكتور محمود الدغيم الذي مر من جانبي الانزعاج من طريقة تشكيل القوائم حيث أرادها أن تكون بحسب المناطق أو المحافظات و ليس بحسب الأحزاب و الطوائف و القوميات و قد أبديت له موافقتي على اقتراحه إذا كان وقت المؤتمر يسمح و على ذلك مضى الجميع.

تابعوا غداً الجزء الخامس و الأخير الذي يضم الأسماء الرابحة في التصويت و البيان الختامي ..


by جميل داغستاني on Wednesday, June 8, 2011 at 7:03pm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق