أنشئ من جموع المنشقين عن الجيش و أجهزة الأمن و الذين كانوا قد أعلنوا عن
انضمامهم إلى الثورة غير ملتزمين باستراتيجيات الثورة السياسية و آلياتها في الوصول إلى
تحقيق النجاح ؟ أم أنهم يعملون بشكل منفصل عنها ؟ ..
أصدر الضباط الأحرار بياناً في بداية هذا الأسبوع على لسان
حسن شندي أحد ضباط الجيش السوري المنشقين قد أذاعته قناة الجزيرة و هذا رابطه :
http://www.youtube.com/watch?v=nBH0qB6gfrI&feature
طلبوا فيه إمدادهم بالسلاح و العتاد العسكري لمواجهة
جرائم النظام الوحشية في حق الشعب السوري الأعزل و الدفاع عنه ، مما أحدث زوبعة كبيرة في وسط
المعارضة السورية في الخارج و التي كانت قد أكدت في كل المؤتمرات التي عقدتها في
الخارج و الداخل من أنطاليا إلى بروكسل إلى استانبول إلى المؤتمر التشاوري في دمشق
إضافة إلى ما أعلنه ثوار الداخل عن رفضهم للعمل المسلح الذي سيعطي النظام المبررات
التي كان يحاول اختلاقها منذ بداية الأحداث بحجة العصابات المسلحة السلفية تارة و
القاعدة تارة و الأمريكية و الإسرائيلية تارة أخرى و قد حذرت المعارضة بجميع أطيافها
من مغبة تحول الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة و اندلاع حرب أهلية لا تبقي و لا تذر تجعل
من سورية صومالاً عربياً جديد ..
و قد طالبت المعارضة مجموعة أنطاليا في وقت لاحق الضباط
الأحرار بالتراجع عما صرح عنه المتحدث باسمهم حسن شندي عن نيتهم بدء الأعمال
المسلحة ضد النظام بإصدار بيان نفي لما جاء على لسان شندي و الذي ما زلنا بانتظاره
حتى هذه اللحظة ..
هذا و يؤكد عدد من المطلعين على العمليات العسكرية في
الداخل أن كثير من هذه العمليات باتت لملاحقة المنشقين عن الجيش و قوات الأمن التي
هاجمت المدن و البلدات الآمنة خلال الأشهر الثلاثة الماضية و قامت بقتل و ترويع و اعتقال
العديد من أهلها الذي دفع هؤلاء العناصر المنشقة بعد أن رأوا بأم الأعين عدم
امتلاك المدنيين لأي سلاح و أنهم عزل تماماً إلى الانشقاق و الهرب إلى مدنهم و
قراهم أو اللجوؤ إلى الدول المجاورة كتركيا ..
و قد صرح في وقت سابق المقدم المنشق حسين الهرموش الناطق
الرسمي عن الضباط الأحرار في إحدى اتصالاته مع قناة الجزيرة أن المنشقون استطاعوا إيقاف
حملة مداهمة كبيرة على جسر الشغور خلال الشهر الماضي ليمكنوا الأهالي من الهروب
إلى تركيا بعد أحداث عنيفة دارت في جسر الشغور و معرة النعمان نجمت عن انشقاق في
أجهزة الأمن داخل المدينتين كان هدفها قمع المظاهرات ..
و تؤكد المصادر الموثوقة في الداخل أن العمليات العسكرية
التي لا زالت دائرة في معرة النعمان و محيط إدلب ما هي إلا استمرار لملاحقة
الجماعات المنشقة و محاولة إلقاء القبض عليها و التخلص من أفرادها قبل خروجهم من
مناطق تمركز قطعاتهم العسكرية التي كانوا ينتمون إليها أو وصولهم إلى تركيا لألا
يقدموا شهاداتهم على الأوامر التي تلقوها من قيادتهم في إعمال القتل و القنص و
الرمي بالرصاص الحي التي تقدم تفسيراً للجرائم التي يقوم بها النظام ..
هذه العمليات التي قام و يقوم
بها النظام بطرق عشوائية متوحشة غير منظمة باءت بالفشل و لم تستطع قوات النظام القبض
على المنشقين و أن المدنيين هم المتضررين الوحيدين من هذه العمليات العسكرية
الوحشية التي يقوم بها النظام الذي فقد
الشرعية و أن الانشقاقات قد ازدادت بشكل كبير في وسط الجيش و القوات التي تقوم
بمداهمة المدن الآمنة الخالية من السلاح ..
و في النهاية أتمنى ألا تكون الاختلافات الصحية التي تتعرض
لها المعارضة قد أدت إلى ما يعرض الثورة إلى أي انتكاسة و لو في أبسط مكون من
مكوناتها ..
كما أتمنى من الضباط الأحرار ألا يعطوا النظام المبرر لقتل المزيد من
شعبنا الأعزل البريء ، و أن يبادروا إلى توضيح ما دلت عليه تصريحات حسن شندي في
عسكرة المعارضة أو إنشاء جناح عسكري لها ..
و أخيراً أعود و أؤكد ما تم الاتفاق عليه في أنطاليا و
استانبول و ما اتفقت عليه كل أطياف المعارضة في الداخل و الخارج من دعمها للثورة و
مطالبها و حرصها على سلمية الثورة و وطنيتها ..
by جميل داغستاني on Tuesday, July 5, 2011 at 6:29pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق