من أكبر المغالطات التي نقع فيها دائماً كوننا شعب متنوع
غير متجانس التركيب و إن كان منسجماً اجتماعياً ، هي أننا ننظر إلى قضايانا كلها
خاصها و عامها بعواطفنا فقط ، و العواطف في أكثر الأحيان تنبع من الخصوصيات المتعلقة
إما بالدين أو بالمذهب أو بالعرق أو بالقومية ، فإن وافقت جماعة خالفت غيرهم ، و
غالباً ما نترك للعقل دور المنفذ و المخطط لما اعتمل في نفوسنا و اختلج في صدورنا
، فيزيد ذلك في حدة مشاكلنا و عمقها و تكلفتها على حاضرنا و مستقبنا ..
و في الوقت الذي يمكن من خلاله التعامل مع القضايا الخاصة
بالخصوصيات كالزواج و الطلاق فإنه لا يمكن بمكان أن نتعامل مع القضايا العامة كمحاربة
الفساد و مقارعة الأعداء بالخصوصيات فقط فلا بد مما يجمعنا و يوحدنا .. و لا يتأتى
الحل في الأولى إلا بعدم إقحام الغرباء فيها ، في حين أن البحث عن الحلفاء و
الأنصار في الثانية هو فرض و واجب لكسبها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق