من نعم الله على عباده المجتهدين وجود الأعداء و الحساد و البغاض و المفترين و الذين هم في أكثر الأحيان من أقرب الأقرباء .. و ما نبي الله نوح عن ذلك ببعيد إذ لولا إبليس عليه لعنة الله لما عرفت البشرية عملية تفليج منشار الخشب و لما استطاع نوح قطع الخشب بسهولة و بناء السفينة في وقت أقصر .. فحرص إبليس على إعطاب المنشار أدى إلى نجاح النبي نوح في تنفيذ مهمته على أكمل وجه و في أسرع وقت .. و العبرة لمن اعتبر ..
السبت، 18 يونيو 2011
الثلاثاء، 14 يونيو 2011
لولاء للوطن أم للدين ..
الولاء للوطن أم للدين ..
فالولاء أخلاق تبنى في مجتمعاتنا على الدين .. و العرف يؤكد ذلك في مجتمعنا بحسب المقولة الشهيرة "من هان عليه عرضه هان عليه وطنه" فالعرض الذي هو مفهوم ديني يرتبط بالمعتقد و يضبطه العرف و هو وجه رئيسي للوطنية ..
لذلك فإن الدين هو ضمانة للوطنية و ليس تهديداً لها .. و ما من دولة حاربت الدين في مجتمعات تبنى أخلاقها و قيمها على الدين إلا سقطت في الفساد و تحولت حكومتها إلى عصابات تسيطر عليها و أصبحت فيها الوطنية تقاس بالولاء للأشخاص ..
و في ظل الدول المدنية التي تقوم المواطنة فيها على احترام الدستور و القوانين و ليس على الولاء للزعماء و الأشخاص فإن الولاء فيها للأعراق أو القوميات أو المذاهب أو الطوائف أو القبائل يغدو ضعيفاً و يستمر حتى يتلاشى ..
في حين يلجأ الناس في الدول الاستبدادية حيث الحكومة فيها فوق القانون إلى الاحتماء بالعرق أو القبيلة أو الطائفة أو المذهب أو الحزب و يجعل الولاء لأي واحدة منها ، هذه الولاءات تكون عرضة للتغيير بحسب تغير موازين القوى التي تحكم المجتمعات و الناس لا يغيرون ولاءاتهم تبعاً لتغير الظروف إلا خوفاً على مصالحهم و أمنهم و سلامتهم ..
فمن كان من دعاة الولاء للوطن قبل أي شيئ آخر فعليه أن يدعو لدولة القانون الذي يعلو و لا يعلى عليه و الذي يكون فيه الزعماء السياسيون خادمون له و ليس هو خادمهم ، كما أن عليه ألا يقحم الدين في صراع مع الدساتير و القوانين بل يعتبره موجهاً و دليلاً لضمان عدالتها من حيث كونه مصدراً للقيم و الأخلاق ..
فالالتزام أو الولاء في صوره الإيجابية لا يتأتى إلى بالتربية السليمة المنضبطة بالقيم و الأخلاق و التي هي في مجتمعاتنا مصدرها الدين.
الأحد، 12 يونيو 2011
الجزء الخامس و الأخير: مؤتمر أنطاليا 1 – 2 / 6 / 2011
الخميس بعد الظهر
كانت استراحة الغذاء التي لم يتسنى لنا تناول الغداء فيها بسبب اللقاءات و النقاشات ، كان لي لقاء صحفي انضممت إليه متأخراً برفقة الأخ منذر الزملكاني مع صحفيتين إسبانية و يونانية جرى الحديث فيه عن الثورة و جرائم النظام و إصرار الشعب السوري على تغيير النظام.
كما انضم إلينا أحد شيوخ العشائر ، الشيخ محمد الشعلان خلال جلستي مع الأخوة غسان إبراهيم و واصل الشمالي و منذر الزملكاني و قد قدم الشيخ محمد تحليل شامل للموقف العربي تجاه الثورة في سورية و كان حديثه متفائلاً حول اقتراب سقوط النظام السوري.
و من الأمور الهامة التي وقعت خلال فترة الغداء هي اعتراض الدكتور محمود الدغيم على طريقة تشكيل القوائم فقد كان من معارضي اختيار الممثلين بناء على الأحزاب المعارضة أو الطوائف أو القوميات و كان يفضل طريقة التمثيل بحسب المحافظات ، و قد دار خلاف كبير بينه وبين لجنة التنظيم إلا أن الجنة لم تسمح لأحد بالاطلاع على مجريات الخلاف، و قد حلت المشكلة في النهاية بالإبقاء على الأسلوب المتبع كما اتضح لاحقاً.
و في الجلسة المسائية تم الإعلان عن طلب القوائم المرشحة لوضعها على الكمبيوتر و عرضها للتصويت على المشاركين و من ثم طلب مدير الجلسة من أصحاب القوائم الانتخابية أن يقدموا قوائمهم للجنة و يشرحوا طريقة تشكيلها للمشاركين و الاستعداد للتصويت عليها.
وقد دعي السيد محمد العبد الله الذي قام بتشكيل اللجنة الأولى ليشرح عملية الاختبار كيف تمت و كيف تم تقسميها فكان التالي:
- أربعة عن الأخوان المسلمين تم ترشحهم من قبل الأخوان هم:
ملهم الدروبي ، نجيب غضبان ، معاذ السباعي ، حسين عبد الهادي.
- أربعة عن الكرد أيضاً تم ترشيحهم من قبلهم هم:
مراد الخزنوي ، وليد شيخو ، رضوان باديني ، محمد رشيد.
- أربعة عن العشائر كذلك بنفس الطريقة:
سالم المسلط ، أحمد الإبراهيم ، معتصم الحريري ، أمير الدندل.
- إثنين عن إعلان دمشق أيضاً هم:
غسان المفلح ، تامر العوام.
- سبعة عشر من المستقلين من بينهم ثلاثة علويون بعضهم من حزب الحداثة كما أخبرتنا الأخت سندس سليمان و قد أوضح محمد العبد الله أنه تم اختيار عشرة منهم تحت سن الثلاثين و الباقي فوق الثلاثين و هم:
سندس سليمان ، نور المصري ، سليم منعم ، عامر العظم ، زهير اسماعيل، أكثم بركات ، محمد صادق شيخ ديب ، محمد منصور ، وجدي مصطفى ، عبد الرحمن جليلاتي ، محمد كركوتي ، صالح الطحان ، رياض غنام ، عمار قربي ، خولة يوسف ، حمدي عثمان ، رضوان زيادة.
و كان من المفاجئ انسحاب محمد العبد الله من القائمة و إعطاء مكانه لأحد الأخوة المستقلين لا أذكر من كان بالضبط.
كما دعي الدكتور أسامة ملوحي لحديث عن قائمة المستقلين التي شكلها و كانت كلها من المستقلين تماماً و الحقيقة أن زميلي في الغرفة قد علم بإدراج اسمي في القائمة و أخبرني قبل التصويت عليها بساعتين تقريباً و لم أجد مانعاً من قبول ذلك و قد كانت القائمة مؤلفة من واحد و ثلاثين اسماً هي:
د. أسامة الملوحي ، مأمون نقار ، محمود علي الخلف ، د. محي الدين اللاذقاني ، د. حمدي أبو الشامات ، علي الأحمد ، عبد الغني الحمدو ، محمد نور خالد ، عمار عبد الحميد ، جميل داغستاني ، مريم الجلبي ، فرهاد أحمد ، عبد الرحمن ربوع ، حسين علي الفرحان ، مهجة القحف ، عزو محمد الناجي ، جميل الشعار ، د. تيسير بيريص ، محمد خير عبد الهادي ، ربيع شعار ، بلال داوود ، حكمت شكاكي ، وائل فرج ، هيثم العواد ، نعيم إبراهيم ، أديب الشيشكلي ، سمية عبد ربه ، أشرف المقداد ، فهد الآغا المصري ، نورس قدور ، موان دعاس
أيضا من المفاجات كان ورود اسم مريم جلبي في كلا القائمتين ثم اختيارها لقائمة المستقلين .
طبعا وزعت أجهزة التصويت و كان الرقم واحد لاختيار القائمة الأولى و الرقم إثنين للقائمة الثانية و كما تعلمون فقد كانت نتيجة التصويت 203 للقائمة الأولى و 50 صوت للقائمة الثانية في حين امتنع ما يقارب الثمانين مشاركاً عن التصويت.
طبعاً و بكل رحابة صدر قام مرشحو القائمة الثانية لتهنئة الفائزين بالتصويت و انتخابهم أول هيئة وطنية تمثل الشعب السوري و أعتبر نجاح التصويت نجاحاً للمؤتمر عموماً ، ثم جلس الجميع للاستماع إلى البيان الختامي للمؤتمر و الذي سأنشره على حدة و يمكن الاطلاع عليه في نفس الصفحة على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/note.php?created&¬e_id=209368282432946&id=203227136380394
أضواء على المؤتمر:
- ظهر تسامح كبير عند معظم المشاركين و تجاوز الكثير عن الأخطاء التي شابها تنظيم المؤتمر.
- لم يكن هناك ما يدل على العمالة لأي جهة في العالم لا أمريكية و لا إسرائيلية فالمطالب وطنية بحتة و التصريحات واضحة برفض التدخل العسكري الأجنبي ، و بالتالي أظهر المشاركون حساً وطنيا عالياً تجاه مطالب الثورة و شبابها و الحاجة إلى التوافق و إنجاح المؤتمر.
- ظل من غير المعلوم دور من لم يشارك في اللجان و لم ينتخب في الهيئة الاستشارية.
- أعلنت العشائر عن اختيارها للدكتور محمود السيد الدغيم ناطقاً رسمياً لها.
- صحيح أن التصويت جرى بطريقة شفافة إلا أن العديد و أنا منهم كنا مستائين من طريقة تشكيل القوائم و اتفاق كل الكتل المعارضة على تشكيل قائمة واحدة بدت أنها القائمة الرابحة و كانت مشابهة لقائمة أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية رابحة رابحة بكل الأحوال ، بمعنى أنه لم يتبق من الأحزاب أحد للمشاركة في القائمة الأخرى و بالتالي كان الفارق كبيراً بين نتيجتي التصويت بين 20 إلى 80 %.
- و بانتهاء المؤتمر بدأت النقاشات حول طبيعة الفترة القادمة من شكل الحكومة إلى طبيعة الدستور إلى اختلاف الأحزاب و الميول السياسية لها و استمرت حتى الصباح بين اتفاق و اختلاف .
- أيضا كان لي شرف التعرف على مشروع الطريق إلى دمشق من الآنسة مريم جلبي و له صفحة على الفيسبوك.
- كما لا أنسى أن أذكر تلك التجربة الظريفة التي قمت بها للترويج لقائمة المستقلين خلال النصف ساعة التي سبقت التصويت و التي رسمت على وجوه المشاركين شيئا من الاستغراب ، كنت أحس أني حر لا تقيدني سلطة أحزاب القائمة الأولى أو تهديدات مناصريها كان شعوراً رائعاً أتمنى أن يتكرر ثانية حتى لو لم أفز بأي شيء.
في اليوم التالي كان موعد مغادرة الفندق و مفارقة عدد من الأصحاب الذين تركوا في نفسي بصمة لا أنساها من الثقة و عزة النفس و المؤازرة و التكاتف و كان من أصعب الأشياء التي حزت في صدري مفارقة أخوين كريمين هما منذر الزملكاني و واصل الشمالي ، إذ بالرغم من قصر الفترة التي اجتمعنا بها إلا أن شيئاً من الألفة حل في قلوبنا لا أنساه حتى هذه اللحظة.
أيضاً من الأشياء التي لن أنساها أنني لم أستطع الصلاة في أي مسجد من مساجد أنطاليا و لا حتى صلاة الجمعة بسبب الإجراءات الأمنية
و بسبب تعرض إثنين من المشاركين الذين غادروا يوم الخميس لمحاولة الاعتداء عليهم قرب المطار من شبيحة النظام فقد قام الأمن التركي مشكوراً بالإشراف على عملية المغادرة و الوصول إلى المطار.
و لا أنسى المجموعة التي غادرت معهم في عصر يوم الجمعة كم كان التفاؤل يغمرنا و كانت الأحاديث تنساب بيننا كأننا عائلة واحدة من أكبرنا إلى أصغرنا ، أخص بالذكر السيدة سيما عبد ربه و الأخ عبد الرحمن ربوع و الأستاذ محمد كركوتي و السيد عماد المسدي و المهندس باسل الحفار و الدكتور حمدي أبو الشامات و المخرج وليد قوتلي .. أشكركم جميعا على الأوقات الطيبة التي قضيتها معكم و أتمنى أن نلتقي في سورية قريباً لا أحد يهددنا و لا أحد يعتقلنا بسبب آرائنا أو أفكارنا ..
النظام الإجرامي ساقط و لا زالوا لا يصدقون ..
حتى اليوم لا زال الكثير منا في الخارج يقبل اعتذار المترددين و الخانعين بحجة الخوف على أهلهم و عوائلهم و يجيزهم على جبنهم و تخاذلهم في نصرة الثورة
و يقولون "حرام لازم نعذرهم مضطرين لا تضغطوا عليهم" ..
في الوقت نفسه نجدهم يقبلون أن يتهم فيهم الأحرار الذين لم توقفهم أموالهم و لا أهليهم عن مناصرة الثورة علناً و الدفاع عنها في كل محفل
فيقولون "إما أنهم شجعان جداً أو أنهم عملاء يتجسسون على الناس قد أمنوا العقوبة" ..
و الويل و الثبور لمن يظهر شجاعة كبيرة في مواقفه من الثورة تفوق مواقف وجوه القوم و سادته .. فهذا إلى الخيانة و العمالة أقرب ..
لهذا لم تخرج الثورة منكم أيها المرجفون .. لهذا خرجت الثورة من الشباب الذي لم تصله أمراضكم و لم تصبه لعناتكم .. فحب الدنيا و حب الذل غلب عليكم .. و غلب على هؤلاء الأبطال حب الحرية و الكرامة و الإيثار ..
أيها السادة أين الحرية التي بتم دهراً تطلبونها ؟؟؟؟ أين الكرامة التي هاجرتم إلى كل بقاع الأرض تبحثون عنها ؟؟؟؟
تجيزون المتخاذل و تكبحون الحر المناضل !!! بأي الموازين تكيلون ؟؟!!
أي دعم للثورة و الأحرار هذا الذي تقدمونه ؟؟؟؟ ...
إعلموا أن لحظة النصر قد اقتربت ساعتها و إن نظام الجور و الذل ساقط ساقط ..
أرجوكم توقفوا عن التخوين لبعضكم و أنشروا الثقة بينكم .. أين أنتم من أهل بانياس و أهل حمص و حماة و كل سورية الذين هتفوا لدرعا و هتفت لهم "نحنا معاك للموت" .. أبن أنتم من قول صحابة رسول الله: "أمرنا أن نعامل الناس على ظواهرهم" كيف تخونوا من يؤاذركم و يشد على أيدي ثواركم ؟؟؟ أين أخلاقكم ؟؟؟
أرجوكم أن تبدأوا الاعتياد على سورية الحرة الأبية .. على سورية الكرامة و العزة و الشرف .. على سورية النخوة و الثقة و المروءة .. على سورية التي أهلها يشد الواحد فيهم عضد أخيه لا يعرفه و لا يقربه فقط لأنه يسانده في ثورته ضد عصابات الإجرام الأسدية ..
أرجوكم حرروا أنفسكم من قيم الذل و الخنوع الذي نشأتم عليه .. ثقوا ببعضكم و انطلقوا و ارفعوا قيم الحرية و الكرامة التي ليس فيها إلا الثقة و العون و التعاون و النصرة ..
لقد أصبح السوريون متحدين كالجسد الواحد .. لقد أصبحوا أحراراً من مخاوفكم و ظنونكم .. لم يعد من أمل لوجود الخونة بينهم .. و الكل مؤمن بسقوط النظام إما اليوم و إما غداً ..
ما بالكم لا تتقبلون فكرة انتهاء هذا النظام .. لقد انتهي و اقتربت ساعته ..
إلحقوا فإن القطار على الطريق لا يفتكم .. فلم يعد في الوقت متسع و لا يعود لكم رفيق ..
الجمعة، 10 يونيو 2011
حق السوريين ..
سلام شباب .. كل مرة أرى من يأتي ليزاود على السوريين فيما وصلوا إليه أو يحاول تأويلهم و تفسيرهم على مقاس مصالحه .. و أنا أقول لهم جميعاً .. العدل لا يعرف المذاهب و الطوائف و لا الانتماءات و المشاريع السياسية .. و الشعب السوري يريد حريته و كرامته كاملة غير منقوصة سواء هذا اتفق مع المشروع الإيراني أو الصهيوني أو الهندي و سواء هذا كان في مصلحة اليسار أو اليمين أو المقاومة أو المعارضة أو عباد الشياطين .. من يقف مع حق الشعب السوري سوف يكون حليفاً للشعب السوري و كل من يقف مع من يقف ضد حقوق الشعب السوري فالشعب السوري سيعتبرهم كلهم عدواً له .. هذا هو المعيار و هذا هو محور القضية اليوم و الميزان هو الحق و ليس اعتبارات الآخرين .. فإذا لم يكن الشعب السوري حراً ذو كرامة على أرضه فلن يكون حراً ذو كرامة في أي مكان.
الأربعاء، 8 يونيو 2011
الجزء الرابع: مؤتمر أنطاليا من 1 إلى 2 / 6 / 2011
يوم الخميس
كان يوماً مليئاً بالنشاط و المفاجأت بدأ بتناول الإفطار مع عدد من المشاركين من بينهم الدكتور رضوان زيادة الذي كنت أعتقد أنه حقوقي و اتضح أنه طبيب أسنان متخصص بجراحة الفكين و المفاجأة كانت أنه أستاذ في جامعة جورج واشنطن يدرس مادة العلوم السياسية - أذكر أيضاً أن الدكتورهيثم مناع طبيب نفسي و ليس حقوقي و كذلك عمار قربي طبيب أطفال – أخبرني د. رضوان أنه غادر سورية في منتصف العقد الماضي بعد تعرضه لضغوط كبيرة من أجهزة الأمن و أنه تم التحقيق معه عدة مرات من قبل ضباط ذوي رتب عالية جداً مثل آصف شوكت و أنه قرر الهجرة بعد أن استحال وضعه في سورية بدون مضايقات.
تأخرت بداية المؤتمر إلى ما يقارب الساعة العاشرة بعد أن تم تغيير ترتيب القاعة إلى حلقات مفتوحة باتجاه عدد من الشخصيات الهامة من مختلف الأطياف السياسية و تولى إدارة الجلسة الدكتور محيي الدين لاذقاني الذي أوضح برنامج اليوم الختامي للجلسة:
- استلام مقترحات من الحضور حول البيان الختامي للمؤتمر للدراسة
- عرض توصيات اللجان المشكلة و السماح بالتعليق عليها ريثما يتم صياغة البيان الختامي
- الإعلان عن البيان الختامي و التوقيع عليه
- انتخاب الهيئة الاستشارية
إلا أن الدكتور محمود السيد الدغيم اعترض على انتخاب الهيئة بعد الإعلان عن البيان الختامي و رفض فكرة التوقيع على البيان بدون معرفة الهيئة الاستشارية. و قد أجاب منظمو المؤتمر طلب الدكتور محمود الدغيم و تم اعتبار الإعلان عن البيان الختامي هو آخر أنشطة المؤتمر.
سلم العديد من المشاركين مقترحاتهم بخصوص البيان الختامي ، و كان مقترحي هو:
- اعتبار المشاركين في هذا المؤتمر بمثابة مؤسسين.
- فتح المجال إلى انضمام كل من يوافق على البيان الختامي إلى هذا المؤتمر.
- اتخاذ عنوان محدد للهيئة الاستشارية في بلد ما بفريق عمل ثابت.
و ما أن انتهى الجميع من تسليم المقترحات حتى بدأ منسقي اللجان المنبثقة عن المؤتمر بعرض توصياتهم التي ذكرت معظمها في الجزء الثاني.
ثم أعطي المجال لمن يريد أن يضيف شيئاً ، و الحقيقة أنه كان هناك عدد كبير ممن عرض أفكار كثيرة حول الدولة القادمة و شكلها و مضمونها و كان هناك خلاف واضح ما بين العلمانيين و الإسلاميين على علمانية الدولة أو مدنيتها و لجعل الموضوع أكثر رسمية قام دعاة الدولة المدنية الديمقراطية بجمع التواقيع على بيان يفيد مطالبهم ، و قام العلمانيين بتشكيل ائتلاف فيما بينهم أعلن عنه في فترة الغداء ضم الأحزاب العلمانية العربية و الكوردية.
كانت بعض الكلمات التي ألقيت تتضمن اتهاماً لبعض الأحزاب كالأخوان المسلمين و الأحزاب القومية كما كان بعضها يحمل على الحكم التركي لسورية في الماضي في مقابل من يرى أن حكمها كان خيراً لسورية و بالرغم من حدة الخلافات إلا أن الجميع كان لديه هدف هام و وحيد هو إنجاح المؤتمر و التجاوز عن جميع الخلافات.
طبعاً من الكلمات الطريفة هي تلك التي طلب فيها الشيخ الخزنوي عدم تسمية الكرد بالأكراد و عبر عن رغبة الكرد بأن يشار إليهم بالكرد بدلا من الأكراد ، و قد سألته شخصياً حول السبب وراء ذلك فأجاب أن الأكراد تشابه لفظة الأعراب في العربية و أن الكرد تشبه لفظة العرب و كما أن العرب لا يحبون أن يشار إليهم بالأعراب فكذلك الكرد وليس لأجل أي شيء آخر كما أكد لي.
من الكلمات الهامة التي تم التأكيد عليها هي رغبة الجميع بإرسال رسالة إلى الطائفة العلوية بضمان سلامتهم و إعطائهم العهد بعدم المساس بهم في حال سقوط النظام إلا من تلوثت يداه بدماء السوريين ، و دعوتهم للانضمام إلى الثورة قبل فوات الأوان لقطع الطريق على عائلة الأسد الذين يريدون إثارة الطائفية و استغلال الطائفة العلوية في حربهم على الشعب السوري الأعزل للحفاظ على بقائهم في الحكم.
و لما تكررت الدعوات لنبذ الطائفية بشكل زائد عن الحد مع إشاعة الأخبار حول المحاصصات الطائفية و الفئوية في تشكيل قائمة الهيئة الاستشارية المرشحة لانتخابات المؤتمر وجدت أنه من واجبي التنبيه على ما آل إليه الخطاب السياسي في هذا المؤتمر فكانت كلمتي التي ألقيتها تنويه للابتعاد عن الطائفية و مفادها:
أيها المشاركون الكرام لقد بات ذكر الطائفية في خطب الكثيرين و كلماتهم مقلقاً فأرجو ألا نؤسس لخطاب طائفي كما أرجو ألا نؤسس لطائفية أو مذهبية ظاهرها ديمقراطية و باطنها عنصري ..
كما أرجو ألا ندع المجاملات تحكم الظاهر و المؤمرات تحكم الباطن فتنفجر في وجوهنا و تذهب بجهودنا هباء الريح..
نحن شباب خرجنا نطلب الحرية من ربق الطائفية و الاستبداد و الديكتاتورية و الفساد و الرشوة و الواسطة ..
فأرجوكم أرجوكم أن ترفعوا شعاراً واحداً هو الشخص المناسب في المكان المناسب ..
و بنهاية كلمتي انتهت الجلسة الصباحية و هم الحضور إلى الانصراف و قد بدى على الدكتور محمود الدغيم الذي مر من جانبي الانزعاج من طريقة تشكيل القوائم حيث أرادها أن تكون بحسب المناطق أو المحافظات و ليس بحسب الأحزاب و الطوائف و القوميات و قد أبديت له موافقتي على اقتراحه إذا كان وقت المؤتمر يسمح و على ذلك مضى الجميع.
تابعوا غداً الجزء الخامس و الأخير الذي يضم الأسماء الرابحة في التصويت و البيان الختامي ..
لماذا نجح حافظ الأسد و فشل بشار ..
يتساءل الكثير من الشباب لماذا نجح حافظ في حكم نفس البلاد التي فشل بشار في إدارتها ؟ ..
دعونا نرجع قليلا للوراء ..
فحافظ الأسد الذي هو من الطائفة العلوية انتسب إلى حزب البعث منذ بدايات نشوء الحزب و نشط داخله بشكل جيد فأسس فرع اللاذقية و خلال دراسته في الكلية الجوية رأس اتحاد الطلبة الجامعيين و في الوقت الذي كان يتقدم مهنياً على مستوى الخدمة العسكرية كان يتقدم أيضاً على المستوى السياسي و لم يلبس أن وصل إلى أن يكون أحد أعضاء اللجنة العسكرية التي رفضت حل الحزب على إثر الوحدة مع مصر و التي سيطرت على الحزب فيما بعد ، ثم ما لبس أن كان أحد قيادي ثورة الثامن من آذار حيث أعلن في وقتها قانون الطوارئ و سرح الضباط الغير بعثيين من الجيش و تم تحييد الحزب القومي السوري الأجتماعي ..
و تمت سيطرة الحزب على الجيش و الدولة ..
ثم أعيد إلى الخدمة العسكرية بعد أن سرح منها و عين قائداً للقوات الجوية ثم شغل منصب وزير الدفاع إلى أن قام بالحركة التصحيحية و انقلب على الرئيس نور الدين الأتاسي و أمين حزب البعث صلاح جديد و وضع الجميع في السجن و عدل الدستور و أصبح حزب البعث في الدستور حزباً يقود الدولة و المجتمع.
و تمت سيطرة حافظ الأسد على الدولة و الحزب ..
و بعد تثبيت السلطة عمد حافظ الأسد إلى إنشاء الجبهة الوطنية التقدمية التي ضمت جميع الأحزاب المعارضة المتبقية عدا الأخوان المسلمين في إطار واحد يتحكم به حزب البعث مما مكن حافظ الأسد من السيطرة على الأغلبية السياسية و أصبح حافظ الأسد يسيطر على الدولة و الجيش و الحياة السياسية ..
ثم مالبس أن دخل حرب تشرين و خرج منها بانتصار معنوي استطاع من خلاله القضاء على أي تهديد في الجيش أو المعارضة السياسية ، ثم استطاع بحجة العمل المسلح الذي قامت به بعض فصائل الأخوان المسلمين في حماة أن يقضي عليهم في حماة و كل سورية قضاء تاماً و على أي شخصية علمية أو دينية أو شعبية لها علاقة بهم أو ليس لها علاقة بهم.
و بالتالي تم تفريغ الحياة السياسية من جميع أشكال المعارضة ..
و انتهى حافظ الأسد من تشكيل دولته التي فصّلها على قياسه تماماً كقائد ذي شخصية ديكتاتورية فأصبح:
- · رئيس الجمهورية
- · و القائد العام للجيش و القوات المسلحة
- · و الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
- · و رئيس مجلس القضاء الأعلى
- · و الحاكم العرفي
و بالخلاصة فقد حرّم السياسة على أي أحد غيره إلا بالقدر الذي هو يريده أو تحتاجه سطوته و ترك للناس التجارة و المال و الصناعة ، و اكتفى من التجار و العلماء بولاء مطلق له.
و بالرغم من ديكتاتوريته إلا أنه ترك للناس متنفساً في أقواتهم و أعمالهم التجارية و الاجتماعية و كان في كل سنة يترك شيئاً إضافياً مثل معاهد تحفيظ القرآن و غيرها من الأعمال الخيرية و الدعوة.
ثم ورث بشار كل هذه التركة الضخمة من السلطات و الأعوان ..
و لم يكن عسكرياً فذا تدرّج في الرتب العسكرية حتى استحق أن يكون القائد العام للجيش و القوات المسسلحة ، كما لم يكن ذاك الإداري الناجح الذي لديه الحلول و الأفكار النيرة الذي دفعته في السلم الوظيفي و المراتب الوزارية فأوصلته إلى سدة الحكم ، و لم يك أيضاً ذاك السياسي الذي كسب محبة الناس و رضاهم و عبّر عن طموحاتهم و أحلامهم و حقق ما حققه بالفوز بالانتخابات و وصل إلى قيادة الحزب أو إلى مجلس الشعب ثم إلى رئاسة الجمهورية ، و لا قدّم أي شيء ليستحق كل هذه المناصب.
فلم يشعر بقيمة ما تركه له أبوه من السلطة و السيادة على هذه الأمة و لم يحاول أن يستخدمها لصنع مجده الخاص في تطوير البلد و إيصاله إلى مستوى البلدان المجاورة له مثل تركيا ، فلم يكتفي بكل هذه السلطات بل قفز إلى السيطرة على المال و التجارة فعمد إلى إشراك أقربائه في التحكم بموارد الدولة و الشعب و تسخيرهما للعائلة و زيادة غناها و سطوتها على مكاسب الناس و معايشهم .
فحافظ الأسد احتكر الحكم و السياسة و عمل بشار على احتكار المال و التجارة ..
إذاً .. استخدم حافظ الأسد طائفته للتمكن من رئاسة الحزب و استخدم الحزب للتمكن من الاستيلاء على الجيش و استخدمهما للاستيلاء على الدولة ثم سخرهم جميعاً للاستيلاء على الحياة السياسية برمتها ثم على المجتمع كاملاً ثم بسط حكم العائلة على كل شيء و اكتفى بالتسلط السسياسي و الأمني ، فأصبح يحكم المجتمع كله بالاعتماد على طائفته و من والاهم و يحكم طائفته بالاعتماد على أسرته و من خضع لهم.
أما بشار الذي ورث حكم الأسرة و من خضع لها من الطائفة فقد فتح المجال لمشاركة الأسرة له في الحكم و ترك لهم السيطرة على المال و التجارة فاستولوا على أرزاق الناس و تجاراتهم و شاركوهم في أموالهم و مكاسبهم حتى أحكموا الخناق على الناس ، حتى الدين لم يسلم منهم فقد دخلوا في شراكة مع إيران و حزب الله اللبناني لزيادة المد الشيعي في المنطقة، و حتى حلفاءهم من المثقفين العلمانيين الذين كانوا يقدمون لهم النصيحة أودعوهم السجون بتهم ليس لها معنىً غير الرغبة بالتخلص منهم ، فلم يعد هناك من مجال للحياة إلا بموافقتهم تماماً و العمل معهم أينما يطلبون في شركاتهم أو تجاراتهم أو مؤسساتهم ، و هكذا أخذوا يستولون على البلد شيئا فشيئاً ، لولا أن الثورة فاجأتهم و لم تمنحهم الوقت الكافي لابتلاع كل شيء و تحويل المواطنين إلى عبيد يعملون لهم.
و بالخلاصة فقد سيطرت هذه العائلة على الدولة و الحزب و الجيش و الأمن و المال و التجارة و الدين و الطائفة و المجتمع و لا أعلم على ماذا كانوا سيستولون أيضاً لو لم يكتب هؤلاء الصغار على جدران درعا الشعب يريد إسقاط النظام.
الإعلام السوري و اغتيال الضمائر ...
الإعلام السوري و اغتيال الضمائر ..
في الوقت الذي تقوم أجهزة الأمن و الفرقة الرابعة و عصابات الشبيحة بالقتل الممنهج للمتظاهرين العزل و أطفالهم و نسائهم و سرقة ممتلكاتهم و تدمير ما لا يمكن سرقته ، تعمل أجهزة الإعلام السوري على كي وعي المواطن السوري الذي لا يقف مع المتظاهرين و ثورتهم فتغتال ضميره و فكره و وجدانه بفبركاتها و حججها و تمثيلياتها مستعينة بقدرة الأجهزة الأمنية على اختلاق البيئة اللازمة و استخدام المكان و الزمان و الألبسة و الأشخاص ، ثم تجند بعض المرتزقة من مثقفي السلطة و أصحاب المصالح من سورية أو من لبنان ليعطوا هذه الفبركات شهادات الصلاحية و يدعموها بحجج منطقية و تحليلات تاريخية و سياسية ..
و من أغرب كل غريب في كل ما يعرضه هذا الإعلام المحنط حول جرائم القتل تجد أن إصابات المتظاهرين غالباً ما تكون من الأمام و الجنب .. و أن معظم إصابات رجال الأمن و الجيش تكون من الخلف .. ثم يخرج عليك الإعلام السوري المحنط بقصص عجيبة حول وجود عصابات مسلحة .. الأطفال لا يصدقونها ..
حتى أن الغباء بلغ بهم مبلغاً لا يمكن تصوره إذ يأتون بأفراد العصابات أنفسهم إلى استوديوهات التلفزيونات السورية و يصورون أسلحتهم و الأموال بجانبها ثم يصورون اعترافاتهم و يجعلونهم يؤكدون على تآمرهم تارة مع سلفيين و تارة مع إسرائيليين و تارة أخرى مع أجانب أمريكيين و آخرين .. يعني أقل ما يمكن صوروهم في الميدان و كيف تتم عملية القبض عليهم ..
أما بالنسبة للقتلى من الأطفال و النساء الذين بلغ عددهم المئات الذين يسقطون في بيوتهم خلال عمليات المداهمة التي تقوم بها الفرقة الرابعة و أجهزة الأمن فلا يأتون على ذكرهم لا من قريب و لا من بعيد و يكتفون بالقول إن هناك عصابات مسلحة تقوم بأعمال إجرامية لا ينجو منها حتى عناصر الجيش و الشرطة و أن السيد الرئيس قد أمر بالتحقيق حول هذه الانتهاكات لمحاسبة الفاعلين و حتى اليوم لم تظهر نتائج التحقيقات ..
كما يتجاهلون الاعتقالات و التعذيب و التصفية للجرحى و المعتقلين و صور الفيديو التي ملأت الدنيا و الملتقطة لعناصر الأمن و الشرطة و الفرقة الرابعة و هم يقومون بتصفية المتظاهرين العزل و التي عميت عنها أبصارهم و أبصار من تم كيّ وعيه من أبناء سورية فلم يعد يستطيع رؤية الحق و لا سماعه.
كما أنهم لا زالوا لا يعترفون بالانشقاقات التي تحدث كل يوم في الجيش و تؤدي إلى عمليات قتل في وسط الجيش و الفرقة الرابعة و الأمن و الشرطة .. و الأخبار و الفيديوهات أصبحت كثيرة حول ذلك و التي ليس لهم رد عليها سوى أنها عصابات مسلحة أو فبركات و مؤامرات.
و هاقد مضت أكثر من خمسة و ثمانون يوماً و لم تقبض أجهزة الأمن على هذه العصابات الفضائية التي لا زالت تروع السوريين في كل مكان.
يا أخي دعوا الإعلام العالمي أو العربي أو أي إعلام حتى و لو كان الإعلام الحربي التابع للجيش يدخل و يصور الأحداث إذا كنتم تريدون لهذا الوطن الخير ..
ما هذه الحيل و الخدع و إلى أين تفضي ؟
أجهزة الأمن و الفرقة الرابعة و عصابات الشبيحة تقتل الشعب الأعزل و تصفيه جسدياً ..
و الإعلام السوري يغتال ضمير و فكر ما بقي من السوريين الذين لا يتظاهرون و يقفون على الحياد من الثورة ..
و الحقيقة كعين الشمس بادية .. نورها في كل مكان .. لن يستطيع الإعلام السوري أن يحجبها عن السوريين طويلاً
و أبشركم بأن عدد الذين اصطفوا إلى جانب النظام آخذ بالتناقص بشكل كبير و ذلك ليس لأن الواحد منهم اكتشف الحقيقة بذكائه .. لا .. و ليس بسبب إخفاق الإعلام السوري .. لا .. بل لأن القتل قد وصل إلى حيه و شارعه و بيته و أهله وأصبح على تماس مع الحقائق بشكل مباشر و لم يعد الإعلام السوري قادراً على فبركة هذا القتل ..
الاثنين، 6 يونيو 2011
الجزء الثالث: مؤتمر أنطاليا من 1 إلى 2 / 6 / 2011
الأربعاء ليلة الخميس
صحيح أنه فاتتني المشاركة في أنشطة اللجان المشكلة لدعم الثورة بسبب مرضي إلا أنني تداركت ذلك في سهرة يوم الافتتاح الأربعاء التي امتدت إلى فجر يوم الخميس بعد أن استعدت عافيتي و قوتي.
كانت سهرة جميلة بالرغم من طولها قضيتها على شرفات الفندق و في استراحته مع عدد من الناشطين المميزين أمثال الأستاذ منذر زملكاني و السيد واصل الشمالي و الدكتور شادي كسكين و عدد من شباب ائتلاف الثورة لم أحفظ أسماءهم ، تبادلنا الأحاديث حول أسباب الوقوف مع الثورة و معارضة النظام و حول الجرائم و التعذيب و عدم القدرة على الصمت حيالها و حول أسباب النزوح من سورية إلى الخارج و قد روى كل واحد قصته و معاناته مع النظام و أجهزة الأمن.
اطلعت من خلالهم على ما فاتني في أنشطة اللجان من اقتراح أفكار جديدة و دراستها و مناقشتها و الخلوص إلى بعض من التوصيات النهائية التي ستعرض أمام لجنة المؤتمر في يومه الثاني في الجلسة الصباحية.
كان أهم ما توصلت إليه اللجان مايلي:
- لجنة الشهداء و الحقوقيين و ما دار حول الجهود المبذولة لتوثيق ملفات المفقودين و المعتقلين و جرائم القتل و التعذيب الممنهج و إحالتها إلى مجلس الأمن و المحكمة الجنائية الدولية و العمل على استصدار أحكام توقيف بحق الرئيس الأسد و ضباط الأمن و الفرقة الرابعة و كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم.
- و توصيات لجنة إغاثة الثورة في إيجاد القنوات الآمنة لإيصال المال إلى أسر الشهداء و الفقراء و المحتاجين.
- و لجنة الإعلام و التوعية التي كان عدد من أعضائها قد بدأ فعلاً بالإعداد إلى قناة فضائية ملتزمة تماماً بالثورة السورية و دعمها إضافة إلى عدد من الخطط لتوثيق أحداث الثورة على الانترنت و إتاحتها أمام الإعلام العربي و العالمي ، و التي ستغطي ابتداءً من الأحداث على الأرض إلى الرد على الإعلام السوري و كشف زيفه و تضليله للمواطنين السوريين إلى التوعية السياسية للثوار و من يقف مع الثورة في الداخل و الخارج.
- إضافة إلى لجنة تنظيم و تنسيق التظاهرات و الاعتصامات في الخارج أمام السفارات السورية و مؤسسات المجتمع المدني التي يمكنها أن تشكل ضغطاً على حكوماتها إضافة إلى برلمانات الدول الأجنبية و غير ذلك مما قد يسرع في عملية اتخاذ قرارات صارمة بحق النظام السوري.
كما أطلعني الدكتور شادي على برنامج اليوم التالي الذي سيبدأ بمناقشة توصيات اللجان ثم بمقترحات البيان الختامي للمؤتمر ثم إعلان البيان الختامي ثم انتخاب الهيئة الاستشارية.
و أخبرني أن منظمو المؤتمر قد ارتأوا تحديد عدد أعضاء الهيئة الاستشارية بواحد و ثلاثين عضو لاستيعاب جميع الأطراف المشاركة ، كما وجدوا أن الوقت لن يسمح لهم في اعتماد نظام انتخابي مبني على الترشيح الفردي للأعضاء و لا حتى على ترشيح المجموعات و كان لا بد من الاعتماد على نظام ترشيح القوائم و التصويت عليها و اختيار القائمة التي تحوز على أكبر عدد من الأصوات ، ثم تقوم الهيئة الاستشارية باختيار مكتب سياسي تنفيذي مؤلف من تسع إلى أحد عشر عضواً للقيام بتنفيذ توصيات الهيئة و توجيهاتها.
و قد شاعت عدة أخبار في وسط المشاركين عن وجود قائمة معدة مسبقاً تضم ممثلين عن جميع الأحزاب المعارضة و عدد من المستقلين إلا أنني لم أجد من يخبرني عنها شيئاً ، و حتى عن سؤالي فيما إذا كان هناك قائمة منافسة أخرى لم أجد من بادر إلى تأليف مثل هذه القائمة المنافسة بعد.
كما كان هناك نقاش دائر بين الجميع حول اعتبار المشاركين هم أعضاء مؤسسين للمؤتمر و جعل المؤتمر مفتوحاً على من يحب الانضمام إليه من الخارج ، خصوصاً مع زميلي في الغرفة السيد ع.ع الذي عرفته في حمص منذ أكثر من خمسة عشر عاماً معرفة سطحية لم أستطع تذكره أبداً حين تقابلنا للمرة الأولى كان شخصاً حساساً قد ألهبه الحماس للثورة و نالت جرائم القتل و التعذيب من هدوئه خصوصاً قتل الأطفال و تعذيبهم كحمزة الخطيب الذي لم يفتأ يذكره دائماً ، و الذي كان يفضل هذا الاقتراح المذكور أعلاه. و قد أخبرني أنه تحدث إلى ملهم الدروبي ممثل الأخوان المسلمين في المؤتمر حول هذا الاقتراح و أن ملهم قد وعده بدعمه أمام اللجنة ، و في الحقيقة كنت أرى أنه اقتراح جيد يلبي احتياجات المرحلة القادمة.
أضواء على الأحداث:
- لم تتوقف كاميرات الإعلام عن إجراء المقابلات و التصوير طيلة الوقت.
- كان هناك استياء عام عند المشاركين الذين وصل إليهم خبر وجود قائمة معدة مسبقاً لكن لم يتأكد أبدا ذلك من أي طريق. إلا أنهم اعتبروا ذلك عمل انتهازي لعدم إعطاء الفرصة بشكل متساو للجميع لتشكيل القوائم الانتخابية المناسبة خصوصاً وأن عدد الأعضاء المكون للقائمة كان كبيراً على أشخاص كانوا قد تعرفوا على بعضهم لأول مرة وليس أمامهم إلى يومين لدخول الانتخابات.
- كان هناك مقترحات كثيرة لصياغة البيان الختامي تحتاج إلى وقت أكبر لمناقشتها.
- كان من غير المقبول إعلان البيان الختامي قبل تحديد الهيئة الاستشارية و انتخابها.
- بالإجمال كان الجميع مستمتعاً بتلك الأجواء الإيجابية الجديدة التي سادها الإحساس بالتنافس على طرح الأفكار الأفضل و التعاون و التعاضد فيما بين المشاركين و الحرية في التعبير و إبداء الرأي.
- بدأ يظهر وعي جديد عند معظم المشاركين حول التركيز على إسقاط النظام و ضرورة إنجاح المؤتمر و عدم تعمد وضع العوائق في طريقه بل التنازل عن كل ما قد يشكل خطراً على نجاح المؤتمر خصوصاً بعد التصريحات المتتالية على لسان الناطقين الإعلاميين الرسميين السوريين حول اتهامهم للمشاركين بالعمالة لأمريكا و إسرائيل.
و مع بزوغ فجر الخميس و ارتفاع آذان الصبح انتهت سهرتنا و مضيت إلى غرفتي للصلاة و الاستعداد لليوم الثاني
ترقبوا الجزء الرابع ..
الأحد، 5 يونيو 2011
تصريح الضباط الأحرار بين سلمية الثورة و عسكرتها ..
أنشئ من جموع المنشقين عن الجيش و أجهزة الأمن و الذين كانوا قد أعلنوا عن
انضمامهم إلى الثورة غير ملتزمين باستراتيجيات الثورة السياسية و آلياتها في الوصول إلى
تحقيق النجاح ؟ أم أنهم يعملون بشكل منفصل عنها ؟ ..
أصدر الضباط الأحرار بياناً في بداية هذا الأسبوع على لسان
حسن شندي أحد ضباط الجيش السوري المنشقين قد أذاعته قناة الجزيرة و هذا رابطه :
http://www.youtube.com/watch?v=nBH0qB6gfrI&feature
طلبوا فيه إمدادهم بالسلاح و العتاد العسكري لمواجهة
جرائم النظام الوحشية في حق الشعب السوري الأعزل و الدفاع عنه ، مما أحدث زوبعة كبيرة في وسط
المعارضة السورية في الخارج و التي كانت قد أكدت في كل المؤتمرات التي عقدتها في
الخارج و الداخل من أنطاليا إلى بروكسل إلى استانبول إلى المؤتمر التشاوري في دمشق
إضافة إلى ما أعلنه ثوار الداخل عن رفضهم للعمل المسلح الذي سيعطي النظام المبررات
التي كان يحاول اختلاقها منذ بداية الأحداث بحجة العصابات المسلحة السلفية تارة و
القاعدة تارة و الأمريكية و الإسرائيلية تارة أخرى و قد حذرت المعارضة بجميع أطيافها
من مغبة تحول الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة و اندلاع حرب أهلية لا تبقي و لا تذر تجعل
من سورية صومالاً عربياً جديد ..
و قد طالبت المعارضة مجموعة أنطاليا في وقت لاحق الضباط
الأحرار بالتراجع عما صرح عنه المتحدث باسمهم حسن شندي عن نيتهم بدء الأعمال
المسلحة ضد النظام بإصدار بيان نفي لما جاء على لسان شندي و الذي ما زلنا بانتظاره
حتى هذه اللحظة ..
هذا و يؤكد عدد من المطلعين على العمليات العسكرية في
الداخل أن كثير من هذه العمليات باتت لملاحقة المنشقين عن الجيش و قوات الأمن التي
هاجمت المدن و البلدات الآمنة خلال الأشهر الثلاثة الماضية و قامت بقتل و ترويع و اعتقال
العديد من أهلها الذي دفع هؤلاء العناصر المنشقة بعد أن رأوا بأم الأعين عدم
امتلاك المدنيين لأي سلاح و أنهم عزل تماماً إلى الانشقاق و الهرب إلى مدنهم و
قراهم أو اللجوؤ إلى الدول المجاورة كتركيا ..
و قد صرح في وقت سابق المقدم المنشق حسين الهرموش الناطق
الرسمي عن الضباط الأحرار في إحدى اتصالاته مع قناة الجزيرة أن المنشقون استطاعوا إيقاف
حملة مداهمة كبيرة على جسر الشغور خلال الشهر الماضي ليمكنوا الأهالي من الهروب
إلى تركيا بعد أحداث عنيفة دارت في جسر الشغور و معرة النعمان نجمت عن انشقاق في
أجهزة الأمن داخل المدينتين كان هدفها قمع المظاهرات ..
و تؤكد المصادر الموثوقة في الداخل أن العمليات العسكرية
التي لا زالت دائرة في معرة النعمان و محيط إدلب ما هي إلا استمرار لملاحقة
الجماعات المنشقة و محاولة إلقاء القبض عليها و التخلص من أفرادها قبل خروجهم من
مناطق تمركز قطعاتهم العسكرية التي كانوا ينتمون إليها أو وصولهم إلى تركيا لألا
يقدموا شهاداتهم على الأوامر التي تلقوها من قيادتهم في إعمال القتل و القنص و
الرمي بالرصاص الحي التي تقدم تفسيراً للجرائم التي يقوم بها النظام ..
هذه العمليات التي قام و يقوم
بها النظام بطرق عشوائية متوحشة غير منظمة باءت بالفشل و لم تستطع قوات النظام القبض
على المنشقين و أن المدنيين هم المتضررين الوحيدين من هذه العمليات العسكرية
الوحشية التي يقوم بها النظام الذي فقد
الشرعية و أن الانشقاقات قد ازدادت بشكل كبير في وسط الجيش و القوات التي تقوم
بمداهمة المدن الآمنة الخالية من السلاح ..
و في النهاية أتمنى ألا تكون الاختلافات الصحية التي تتعرض
لها المعارضة قد أدت إلى ما يعرض الثورة إلى أي انتكاسة و لو في أبسط مكون من
مكوناتها ..
كما أتمنى من الضباط الأحرار ألا يعطوا النظام المبرر لقتل المزيد من
شعبنا الأعزل البريء ، و أن يبادروا إلى توضيح ما دلت عليه تصريحات حسن شندي في
عسكرة المعارضة أو إنشاء جناح عسكري لها ..
و أخيراً أعود و أؤكد ما تم الاتفاق عليه في أنطاليا و
استانبول و ما اتفقت عليه كل أطياف المعارضة في الداخل و الخارج من دعمها للثورة و
مطالبها و حرصها على سلمية الثورة و وطنيتها ..
by جميل داغستاني on Tuesday, July 5, 2011 at 6:29pm
بيان أحرار ومثقفي السويداء
إلى كل الشرفاء والداعين إلى الحرية واسقاط النظام
يوجد غداً دعوة من النظام لمظاهرات على حدود الجولان ونقول للنظام:
نحن أحرار ومثقفي السويداء
نرجو من الجميع النشر في كل مكان
بيان أحرار ومثقفي السويداء
لقد أمعن نظام البعث القمعي بتكريس الطائفية في سورية وهو لازال يقمع كل من ينادي يالحوار والاصلاح في سورية وريط عجلة تحسين الوضع الاقتصادي للدولة بالمؤامرات الخارجية المحاكة عل البلد الآن عندما ازداد ضغط الشارع وجد موضوع الجولان هو البوابة التي لطالما اختبئ خلفها تحت عنوان مقاومة الاحتلال هذا الاحتلال الذي باعه النظام السوري الجولان منذ أكثر من 30 عاماً ولطالما منعنا في السنوات الأخيرة من الاحتجاج على الجزء السوري بل على العكس قلة المطالبات السورية بالجولان وهم ماضون لجعل الجولان يصبح اسكندرون جديد ليس علينا سوى نسيانه من كان حريص على الأرض السورية لا يجعل سورية فيلا لرامي مخلوف وعائلة الأسد من يريد أن يحرر الجولان لا يمنع الصحافة من الخروج لتصوير المظاهرة أمام الرأي العالمي من يريد تحرير الجولان لا يمنع المشاركين غداً بالمظاهرة من حمل أجهزة خليوي بحجة أنها تساعد أسرائيل على التجسس وهنا نربط هذا بما صرحه رامي مخلوف من أنه لا سلام في اسرائبل اذا لم ينعم نظام الأسد بالهدوء لا تدعموا الاحتجاجات المطالبة بالحرية بسورية ونحن لا نحرك أي احتجاجات في الجولان أي يتابعون مشروع التنازل عن الجولان عبر الوقت أي يجعلوننا ننسى الجولان المحتل أليس النظام السوري من حارب الفنان السوري سميح شقير الذي غنى لحرية الجولان أليس النظام السوري من لم يحرك ساكناً منذ حرب 1973 على جبهة الجولان بل على العكس قمع كل الذين حاولو تكريس فكر الثورة الموجود في محافظتنا السويداء والتي لم ترض يوماً أن يقبع محتل في أرضها وهي المحافظة التي قدمت أكبر عدد من الشهداء في الثورة السورية الكبرى وفي حرب تشرين وفي حرب لبنان هو نفس النظام الذي لم يبنِ معملاً مهماً في المحافظة وهو نفس النظام الذي لم يكرم حتى عوائل الشهداء هو نفس النظام الذي رشح عبدالله الأطرش عميل النظام الذي لم يقدم للمحافظة أي شيء سوى الفساد نحن المثقفين نناشد كل المشاركين بحمل أجهزة لتصوير الحقائق التي يرونها وأن لا يثقوا بهذا النظام.
الجولان أرض سورية ولا يوجد منة من النظام لمحاولة تحريره نحن أبناء الوطن من نملك الحق والقدرة ونطالب النظام السوري بوقف تسويق الفكر الطائفي نحن سوريون ومن يريد أن يحرر الجولان لا يجعل المؤسسة العسكرية غارقة بالفساد تدفع 5000 ل.س أجازة لمدة شهر أسلحة قديمة هدر أموال استخدام الجيش في المشاكل الداخلية وربط مصيره بمصير النظام نحن مشاركين في هذا النشاط ليس لدعم النظام بل لأنه جولان السوريين لا جولان النظام الذي قبض ثمنه حافظ رفعت الأسد وسنصور كل الأحداث بأنفسنا لأننا نثق فقط بأهلنا أهل الثورة والكل مدعو للمشاركة ونحن لدينا معلومات أن النظام سوف يحاول استثمار هذا النشاط لزرع نعرات طائفية ولديه مشروع فتنة ونحن نحيط المشاركين لأخذ أعلى درجات الحذر وعدم التقيد بتعليمات النظام بعدم حمل أجهزة خليوي بل على العكس ندعو الجميع للتصوير
الحرية للجولان المحتل ونحن اللذين لم نتنازل يوماً عن حقنا بأرضنا.
أحرار ومثقفي السويداء
الجزء الثاني : مؤتمر أنطاليا من 1 إلى 2 / 6 / 2011
و في صباح الأربعاء و بعد ليلة من الآلام و الأوجاع نزلت أبحث عن منجد فالتقيت فراس غنام ذلك الشاب اللطيف الشهم الذي ما إن أخبرته عن وجعي حتى ترك كل مشاغله و هرع إلى نجدتي و عند باب الفندق التقينا الدكتور منذر زرزور الذي أعارنا سيارته لشراء الحقن و التي لم أجد بعد وصولي إلى الفندق أمامي إلا الدكتور عمار قربي الذي أعطاني إياها حتى تمكنت من الانضمام إلى فعاليات المؤتمر بدون تأخير.
دخلت قاعة المؤتمر و قد اكتظت ممراته بالكاميرات و المصورين و قد بدأ المشاركون باتخاذ أماكنهم استعداداً للبدء و ما هي إلا دقائق حتى أعلن عن بدء المؤتمر بالنشيد العربي السوري.
تصادف مكان جلوسي بجانب كل من الشاعر محمود علي الخلف مؤسس حزب الوسط السوري و الدكتور إبراهيم الحريري نائب رئيس هيئة الشورى برابطة العلماء السوريين و أمامي كان الدكتور محمود السيد الدغيم و خلفي كل من المهندس إياد قرقور و الدكتور محمد شبك و السيدة سيما عبد ربه.
عرض بعدها على شاشة العرض لمحة عن المجازر الدموية التي قام بها النظام السوري منذ تولي حافظ الأسد الحكم إلى عهد بشار الأسد في حق الشعب السوري التي ذهب خلالها عشرات الآلاف من السوريين بين قتلى و مفقودين و معتقلين و مهجرين و التي لم يتوقف النظام عن ممارساته القمعية و الاستبدادية حتى اليوم.
و بعد كلمة الافتتاح للسيد غسان عبود كان هناك مفاجأة المؤتمر كلمة هيثم المالح شيخ الثورة السورية هذا هو الرابط لمن أراد الاستماع لها:
http://www.youtube.com/watch?v=4tympBM7BXE
ثم بدأ ممثلو الأحزاب المعارضة و شباب إئتلاف الثورة على التوالي يلقون بكلماتهم التي تؤكد دعمهم للثورة السورية و عدم وصايتهم عليها و نبذ كل الخلافات السياسية و الدينية و الطائفية و المذهبية و التأكيد على ديمقراطية دولة المستقبل و تعدديتها و احترامها للآخر مهما كان الاختلاف.
إلا أنه لم تخلو الجلسات من بعض المشادات و الخلافات حول طبيعة الدولة المرتقبة و طريقة بنائها و دستورها و شكل الحكم فيها، لكن كان الجميع يرجع إلى نقطة الاتفاق على إسقاط النظام التي لها الأولوية بالدرجة الأولى على كل المطالب الأخرى حتى يتسنى لهم تحقيق آمالهم و طموحاتهم مهما كانت طالما بالطرق الديمقراطية التي لا تلغي الآخر و لا تقصيه.
ثم جاء عرض النشطاء الحقوقيون لشرح مساعيهم في إثبات الجرائم و توثيقها و السعي إلى محاسبة الرئيس بشار الأسد و من تلوثت يديه بدماء السوريين من أعوانه و ضباطه و المضي إلى مجلس الأمن و المحكمة الجنائية الدولية لتجريمهم و ملاحقتهم دولياً و القضاء على حكمهم قانونياً بعد أن سقطوا شعبياً وصولاً إلى إسقاطهم السياسي بكشف جرائمهم للعالم أجمع و العمل على دفع الدول العربية و الإسلامية ممثلتين بالجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي على تغيير مواقفهم من الثورة السورية و الحصول على تأييدهم الكامل.
انتهت الجلسة الصباحية و بعد فترة الغداء تم تشكيل عدد من اللجان التي بدأت بوضع التوصيات و مناقشاتها اللازمة لنصرة الثورة و دعمها حتى سقوط النظام وكانت هذه اللجان هي أربعة لجان على الشكل التالي:
- اللجنة القانونية و تضم لجنة الشهداء
- اللجنة الإعلامية و التوعية الثورية
- لجنة التنظيم و التنسيق للمظاهرات في الخارج
- لجنة الإغاثة
على أن تقدم هذه اللجان توصياتها في اليوم التالي للمؤتمر.
و للأسف لم أستطع المشاركة بأي منها بسبب وصولي إلى الحد الأقصى من الجهد و التعب بعد ليلتين من السفرالطويل و عدم النوم و معاناة الألم الشديد ، و بعد تناول الغداء استسلمت إلى الفراش.
ما تم التأكيد عليه:
- تجاهل قانون العفو الذي أصدره الرئيس الأسد و لجنة الحوار الوطنية.
- رفض الحوار مع النظام.
- إسقاط النظام .
- محاكمة النظام و جميع من تورط في إراقة الدم السوري.
- رفض التدخل العسكري الأجنبي طالما يمكن الاعتماد على الثورة السلمية في إسقاط النظام.
- محاربة الطائفية و المذهبية بكل أشكالها و ألوانها.
- مطالبة الأخوة العلويين بالمشاركة في الثورة و التأكيد لهم على عدم المساس بمن لم تتلوث يديه بالدم السوري.
- المساواة بين السوريين جميعهم بدون تمييز أو تفضيل لأحد على أحد.
- مطالبة العرب و المسلمين بالوقوف مع الثورة السورية و عدم السكوت على المجازر.
- عدم الوصاية على الثورة و إنما توفير الدعم الكامل لها في الخارج.
ما يؤخذ على الكلمات التي ألقيت و ما جرى خلالها:
- وجود النبرة الطائفية و المذهبية رغم المحاولات الجادة لتلافيها.
- إثارة مشكلة علمانية أو دينية الدولة بشكل غير مقبول مما دفع إلى احتدام المواقف و تطورها بين بعض المشاركين.
- استباق بعض المتحدثين للأحداث و مطالبتهم بتشكيل مجلس انتقالي.
- فقدان الانضباط و كثرة الهتافات و الشعارات التي دفعت إلى الاشمئزاز و عدم التركيز في وسط الحضور من المشاركين و المراقبين و الإعلاميين ، في حين أثار غضب البعض الآخر منعهم من الهتاف.
أضواء على الأحداث:
- كان حرص مؤيدي النظام الذين أتوا من سورية إلى تركيا و تجمعوا خارج الفندق الدخول إلى المؤتمر لإفشاله دليلاً كافياً بالنسبة لوسائل الإعلام الأجنبية على ديكتاتورية النظام و قمعه لمعارضيه - لولا أن الشرطة التركية أبعدتهم خارج الفندق بما لا يقل عن ثلاثمائة متر حفاظاً على أمن المشاركين – و الذي شكل أيضاً دليلاً بيناً على السلوك الإجرامي لمؤيدي النظام لم يحتج منا إلى إيضاح أو شرح نقدمه للصحفيين و الإعلاميين الأجانب.
- حصل احتكاك بين أحد المشاركين و اللجنة المنظمة بسبب تعليق سيء على بعض المجريات كاد أن يثير فتنة بين الحضور ، تبين عندما تدخل أفراد اللجنة المنظمة أنه من المندسين على المؤتمر تسلل حتى يبعث الشعور بالفشل و الإحباط فيما بين الحضور مما اضطر اللجنة المنظمة إلى إبعاده خارج المؤتمر و تسليمه لجهاز الأمن المشرف و هذا رابط للاطلاع على المشكلة
http://www.youtube.com/watch?v=qwv_eYOCFGU
إضافة إلى هذا الرابط الذي يعرض للمؤتمر و يتكلم عن المشكلة في الدقيقة الرابعة منه:
http://www.youtube.com/watch?v=XrCuPX7yeKA
- سعي جميع المتكلمين على نفي تهم الطائفية عنهم كاد أن يسم يوم المؤتمر الأول بالطائفية فعلاً.
- كثرة الهتافات التي جعلت المؤتمر يشبه مجلس الشعب السوري و الذي أعطى صورة غير لائقة عن مستوى الفهم الديمقراطي بين الحضور للمراقبين و الإعلاميين الحاضرين. على الرغم من أن الذين كانوا يقومون بالهتافات هم عدد صغير لم يتجاوزوا عدد أصابع اليدين.
- على الرغم من ظهور عدد من الخلافات و وجهات النظر المتضاربة إلا أن الأجواء كانت تتميز بالحرية و الوضوح و عدم اللجوء إلى التستر و النفاق فلا تهديد و لا خوف و لا مخابرات و لا مخبرين و لا تهديد بالاعتقال و السجون و الفصل من الوظائف.
- على الرغم من وجود عدد كبير من الأطياف السياسية و الحزبية إلا أن الاحترام و الكياسة الشخصية و احترام رأي الآخر كان هو السائد و المسيطر على أجواء الحديث و النقاش.
- اتفاق الجميع بالرغم من الاختلافات الجذرية - في بعض الأحيان بين المتحاورين في الشكل و المبدأ - على ضرورة العمل سوياً و تأجيل الخلافات إلى ما بعد إسقاط النظام و محاكمة المجرمين.
انتظروا الجزء الثالث غدا إن شاء الله ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)