by جميل داغستاني on Sunday, October 16, 2011 at 2:27pm
تحليلات على خلفية تورط إيران في التحضير لاغتيال السفير
السعودي
إيران ليست في صف إسرائيل لكن ؟
الفرس في إرثهم التاريخي الثقافي يعتقدوا أن المنطقة
العربية لهم .. و كذلك الصهاينة في إرثهم الديني .. و بالتالي للفرس مخطط توسعي في
المنطقة كما لدى الصهاينة .. الصهاينة يعترفون و ينفذون مخططهم التوسعي جهاراً
نهاراً غير عابئين بالعرب أما الفرس فيقولون أنهم مسلمون وأن العدو مشترك ممثلاً بالصهاينة
و من يدعمهم ..
فكيف ينفذون إذاً مخططاتهم باسم الإسلام ؟
لكن أولاً هل الحكم الإيراني إسلامي أم فارسي ؟
لقد انتصرت الثورة الإسلامية في إيران و أصبح الحكم في أيدي
رجال الدين ، لكن السؤال الذي لا يزال يحير الكثيرين :
هل هو عصر جديد للفرس بلباس إسلامي أم هو عصر الحكم
الإسلامي فعلاً ؟
في حين أن بعض المراقبين و المتابعين للشأن الإيراني يرون
أن الحكم الإسلامي في إيران هو حكم مذهبي بامتياز في مواجهة المذهب السني يرتكز في
أيد الشيعة حصراً و لا يحق لغيرهم المشاركة ..
و يرى آخرون أن حقيقة هذا الحكم المذهبي هو إخفاء النزعة
القومية الفارسية المتحكمة في إدارة السياسة الخارجية على الأقل إذا لم نعتبرها
المحرك الرئيسي في السياسة الداخلية الإيرانية ..
و لفهم هذه النزعة يجب وضع عين على الداخل و الأخرى على الخارج
..
فإذا نظرنا إلى مكونات الشعب الإيراني لوجدنا أن فيه إلى
جانب الفارسيين ، العرب السنة و الأفغان و الكورد و غيرهم من القوميات التي عاشت
في فارس و بقيت فيها حتى بعد قيام الدولة الإيرانية .. و لوجدنا أن الفرس الذين امتلكوا
السلطة و حكم البلاد كانوا ينظرون إلى العرب كعدو خطير سلبهم أرضهم و ثرواتهم
بدعوى الإسلام .. ولهذا فقد رأوا في المذهب الشيعي بعد اعتناقهم الإسلام ما يعبرون
فيه عن عدائهم للعرب السنة .. فالمذهب الشيعي مذهب يناوئ مذهب أهل السنة و الجماعة
و يخالفهم في كثير من الأصول و الفروع و يهين مقدساتهم و علمائهم و يسب كثيرا من
صحابة رسول الله و زوجاته و يقدح في مواقفهم التاريخية .. وبالتالي يعتبر أهل السنة
الغالبية العظمى لسواد المسلمين أن المذهب الشيعي مليئاً بالمخالفات و الشركيات و الأحاديث
الموضوعة و فيه الكثير من التشكيك بتاريخ الإسلام و المسلمين الأوائل ، كما يعتبرونه
المدخل الذي تدخل منه كل أسباب شرخ الصف الإسلامي و إضعافه ..
ولذلك فقد أجبر الفرس معظم سكان البلاد آنذاك على التشيع
ومن رفض طبقت عليه سياسات من التصفية والإقصاء والعزل والإفقار والتجهيل وهذا ما
ناله العرب السنة في إيران على مر حكم الشيعة .. ولم تأت الثورة الإسلامية لهم إلا
بمزيد من القهر والظلم والاضطهاد .. والكل يعلم ما حدث ويحدث للاحوازيين اليوم الأكثر
من عشرة ملايين نسمة في إيران ..
وما يدفع الكثيرين للاعتقاد بتحكم النزعة الفارسية في
السياسة الإيرانية الإسلامية اليوم هو الميل إلى التوسع في المناطق العربية الذي
لم يكن موجودا خلال الحكومات التي سبقت الثورة الإسلامية الإيرانية و يتجلى هذا
الميل في التوسع بعدة أساليب:
الأول عن طريق الاحتلال
المباشر: كاحتلال الجزر الإماراتية الثلاثة واحتلال بعض الأراضي العراقية الذي
تسببت بالحرب العراقية الإيرانية سابقاً ، وهذا الأسلوب لم ينجح وكانت تكلفته
كبيرة جداً ..
الثاني عن طريق عقد
الصداقات و المعاهدات التجارية و الصناعية و الدفاعية مع دول الجوار العربي السني
..
فإذا كانت الحكومة سنية فالخطة تقضي دعم الشيعة فيها ومحاولة
تشييع الباقين أو تحييدهم للوصول لتوسيع القاعدة الشيعية فيها ومن ثم قلب الحكم لصالحهم
.. وهذا ما حدث في العراق ولبنان والآن يحدث في السودان والكويت بدرجات متفاوتة ..
أما في سورية فالحالة خاصة إذ حكومة الأسرة لا يهمها أي
دين أو مذهب يسيطر طالما أنها تحقق مكاسب إضافية وتستطيع زيادة الفرقة بين أبناء
الشعب بما يزيد من فرض سيطرتها ويطيل في عمرها ..
الثالث عن طريق تسليح
الجماعات الشيعية و تدريبها في الدول السنية المجاورة التي لم تنجح في عقد الصدقات
و المعاهدات معها كما حدث في اليمن بتسليح الحوثيين الشيعة وتدريبهم للانقلاب على
الحكومة أو الحصول على انفصال وقيام دولة شيعية ..
الرابع عن طريق إثارة
الشارع ودعم الحركات الشيعية المناهضة للأنظمة السنية من خلال التدريب في خارج
بلادهم وشحنهم مذهبياً وطائفياً كما حدث ويحدث في البحرين لإضعاف هذه الأنظمة وإفقادها
القوة مع الوقت و ما يحدث من وقت لآخر في السعودية من البلبلات و الشغب ..
و من الطبيعي لإقناع العرب السنة في المنطقة العربية بصدق
نوايا الحكومة الإيرانية نحوهم والسماح لها بالتغلغل في مجتمعاتهم وبناء مراكز
التشيع هو تبني خطاب متطرف ضد إسرائيل من جهة وإيجاد المبرر لدعم المقاومة
اللبنانية الإسلامية حزب الله العربية الشيعية في لبنان من جهة أخرى وفي الوقت
ذاته تثبيت الشيعة فيها .. و لدحض دعوى المذهبية التي تتصف بها السياسة الإيرانية فإن
مد يد العون لحماس الفلسطينية العربية السنية سيكون دليلاَ دامغاً على سلامة
السياسة الإيرانية في المنطقة من المذهبية المتهمة بها ..
وثمن دعم حماس بكل الأحوال تحت مظلة الاتفاقيات الدولية
بين العرب و إسرائيل لن يكون مكلفاً بالمقارنة مع المكاسب الهائلة من استمالة
الشارع العربي السني نحوها و تحويله مع الوقت إلى شيعي و تنفيذ المخططات التوسعية على
مراحل ..
في حين ساهمت إيران مع أمريكا في احتلال أفغانستان السنية
و مدتهم بالدعم اللوجستي كما فعل الجميع لكن أين العداء للصهاينة ومن يقف خلفهم وأين
ذهب الشيطان الأكبر .. و لم يترددوا أبداً في دعم الفصائل الشيعية لتصفية المقاومة
العربية السنية التي استعدت إلى جانب القوات العراقية لمواجهة القوات الأمريكية عند
احتلال العراق ..
و النتيجة اليوم التي تفرض نفسها بعد هذا الدعم الغير
مسبوق من إيران لنظام الاحتلال الأسدي المجرم الذي يخالف كل الشرائع السماوية في
مواجهة الشعب السوري الأعزل الذي يطالب بحريته و كرامته واكتشاف تورطها في إثارة أعمال
الشغب و التخريب في المنطقة الشرقية من السعودية إضافة إلى تلك الأعمال التشبيحية في
أمريكا التي تهدف إلى الضغط على السعودية بسبب وقوفها إلى جانب شعب سورية في محنته
.. أن إيران دولة إسلامية فارسية مذهبية تكن العداء للعرب وللمسلمين السنة وتضمر
نواياها في التوسع والهيمنة على المنطقة العربية كلها ..
وهذا ما أثار أمريكا عليهم و سيثير الغرب كله .. فإيران بعد
الملف النووي تكشفت عن نواياها في التهام المنطقة برمتها .. والجميع يعلم حساسية منطقة
الشرق الأوسط وما لها من أهمية عالمية .. ولذلك أصبحت إيران خطراً على الجميع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق