لماذا هذه المنافسة الغير محمودة بين العاملين في مجال
الإغاثة و دعم الداخل ؟
لماذا تتحول المنافسة إلى صراع ؟
لماذا الكبير يريد أن يبتلع الصغير ؟
لماذا يصبح الصراع بديلاً للتكامل و التعاون ؟
أليس الهدف هو مد يد العون و كفاية المحتاجين و نجدة الجرحى
و المصابين ؟
في الأعمال الربحية يبدأ المتنافسون بتقدير قيمة الطلب في
السوق و عليه يتسابقون في الاستحواذ على أكبر حصة من هذه السوق .. فالتحالفات و
التكتلات كلها تكون قد خطط لها للسيطرة على السوق و أما الاحتكار فهو ممنوع بعرف
معظم الدول الواعية .. و هذا كله في النهاية يصب في مصلحة المواطن و إن لم يكن
فأضعف الإيمان أنه لن يهدف إلى الإضرار بالمواطن و إلا قامت القيامة على الشركات ..
أما في الحالة السورية المحزنة فلا أحد حتى اليوم استطاع
أن يقدر احتياجات الشعب السوري المنكوب في الداخل و لا حتى في الخارج و في نفس
الوقت لا أحد أيضاً استطاع إلى اليوم أن يقيّم كفاءة الموارد المتاحة على سد
الاحتياجات المطلوبة !!!
وبالتالي المستفيد الوحيد من هذه الأعمال الإغاثية و جمع
التبرعات المالية و العينية هم القائمون عليها .. و المتضرر الوحيد منها هو
المستفيد النهائي منها " اللاجئ أو النازح السوري" !!
لماذا ؟
لأنها تحسب عليه بمقدار ما تم تسليمه منها لا بمقدار ما
تم جمعه منها !!
و في ظل غياب دراسة تحليلية تقدر حجم الاحتياجات برز عامل
التحكم السياسي على الأرض الذي يدعي قدرته على سد الاحتياجات و لن
يستطيع أحد أن يقيمه لغياب المعايير و الأهداف المحددة و بالتالي لن يستطيع أحد أن يقول له نعم أو لا أو أنك أهل لهذا أو لا و تحت ضغط الحاجة سيستسلم المتبرعون له ، و بالتالي يصبح الهدف من العمل الإغاثي هو السيطرة على أموال الإغاثة و
التبرعات لفرض الكلمة و الرأي على المحتاجين "ماذا يرفعون من شعارات" و
مع من يتحالفون و ضد من و هكذا ، بدلاً من أن يكون الهدف سد جميع الاحتياجات ، و يمسي الخوف من المنافس الذي يعمل في نفس المجال
كبيراً جداً على هذه السلطات المكتسبة و المتحققة مع الوقت و التي تتجه إلى
الازدياد مع القضاء على المنافسين أو ابتلاعهم ..
و هنا يصبح السعي إلى السلطة أهم من تلبية الاحتياجات قيكثر المحتالون و تتنوع أغراضهم و آليات عملهم و تزداد العشوائية هرباً من الصراعات مع المتسلطين و
بالتالي تصبح تكلفة الدولار الإغاثي عالية جداً قد تصل في بعض المناطق إلى 90% و من ثم يصبح تكريس وجود الاحتياجات هو المظهر الطاغي على ساحة العمل الإغاثي و ذلك لأن المهم هو المحافظة على هذه
السلطات و ليس سد الاحتياجات ..
و لو كان سد الاحتياجات هو الهدف لما كانت المنافسة بين
أطراف العمل الإغاثي و الإنساني قد تحولت إلى صراعات !!!
و لما حاول الكبير ابتلاع الصغير ، و لما وضعت العراقيل
أمام إنشاء فعاليات و فرق إغاثية جديدة .. بل لكان التعاون و التكامل هما سيدا الموقف
دائماً و هما السبيلان الأوحدان لرأب الصدع و سد الحاجة و القضاء على العوز و لكنا رأينا العدد الكبير من فرق الإغاثة و الخدمات الإنسانية المنظمة و الموجهة بالشكل الصحيح ..
فلا نعجبن من تأخر النصر .. "إن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فما رأيكم دام فضلكم ؟؟!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق