هل أصبح التطاول على أصحاب المبادرات الوطنية سواء
التنظيمية أو السياسية أو الإعلامية أو الإغاثية أو مهما يكن أو اتهامهم بشتى أنواع
التهم السيئة ، هي سمة الوعي السياسي بنظرنا ؟
هل إساءة الأدب و طول اللسان و عدم احترام السن و الخبرة
أصبحت بنظر الكثيرين دليل الحرص على المصلحة العامة ؟
من علم بسطاء العقول أن خدمة الثورة بالنسبة للمغتربين هي
في حفلات جمع التبرعات فقط و أن كل ما عداها لا يتعدى أن يكون خُطباً طنانة أو
عمليات احتيال على الناس ؟
من أشاع أن عقد المؤتمرات في استانبول و صرف ملايين
الدولارات في الفنادق و المطاعم هو الدليل الوحيد على نجاح الفعاليات الداعمة
للثورة ؟
من وضع هذه المعايير و سمح للأحداث أن يقيّموا الناس على
الملأ بدون رقيب أو محاسب ؟
إلى أي درك يهوي بأخلاق و إدراك هؤلاء الذين يقيسون أعمال
دعم الثورة على قياس عقولهم الصغيرة و تربيتهم المريضة ؟
ألم يخبرهم أحد باكتشاف ما يسمى بالتنوع ، و أن الاستعمال
الطبيعي له هو آليات التعاون ؟
ألم يخبرهم أحد باختراعٍ اسمه التخصص ، و أن الطريقة
الوحيدة للانتفاع منه هي التكامل ؟
ألم يصادفوا بحياتهم قدوة ما للأخلاق النبيلة ، و يقيسوا
الفجوة الهائلة ما بين القدوة وبينهم ؟
ألم يقعوا و لو لمرة في حياتهم فريسة للمنطق و الاستنتاج
العلمي و يكتشفوا أن تأخر النتائج سببه تأخر البراهين ؟
من المسؤول عن هذه الطامة الكبرى التي تحدث أمام مرآى العين
و لا نستطيع أن نواجهها ؟
متى سيأتي اليوم الذي سنستفيق فيه من شهوات نفوسنا و ميول
أهوائنا و نجعل فيه الأخلاق الكريمة الراقية و القيم الإنسانية السامية لها
الأولوية في حياتنا ؟
ألا يكفي خمسة عشر شهراً في خضم الثورة ؟
متى سنفهم أننا يجب أن نغير ما في صدورنا حتى تتغير
ظروفنا و حياتنا ؟
إلى متى ستبقى مجتمعاتنا تعيش بدون معايير و بدون أولويات
؟
هل سنحتاج إلى سنين من الثورات حتى نصل إلى ما ترنو له
العقول و تسعد به القلوب و تهفو له النفوس و تقر به الأعين ؟
ما العمل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق