السبت، 23 يونيو 2012

ما العمل ؟


هل أصبح التطاول على أصحاب المبادرات الوطنية سواء التنظيمية أو السياسية أو الإعلامية أو الإغاثية أو مهما يكن أو اتهامهم بشتى أنواع التهم السيئة ، هي سمة الوعي السياسي بنظرنا ؟

هل إساءة الأدب و طول اللسان و عدم احترام السن و الخبرة أصبحت بنظر الكثيرين دليل الحرص على المصلحة العامة ؟

من علم بسطاء العقول أن خدمة الثورة بالنسبة للمغتربين هي في حفلات جمع التبرعات فقط و أن كل ما عداها لا يتعدى أن يكون خُطباً طنانة أو عمليات احتيال على الناس ؟

من أشاع أن عقد المؤتمرات في استانبول و صرف ملايين الدولارات في الفنادق و المطاعم هو الدليل الوحيد على نجاح الفعاليات الداعمة للثورة ؟

من وضع هذه المعايير و سمح للأحداث أن يقيّموا الناس على الملأ بدون رقيب أو محاسب ؟
إلى أي درك يهوي بأخلاق و إدراك هؤلاء الذين يقيسون أعمال دعم الثورة على قياس عقولهم الصغيرة و تربيتهم المريضة ؟

ألم يخبرهم أحد باكتشاف ما يسمى بالتنوع ، و أن الاستعمال الطبيعي له هو آليات التعاون ؟
ألم يخبرهم أحد باختراعٍ اسمه التخصص ، و أن الطريقة الوحيدة للانتفاع منه هي التكامل ؟
ألم يصادفوا بحياتهم قدوة ما للأخلاق النبيلة ، و يقيسوا الفجوة الهائلة ما بين القدوة وبينهم ؟
ألم يقعوا و لو لمرة في حياتهم فريسة للمنطق و الاستنتاج العلمي و يكتشفوا أن تأخر النتائج سببه تأخر البراهين ؟

من المسؤول عن هذه الطامة الكبرى التي تحدث أمام مرآى العين و لا نستطيع أن نواجهها ؟

متى سيأتي اليوم الذي سنستفيق فيه من شهوات نفوسنا و ميول أهوائنا و نجعل فيه الأخلاق الكريمة الراقية و القيم الإنسانية السامية لها الأولوية في حياتنا ؟

ألا يكفي خمسة عشر شهراً في خضم الثورة ؟
متى سنفهم أننا يجب أن نغير ما في صدورنا حتى تتغير ظروفنا و حياتنا ؟
إلى متى ستبقى مجتمعاتنا تعيش بدون معايير و بدون أولويات ؟

هل سنحتاج إلى سنين من الثورات حتى نصل إلى ما ترنو له العقول و تسعد به القلوب و تهفو له النفوس و تقر به الأعين ؟

ما العمل ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق